15عاماً .. هو مشوار رولا خرسا في مجال الإعلام والذى استطاعت من خلاله أن تختلف عن الآخرين ويكون اهتمامها الأول هو البشر بكل مشاعرهم ومشاكلهم وأحلامهم .. وكللت هذا المشوار بجائزة التمييز الإعلامي من منظمة اليونسيف عن مجمل نشاطها ومجهوداتها.. ورغم ذلك هى لا تهتم بإن كانت حصلت على حقها في مصر أم لا.. وفي هذا الحوار تحدثنا رولا عن تجربتها في مجال الإعلام ورأيها في الآخرين ... * 15 سنة في مجال الإعلام.. كيف ترين هذه التجربة ؟ ربنا سبحانه وتعالى وفقني في أن أعمل في أكثر من مكان، وكل واحد مختلف عن الآخر، ولكن كل مكان زود لي الخبرة، فعملت في البرنامج الأوروبي وتعلمت كيف أعد وأقدم برنامج، ثم سافرت انجلترا بعدها فزودت عندي فكرة الترجمة هناك، وبعدها أصبحت مراسلة للتليفزيون المصري وهي تجربة أصعب عمل من المذيع لأنه يجب علي المراسل أن يكون في مكان الحدث ويغطي بشكل صحيح، وبعدها عرفت ما معني أن أتحمل مسئولية برنامج، فالحمد لله ربنا يسرها معي في هذا المشوار وخبرة وراء خبرة فأكيد الآن أستفيد منها بشكل كبير جدا. * حصلت مؤخرا على جائزة التمييز الإعلامي من اليونيسيف.. فماذا تمثل لك هذه الجائزة؟ سعيدة بها جدا وخصوصا أنها من جهة خارجية، فعندنا أشياء كثيرة يكون فيها شبهة مجاملة أو صحبية، ولكن جائزة من منظمة دولية تسعدني بشكل كبير لأنه ليس بها أي شك. * وهل ترين أنك حصلت على حقك في مصر؟ والله عمري ما فكرت في هذا الموضوع بهذه الطريقة، فدائما أهتم بعملي فقط، ولا أستطيع أن أفكر هو أنا كنت أستحق أكثر ولا أقل، بل بالعكس كنت أفكر هل أنا عملت كفاية أم كنت مقصرة، فأنا كل يوم أسبب صداعاً للمعدين لأني أقول لهم كل حلقة لازم تكون جيدة، وليس لدي فكرة حلقة وتعدي، ولكن لا أنظر للآخرين وأقول مين عمل إيه، و يا تري أنا أحسن ولا أقل، ولكن فقط أريد أن أقدم عملاً يقال عنه أنه مختلف ومتميز وشغل محترم، فهذا هو هدفي، وأنا أحد فريق الإعداد وعندما نتقابل يكون هذا هو هدفنا أن نكون مختلفين. * عملت في لندن من قبل.. فما هو الاختلاف الذي وجدتيه بين هنا وهناك؟ هناك الاهتمام بالناس أكثر، كما أن لديهم مساحة صراحة أكبر، فممكن نجد عدة برامج تعتمد على فضائح وتصوير قصة حياة أحد الأشخاص واعترافات، ولكن ليس لدينا ذلك، فأنا في برنامج (القصة وما فيها) حاولت عمل فكرة ثقافة الاعتراف، فاكتشفت أن هذا صعباً ، لأن الناس تقول أشياء خارج الكاميرا وأمام الكاميرا الكلام يتغير، فيه خوف من المجتمع أو يفكر في الفضيحة، فهذا يجعلهم متميزين أكثر في المجال الإنساني، وفي السياسة أي مسئول مهما كبر طالما أنه وافق على أن يجلس ويجاوب فلازم يرد على كل الأسئلة، ولكن عندنا فيه برامج (بتطبطب) على المسئولين، ويمكن الآن فيه جرأة أكبر بدون قلة ذوق أو جليطة، فأنا أتحدث عن الجرأة في التعامل وبأدب، فنحن الآن في هذا الطريق، والحقيقة المسئولين أصبحوا متعاونين أكثر في ذلك، ولم يكن هذا موجودا من قبل. * قلت من قبل أنك إعلامية جريئة.. ألم تسبب لك هذه الجرأة مشاكل؟ أنا جريئة في طرح كل الأسئلة التي من الممكن أن تأتي في عقول الناس عندما أحاور المسئول، ولكنه لا يخرج من عندي ويشعر بأني هزأته لأنه في النهاية ضيف ووافق على اللقاء، فمن حق الناس أن أسأله عن كل حاجة وبأدب، أما عن المشاكل فالحمد لله لم تحدث مشاكل، وهذه تحكمها المهنية أكثر، ولكن ممكن أن أجد مخاطر، ومن الأشياء التي قمت بها وتدخل في نطاق الجرأة هي الحملة التي قمنا بها في البرنامج منذ أكثر من شهر واسمها (مصر أولا) وندعو فيها الناس للابتعاد عن أي حساسية دينية، ونتعامل مع بعض على أساس أننا مصريون، فعملناها بعد أحداث العمرانية، وأحضرت شخصيات مسيحية وتحدثوا بغضب وبرغم سخونة الموضوع و جرأته لأنه صعب جدا ولكن تم توجيه الشكر لي من شخصيات مسيحية بسبب جرأتي في فتح الموضوع. * ولكن الإعلام متهم بأنه سوداوي ويركز على الجوانب السيئة في البلد.. فما رأيك في ذلك؟ هذا حقيقي جدا، فالمصائب تبيع أكثر من الأفراح في الإعلام. * هل هي تجارة؟ لا أريد أن أقول ذلك لأننا كلنا في سلة واحدة، ولكننا في نفس الوقت نريد أن نضمن أكبر نسبة مشاهدة، فالناس في حالة غضب وهناك من يقول أننا نستوعب غضبهم وننفّس عنهم، وهناك من يقول أننا زهقنا ونريد أي شئ يكون فيه أمل، ولكن للأسف المشاكل تبيع أكثر فعلا. * برامج التوك شو أيضا أصبحت كلها شبه بعض.. فما الذي من الممكن أن تفعليه لتخرجي من هذه النمطية؟ أنا فعلا خرجت من هذه النمطية ، فبرنامجي (الحياة والناس) توك شو مختلف جدا ونسمع ذلك من كل الناس، فنأخذ زوايا مختلفة دائما، فالمشاكل شبه بعضها وكل البرامج تأخذ من نفس السلة، ولكن كل واحد أصبحت طريقته معروفة، مني الشاذلي معروفة أنها أشطر في الموضوعات السياسية، ومعتز الدمرداش معروف أكثر في القضايا الإنسانية، فكل واحد أصبحت له صبغة وكل جمهور عارف ما الذي سوف يشاهده وأين. * تميزت منذ بدايتك بالاهتمام بالجانب الإنساني أكثر.. فلماذا اخترت هذا الطريق؟ والله أتت معي غصب عني ولم أقصدها، ولكن ربما هذا بحكم طبعي واهتماماتي، بجانب أنه في انجلترا لا يوجد فواصل بين الإنسان وأي شئ آخر، فممكن حادثة سيارة تكون هي الخبر الأول في النشرة، وأنا تعودت على ذلك، وتعودت أن البشر يهموني جدا، فأصبحت أركز على الجانب الإنساني حتى وأنا أتحدث في السياسة بحكم أن البرنامج به جزء من السياسة . * الكثير يتحدث في الفترة الأخيرة عن وجود تحجيم لدور برامج التوك شو وخصوصا في الجانب السياسي والبداية كانت بالإطاحة بعمرو أديب.. فما رأيك في ذلك؟ لا أستطيع أن أحكم طالما أني لم أقابل تهديد أو تحجيم، ولكن لا أستطيع أن أقول أن لدينا حرية مطلقة، ولا أننا لدينا سقف عالي ، لأنه لا يوجد تليفزيون في العالم ليس لديه سقف، ولا يوجد إعلام بدون سقف في أي مكان في العالم، ومن يقول غير ذلك لم يعمل في الإعلام، ولكن طالما أني لم أجد من يقول لي من فضلك خففي فلا أستطيع أن أؤكد ذلك أو أنفيه، فلا أعلم ربما حدث هذا مع غيري. * هل مقولة أن الكوادر الإعلامية عندما تنتقل من التليفزيون المصري للفضائيات تتألق مازالت موجودة الآن؟ لا ليست موجودة الآن طبعا، فهناك من أصبحوا نجوما في التليفزيون المصري مثل خيري رمضان وتامر أمين ومحمود سعد ومني الشرقاوي، وهناك لميس الحديدي وعبد اللطيف المناوي وعزة مصطفي وشافكي المنيري، حتى أنا كنت معروفة منذ أن كنت في التليفزيون المصري، وكنت أقدم برنامجين وأجد كل الناس تعرفني في الوقت الذي لم يكن يشاهد التليفزيون المصري. * وهل مازلت مصرة على الابتعاد عن التليفزيون المصري؟ لا أبدا، ولكني سعيدة بوجودي في الحياة وبرنامجي ناجح فلماذا اتركه وأبدأ في مكان آخر، ولكن التليفزيون المصري بيتي، وأعلم جيدا أني عندما أفكر في العودة سوف أجد مكاني . * ما الذي تتمني أن تحققيه؟ والله نفسي ربنا سبحانه وتعالي يوفقني، فأنا لدي دائما هاجس إني ممكن أفكاري تقف أو أبطل أعمل شغل كويس أو تبقي فيه عراقيل ، نفسي ربنا يوفقني والبرنامج يعلى أكثر ويقدم خدمة ويبقي على نفس درجة احترام الناس ، فلا أريد سوي أن يقول الناس أن برنامجي محترم .