لم يكن يدرك الدكتور مصطفي أحمد أخصائي الجراحة أن وجوده في ميدان التحرير يوم الأربعاء للتظاهر سيجعله يمارس دوره كطبيب ..فبعد أن شاهد التراشق الشديد بالحجارة بين الطرفين " المؤيد " و " المعارض " علي مداخل الميدان .. اتجه إلي لجنة الاغاثة التي تبرع بانشائها أطباء وممرضون ومسعفون . تصوير : أميرة عبد المنعم هذا المكان الضيق عبارة عن مسجد صغير ، لم يتواجد الدكتور مصطفي بمفرده .. فالمسجد تحول الي قصر عيني مصغر ، فأطباء من كل التخصصات وممرضات مستعدين للعمل ومسعفين ينقلون الاسعافات الأولية التي تبرع بها اتحاد الأطباء العرب ، وبالرغم من الحصار الشديد الذي فرضه البلطجية علي منافذ ميدان التحرير المختلفة لمنع دخول الأدوية والاسعافات الأولية إلا أن الدكتور حسام محمود أخصائي العظام أكد لنا أنهم نجحوا في ادخال بعض المستلزمات عن طريق المنافذ الأمنة وأنها كافية حتي الآن ، وأضاف أن كل الحالات المصابة بتراشق الحجارة تم اسعافها لأن الاصابات معظمها كانت سطحية فيما عدا حالات الوفاة والتي وصلت إلي 11 شهيداً حدثت لهم اصابات خطيرة . داخل قسم المخ والأعصاب بهذه المستشفي يرقد حسين عصام 32 سنة وهو عامل من محافظة الشرقية وقد شرح لنا أنه ترك زوجته وأولاده متجها الي ميدان التحرير بعدما شاهده من مظاهرات ، وأضاف أنه يري أنه يجب القضاء علي الفساد حتي يستطيع أن يحصل علي حقه من هذه البلد ، فهو له حق من ايرادات قناة السويس وله دخل من الأثار وبالرغم من ذلك يعمل باليومية ولا يجد قوت يومه – حسب تعبيره - وأوضح أنه لن يترك الميدان بالرغم من اصابته بقطع غائر في مقدمة الرأس وأن أهداف الثورة أسمي وأهم من حياته. بينما يعاني سليمان عثمان 22 سنة من اصابة بحرق في وجهه نتيجة القاء ماء نار من البلطجية علي الميدان وقد ترك سليمان دراسته في كلية الهندسة وقرر الانضمام الي المعتصمين بميدان التحرير ايمانا منه بأهمية تطهير الدولة من الفساد و السرقة وأوضح أنه لا يخشي علي مستقبله وأوضح أن التاريخ سوف يبرز الحقيقة وسيقول من الذي علي حق ومن المخطيء ، وأوضح أن أهله لا يعرفون أنه في الميدان نظرا لخوفهم عليه وأنه أوهمهم بأنه في رحلة مع أصدقائه خارج القاهرة ، ومنذ يوم الجمعة الماضي وهو مقيم اقامة كاملة بالميدان ، وأضاف أنه يعرف بعض ما يقال عن الموجودين في الميدان بأنهم أصحاب أجندات أجنبية وأنهم يحصلون علي أموال وقابل هو وأصدقائه ذلك بالمزاح والسخرية لأن الدولة تعرف أن هذا الكلام غير صحيح .