قليلة هى المرات التى اسمح لنفسى فيها بالتعليق على تعليقات حضراتكم حول ما اكتبه .. لكن ما كتبته بالامس بعنوان مبارك فى ذمة التاريخ فتح شهيتى للحوار برغم الشتيمة .. والحقيقة اننى لا اعرف بالضبط لماذا يتبرع بعض القراء بشتيمتى شخصيا – واحد قال لى خسئت – كان نقص يكمل الجملة ويقول : ثكلتك امك .. ما علينا .. فقط دعنى اقول لحضرتك ان نسبة كبيرة من القراء الذين علقوا على ماكتبته تمنوا الشفاء للرئيس السابق .. وبعضهم تعاطف معه لاسباب انسانية .. وبعضهم ايضا رفض مجرد التعاطف .. وكلها اراء لها احترامها ولكل صاحب رأى اسبابه بلاشك .. لكن شيئا واحدا يقلقنى جدا ، وهو غرور بعض الاصدقاء .. غرور ما بعد النصر وهو اكثر ما يخيفنى على شباب الثورة ، بالمناسبة وقبل أن يشمر اصحاب الردود الجاهزة والشتائم المعلبة عن اذرعهم للدخول فى معركة جديدة معى اذكرهم فقط بأن لى تاريخا فى الكتابة على صفحات مجلة الشباب وبوابة الشباب اتشرف بكل حرف كتبته فيه على مدى السنوات الست الماضية على اقل تقدير .. فاذا كان للحرية سقف فى مؤسسة مثل مؤسسة الاهرام فازعم اننى كنت اكتب من فوق السطوح .. متجاوزا السقف .. وكثيرا ما كنت اخشى ان يسبب ما كنت اكتبه فى الشباب اوفى الدستور حرجا لرئيس التحرير .. لكنه للامانة كان يقول لى : انت حر فى رايك .. فلا مجال اذن لان يكتب احد السادة القراء تعليقا موجها لى يقول فيه : وهو كان رحم مين عشان ندعى له بالرحمه يا أبو قلب حنين أنت ؟! او أن يقول آخر : بطلوا نفاق !! او يكتب ثالث : اسلوب قديم لكسب العطف من الاخرين ودس الضغينة بين الشباب العب غيرها !! اوان يوجه قارىء فاضل رسالة لى يقول فيها : عجبت لمن يطلب الرحمة لجلاديه الاستاذ محمد مامعنى كلامك هذا هل بعد مارايت وسمعت وشاهدت كل شىء تقول مبارك الانسان يااخى مالهدف من كلامك هل صعب عليك اذا كان كذلك فلتذهب انت ومن صعب عليهم خائن امانة الحكم وخائن شعبه للجحيم وليعلم الجميع ان الله ليس بغافل عما يعمل الظالمون ياسيدى عندما يمس الخطأ فردا واحدا فلا غبار ولكن عندما يمس امة باكملها فالحساب عسير ومن كان على قدر المسؤلية فليمارسها ومن كانت المسؤلية عبئا عليه فليتركها لغيره . نعود للموضوع الذى اكتب من اجله الان .. موضوع غرور النصر ، فالذى دفعنى لكتابة مقالى السابق كان عبارة عن صورة تخيلتها .. صورة قائد مهزوم .. يشعر بالذنب .. وبالعجز ، فيقرر أن ينهى حياته فى الميدان .. يضرب نفسه بالرصاص او يرفض محاولات اسعافه او يمتنع عن تناول الدواء .. وفى المقابل .. صورة شاب منتصر ، كان على حق وايده الله بنصره فحقق اهدافه فى زمن قياسى .. هزم القائد السابق وجرده من كل شىء .. من سلاحه ونظامه وشرعيته حتى سقط امامه جثة هامدة .. والسؤال الذى ارجو ان تجيب عنه - من غير شتيمة والنبى - وانا راضى ذمتك : هل يتركه لذمة التاريخ .. ام يمثل بجثته ؟