فى العاشرة من صباح اليوم بدأ المئات من الناس غاليبتهم من سكان مصر الجديدة التوافد على شارعى بغداد بميدان الكوربة للمشاركة فى الإحتفال الفنى السنوي الذي ينظم هناك بحيث يمنع سير السيارات ويخصص للمشاة فقط ليشبه شارع الشانزلزية فى فرنسا. فى العامين الماضيين كانت تبدأ كل مجموعة ممارسة أى نشاط تحبه فهناك من كان يقوم بالرسم على "الأسفلت" ، وهناك من يجلس ويعزف على الجيتار ويجلس بجانبه أصدقائة يستمعون ويرددون وراءه اللحن الذى يعزفه ، وينصب مسرح كبير مجهز بالعديد من معدات الصوت والسمعات الكبرى يقدم من خلالة فقرات للعديد من الفرق الموسيقية المشهورة ، بالإضافة الى قيام "الدى جى" بتشغيل أحدث الأغانى. كل هذه المظاهر الإحتفالية لمهرجان الكوربة كانت هى نفس مظاهر إحتفال اليوم وفى أول تنظيم له بعد الدعوة من شباب مصر الجديدة الى عودة المهرجان ، ليؤكدوا للجميع أن من كان يقوم على إشراف وتنظيم مهرجان الكوربة هم شبابها ، وأن من جعل له روح وشهرة هم شباب مصر الذين كانوا يشاركون فيه من كل حى ومنطقة ، وأنه ليس صحيحا أن المهرجان كان ينجح بسبب أنه كان تحت رعاية وإشراف حرم الرئيس السابق. وكان من اللافت للنظر فى فعاليات مهرجان اليوم هو كثرة الأعلام المعلقة على المسرح وأعمدة النور ، وشرفات ونوافذ العمائر المطلة على الميدان. وكلمسة وفاء وتقديرا للثمن الغالى الذى قدموه من حياتهم لتحرير البلاد من الظلم والفساد ، علق العديد من اللافتات عليها صور الشهداء من ثورة 25 يناير ، كما كانت أغلبية الأغانى التى قدمت من "الدى جى" هى الأغانى الوطنية على عكس ما كان يشغل من أغانى فى هذا المهرجان قبل 25 يناير فكانت معظم تلك الأغانى أجنبية. ويصف مهاب سليمان 22 سنة محامى ومن سكان الكوربة المهرجان اليوم قائلاً بأنه من أجمل الأيام التى نظم فيها هذا الإحتفال ، لأنه يتم هذه المرة بتنظيم من أهل مصر الجديدة وبالتزامن مع إحتفالات مصر بنجاح ثورة 25 يناير. ويضيف ياسين محمود 27 سنة موظف فى أحد البنوك ومن سكان مصر الجديدة : ما أسعدنى فى الإحتفال اليوم هو وعي الشباب المشاركين .. فطوال تواجدى وجدت مجموعات كبيرة من الشباب واقفين يتحدثون عن الإستفتاء ومن سيقول "لا" ومن سيقول "نعم" ، وشعرت بأن الجميع نضج وأصبح عنده وعى ، بصراحة عندما كنت أحضر للمهرجان قبل 25 يناير كان حديث غالبية المشاركين عن أحدث الأغانى التى صدرت فى أوروبا وأمريكا ، وهل فيلم السقا أجمل أم فيلم كريم عبد العزيز ، كانت أحاديث كلها تدل على عدم وعينا ، وإن شاء الله هذا الإحتفال سيتم كل أسبوع ، وسيكون ميدان الكوربة ساحة للفكر وتبادل الأفكار وأجتماع الثقافات المختلفة ، ولن يقتصر فقط على سماع الأغانى . أما عماد محمد صاحب أحد المطاعم بحى الكوربة فيقول : قبل 25 يناير كنا لانحب تنظيم هذا المهرجان رغم أننا كنا نحقق فيه مكاسب مادية كبيرة من كثرة الإقبال على شراء الطعام ، ولكن كان رئيس الحى يفرض علينا تعليمات مكلف بها من سوزان مبارك .. فكان كل محل يجب أن يقوم بدهن واجهة المحل ، ويجب على جميع المحلات أن تشترى صندوق قمامة كبير من الحى بحجة أن يجب أن تكون جميع صناديق القمامة موحدة وإذا لم أفعل ذلك كانت توقع على غرامة مالية . لكن الأن نشعر بأن المهرجان ينظم بدون شروط أو إجبار علينا .