منذ اندلاع ثورة 25 يناير وتغييرات كثيرة شهدها المجتمع المصرى .. من أبرزها ما حدث للإعلام المصرى الذى تغير 360 درجة وبعد أن كان موالياً للنظام اصبح ولاؤه للدولة ، ولذلك فتحت البرامج ذراعيها لكل العناصر التى كانت المحظورة فى عهد النظام البائد .. ولكن نشب الجدل حول الاحتفاء المبالغ فيه من قبل وسائل الإعلام لبعض الاشخاص الذين كانوا متهمين فى جرائم جنائية ..بل وتصويرهم على إنهم ضحايا ، مما جعل الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء يعترض على ظهورهم ووصفهم بالقتلة و الخائنين وبأنهم ليسوا أبطالاً ليحدث معهم ذلك .. الدكتور فارق ابو زيد أستاذ الاعلام والرئيس السابق للجنة التقييم الإعلامى علق على هذا الموضوع قائلا : فى عهد النظام السابق كنا نفرق بين الإعلام الحكومى المملوك للدولة والاعلام الخاص من حيث مساحة الحرية ، فمثلا كانت منى الشاذلى لديها قدر من الحرية لتستضيف بعض الشخصيات الممنوعة من الظهور فى تليفزيون الدولة مثل د. محمد البرادعى والمرشد العام للاخوان المسلمين ، وأيضا عمرو أديب استطاع فى ظل عهد مبارك ان يقيم مناظرة بين أيمن نور وحمدين صباحى .. وهذه المساحة من الحرية كانت اقل فى برامج التوك شو فى التلفزيون المصرى وكان مذيعو هذه البرامج يعوضون ذلك بأرائهم الشخصية كما كان يفعل محمود سعد ، أما الان وبعد ثورة 25 يناير فمساحة الحرية أصبحت كاملة ..وتساوت هذه الحرية على كل أشكال الإعلام ، وأصبحت هناك ديموقراطية أدت الى انهيار سمات السلطوية التى كان يمارسها النظام القديم على وسائل الإعلام , وهذه الحرية لابد ان تكون مسئولة وموضوعية بحيث تعطى الفرصة للاقلية لتعبر عن نفسها ، وإذا تطرقنا إلي عبود وطارق الزمر وأمثالهم فهم اشخاص كانوا ممنوعين من الكلام أكثر من 30 عاماً وطبيعى ان تجد فيهم وسائل الاعلام مادة مثيرة تجذب المشاهد ، إلى جانب ان قصتهم دارمية بسبب تواجدهم فى السجن زيادة عن مدة عقابهم ، وهذا لا يعنى ان البرامج تظهرهم على انهم ابطال .. وان كان هذا المسمى لا توجد به مشكلة على افتراض ان هناك ابطالاً من الاشرار ، ولابد ان نحتمل هذه الفترة ونعطى فرصة لممارسة الحرية التى حرمنا منها خلال 30 عاماً وتكون فرصة للتدريب على ضبط النفس. اما طارق يونس رئيس تحرير برنامج القاهرة اليوم فيقول: البرنامج يختار الضيف على اساس الحدث المناسب ويؤخذ فى الاعتبار ايضا ان يكون الضيف " غير محروق " فى وسائل الإعلام ، يعنى دائما ما ابتعد عن الضيف الذى يظهر كثيراً في القنوات الاخرى حتى يكون برنامجى هو المختلف ، إضافة الى اننا برنامج يشتغل على تحليل الخبر وليس اكتشافه ويتميز بإتاحته لمساحة كبيرة لمشاركة الجمهور , إما عن موضوع ظهور بعض الأشخاص الذين كانوا متهمين فى بعض الجرائم فالقاهرة اليوم لم يقع فى هذا الفخ والدليل انه البرنامج الوحيد الذى لم يستضف عبود الزمر .. بل ظل اسبوعا كاملا يعمل على التعديلات الدستورية ما بين مؤيد ومعارض لان هذا الحدث لم نعيشه منذ 42 سنة .. لكن عبود الزمر " مش وقته " ، وعموما هو موجود فى اى وقت. وكان لمحمود مسلم المسئول عن الاعداد فى شبكة تلفزيون الحياة رأيا اخر ، ويقول : الاعلام عند مناقشة قضية ما لابد أن يأتي بكل أطرافها من مؤيد ومعارض ويكون المذيع هو الطرف المحايد ، ولكن فى حالة وجود ضيف لديه رؤية مختلفة او حقائق مثيرة فالمفروض ان يلعب المذيع دور الطرف المعارض ومن حق كل وسائل الاعلام حاليا ان تشتغل الحرية المسلوبة منها من سنين وذلك من خلال استضافة اشخاص كانوا ممنوعين من الظهور ولكن طريقة الحوار هى التى تفرق بين كل برنامج ..فهناك البعض الذى تنازل لمجرد الانفراد والسبق , فلا يجب الاحتفاء بهذه الرموز والتى كانت مسجونة لجرائم جنائية وليست سياسية مثل عبود الزمر وطارق الزمر والريان وماهر جندى فلا يصح ان يكون هؤلاء رموز لنا . ويرى الدكتور عادل عبد الغفار أستاذ الراى العام بكلية اعلام جامعة القاهرة إن الاحتفاء الزائد عن اللزوم الذى تقوم به وسائل الإعلام وبالأخص برامج التوك شو لبعض اصحاب التيارات الدينية او المعتقلين سياسيا او جنائيا لا يؤثر على الراى العام المصرى اطلاقا وذلك لان الشعب المصرى " وسطى " والرأى العام فى الفترة الاخيرة غلب عليه طابع الاعتدال بالرغم من ان المساحات الزمنية المبالغ فيها التى تكرسها وسائل الاعلام لبعض الجماعات الدينية المتطرفة وبعض اصحاب الرؤى غير المناسبة لطبيعة الشعب المصرى , وتساءل د. عادل عن السبب وراء الظهور المكثف لمثل هؤلاء الاشخاص وهل جاء بمحض الصدفة ام انه شىء مخطط وهناك قوى تحاول ان تفرض نفسها وتنشر سياستها فى المجتمع ؟! .