المكان هو ميدان التحرير .. والزمان هو نحو الحادية عشرة وقبل بدء حظر التجوال بساعة واحدة ، ورغم الكلمة المؤثرة التى ألقاها الدكتور عصام شرف بعد خطبة الجمعة وتصريحات معظم شباب أئتلاف الثورة عن منح الحكومة الجديدة فرصة أسبوعين بدون تظاهر لممارسة عملها .. لكن المشهد مع حلول الليل أختلف . كتبت : محمد فتحي - محمد شعبان - هاجر إسماعيل تصوير : أميرة عبدالمنعم حيث حدث شجار كبير في الميدان بين مجموعة من الشباب وأخرين من البلطجية بعد محاولة البعض التحرش بفتاة حاولت جمع الشباب للذهاب بهم إلي مقر أمن الدولة بالدقي والذي شهد اشتباكات عنيفة مساء أمس ، وانتهت هذه الشجارات بوقوع عدد من الاصابات السطحية كما أوضح لنا المسعف نبيل محمد والذي أكد أن عدد من المصابين تم نقلهم الي مستشفي المنيرة نتيجة التشاجر بالشوم والأحزمة الجلدية . وفي ميدان التحرير ظهرت عدد كبير من المناقشات والمبادرات بين الداعين لفض الاعتصام والمصممين علي استمرار التواجد في الميدان لحين استكمال باقي طلباتهم والتي أعلنوها فيما أسموه بيان رقم واحد باسم المعتصمين في ميدان التحرير ، حيث أكدوا فيه عدم تبعيتهم لأي من ائتلافات الثورة أو جبهاتها المختلفة .. وتحدث عنهم مع بوابة الشباب أحمد ابراهيم 30 سنة والذي أكد أنهم مستمرون في الاعتصام في الميدان حتي تكتمل الثورة لأنهم يؤمنون بالمثل الصيني " أنصاف الثورات أكفان للشعوب " وأوضح أنه يتعين علي المجلس الأعلي للقوات المسلحة الآن تحديد متي سيتم الانتهاء من العمل بقانون الطوارئ ، وطالبوا بالغاء اتفاقية التجارة الحرة المعروفة باسم اتفاقية الكويز وأيضا تعليق العمل باتفاقية كامب ديفيد لحين عرضها علي جموع الشعب وعمل استفتاء شعبي عليها للتحديد ما اذا كانت مناسبة للمرحلة الراهنة أم لا ، كما تضمنت طلبات المعتصمين استمرار تعليق العمل في البورصة ومحاكمة الرئيس السابق مبارك ووقف برنامج الخصخصة نهائياً واسترجاع ما تم نهبه من شركات القطاع العام وتحقيق استقلالية كاملة للاعلام واستقالة رؤساء تحرير الصحف والاصدارت القومية ، كما هاجم المعتصمون النائب العام وأتهموه بالتباطؤ في تطبيق العدالة بدليل التحقيق في كل هذه البلاغات المقدمة الآن . وبينما جاء رأي أحمد ابراهيم رافضاً لفض الاعتصام .. جاء رأي لؤي سعد مخالفاً لذلك وقال أنهم استعدوا لاخلاء الميدان لأنهم مقتنعون بأن الحزب الوطني وراء تجدد مطالب غريبة وابتكار طلبات كل فترة ويميلون إلي سيناريو إشاعة الفوضي داخل الميدان ، وأضاف أن تعليق الاعتصام مرتبط باعطاء فرصة جديدة للدكتور عصام شرف وعدم تخوين كل الحكومات ومحاولة مساعدة الاقتصاد للنهوض مرة أخري ، واوضح أنهم أمضوا ليلة أمس واليوم بالكامل في النقاش مع رواد الخيام المختلفة في الميدان والذين وصل عددهم الي حوالي 1000 متظاهر يقيمون في 100 خيمة في ميدان التحرير . وبين الرافضين والمعتصمين ظلت حلقة وصل وحيدة هي الدكتور أحمد أبو النصر المنسق بين جبهات ميدان التحرير المختلفة ، والذي أوضح لنا أن هناك أكثر من ائتلاف، مثل الجبهة الديموقراطية وائتلاف شباب شبرا واتحاد طلاب الثورة وائتلاف دعاة الأزهر ، ونحن ننسق بين هذه الجبهات، وأنا كنت في البداية مع مجلس أمناء الثورة وهناك من أنشق وأصبح له اتجاهات مختلفة، وأنه على اتصال بكل الناس، ووجد قابلية للاندماج بينهم وساعد الجبهات على الاجتماع مع بعضها، كما أن كل جبهة تحاول أن تقول أنها هي التي تمثل الثورة، ونحن لا نريد ذلك، وخلينا متفقين على أن كل حاجة حلوة لازم تشوبها أشياء سيئة، كما أن ائتلاف الثورة هو جبهة من ضمن الجبهات، وننسق مع الجميع الآن. وأضاف : من بداية الثورة ونحن في حروب مع النظام وفلوله وأصبحت كلها معارك سياسية ومعظمها محسومة ما عدا معركة الشرطة والتي لم تحسم ولهم اليد العليا فيها والفوضى موجودة، وفي خلال الأسبوع القادم سوف نحسم هذه المعركة لصالح الثورة، ونحن على استعداد للتصالح مع الشرطة وسوف نتقبل أي شخص يريد أن يكون صالحاً، والموضوع صعب جدا بسبب كثرة الجبهات، ولكن بإذن الله سوف نعلن عن بيان ونجهز لمليونية جديدة سوف تكون الجمعة القادمة لرأب الصدع بين الشرطة والشعب وتكون مصالحة بينهم، وليست لدينا مشكلة مع الشرطة ونعرف قيمتهم جيدا ونريد أن نجد الشرطة تحمي الميدان والثورة، وإذا كانت الشرطة في خدمة الشعب فالجيش والشرطة والشعب في خدمة الوطن ، أما عن الاعتصام فسوف نحجمه في الصينية في وسط الميدان ونقلص الأعداد ولكن لن ننهيه، وكلنا نري الثورة المضادة، كما أن ثورة 1919 استمرت سنتين ونحن على استعداد لعودة الاعتصامات مرة أخري في الميدان، والصينية لا تؤثر علي شئ كما أننا نشكل لجاناً شعبية لتنظيم المرور، ولكننا سنمارس الاعتصام المقنن في الفترة القادمة وستتركز في يوم الجمعة .. كما سوف يكون هناك من يعمل وعياً سياسياً للشباب في الميدان، ونحن كنا متفقين على أهداف، والحرية لها ثمن ولازم الشعب يدفعه.