أقامت دار الشروق ندوة للكاتب الصحفي إبراهيم عيسي تحدث خلالها عن الوضع الحالي في مصر، وأدلى بوجهة نظر في كل القضايا السياسية المطروحة على الساحة الآن. وقال إبراهيم عيسى في بداية كلمه إنه مع إجراء الانتخابات الرئاسية أولا على أن تكون الانتخابات البرلمانية بنظام القائمة النسبية، ودعا الحضور إلى ضرورة المشاركة في الاستفتاء على تعديل الدستور والتصويت ب"لا" وهذا أفضل من عدم الحضور للتصويت لأنه يعتبر نوعا من السلبية، وتطرق في حديثه إلى جماعة الإخوان وقال إن الإخوان كانوا الفزاعة التي كان يستخدمها النظام السابق لتخويف الناس بها إذا ما تمكنوا من الحكم وهذا غير صحيح. وقال عيسي إن الشعب المصري والجموع من المتظاهرين هم من طالبوا بوجود الجيش في الشارع، وأن هذا الجيش بمواقفه الرائعة منذ قيام الثورة وتحديدا منذ 28 يناير أكد للجميع أنه جيش مصر وليس جيش مبارك، وأكد عيسى أنه ربما يختلف مع طريقة إدارة الجيش للأمور، ولكن ما حدث أن الشعب هو من طلب وجود الجيش في الشارع في وقت لم يكن هناك أحد يدير شئون البلاد، وطالب عيسى المجلس الأعلى للقوات المسلحة تعيين مجلس رئاسي مدني وأن يتفرغ الجيش لمهامه الأساسية وهي الدفاع عن أرض مصر، ولكن في السياسة هناك تعامل مع المفروض والمطلوب وهناك أيضا تعامل مع الواقع, وتوقع عيسى أن حالة المد الجماهيري التي دائما ما تخرج بتصوراتها ومطالبها وترفع راياتها سوف تفرض علي القوات المسلحة أن تستجيب لمطالبها. وقال عيسى إنه يعارض الآراء التي تؤكد عدم تنحي مبارك , لأنه بالفعل حدث تفكيك لكل مفاصل النظام وسقط الحزب الوطني وكسر حاجز الخوف، وهو انتصار عظيم ورائع أعاد للمصري كرامته التي كانت مركونة, وقد تحدث إبراهيم عيسى عن التعديلات الدستورية قائلا: الدستور الحالي مشوه، ولا يمكن تعديله، والحل أن نقول لا للتعديلات الدستورية بشكلها الحالي, لا أن نقاطع هذه التعديلات، فإذا خرجنا وقلنا لا ستكون ورطة لمن قاموا بهذه التعديلات، وقد يحدث العكس ويوافق الشعب على التعديلات الدستورية لأن هناك شريحة كبيرة تريد الخلاص والانتهاء من حالة الفوضى التي نعيشها, كما أن تيار الأخوان يعتقد أن إجراء الانتخابات البرلمانية مبكرا وبسرعة سيعطيهم الفرصة للحصول علي مساحة كبيرة من البرلمان وبالتالي فهم سيوافقون على التعديلات الدستورية, وفي هذه الحالة سيكون المطلب الحقيقي هو إجراء الانتخابات البرلمانية بالقائمة النسبية وسيكون هو المخرج الحقيقي من البلوة السوده اللي إحنا فيها! وأضاف عيسى قائلا: أما في حالة خروج الاستفتاء برفض عام من معظم من قاموا بالتصويت علي استفتاء التعديلات الدستورية هنا يكون المكسب كبيرا، وسيتم بناء دستور جديد عبر لجنة تأسيسية, وإذا كنا نريد الاستمرار في الضغط السياسي لابد أن نصر علي إجراء الانتخابات البرلمانية بالقائمة النسبية والتي ستوفر القدرة علي تمثيل كل الجماعات والتيارات السياسية ومن ثم سيخرج هذا البرلمان معبرا عن كل أطياف الشعب وليس ممثلا عن تيار غالب أو جناح راكب لهذه الثورة المصرية. وأكد عيسى أنه لا يجب أن نخرج في مظاهرات لنقول لا للتعديلات الدستورية، ولكن الطبيعي أن يتم توعية الناس من خلال المفكرين والمثقفين ووسائل الإعلام، فالوضع الآن مختلف عن قبل الثورة، فقبل الثورة الجماهير خرجت لهدف واحد وهو إسقاط النظام، لكن الجماهير لو خرجت الآن من أجل الدستور فالهدف ليس واحدا فكل مجموعة لها هدف وفكر مختلف، وهذا في حد ذاته قد يسبب مشكلة لكن كل جماعة ستحاول فرض رأيه بأسلوبه.