(مشروع التعليم هو المشروع القومي الأول بالنسبة للحكومة المصرية) .. بهذه الجملة بدأ الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء كلمته اليوم في احتفالية حاسبات التفوق .. وهى الاحتفالية التي تقام للعام الرابع علي التوالي لتكريم الطلاب المتفوقين في المرحلة الابتدائية ومنح 20 ألف طالب أجهزة كمبيوتر وأكد الدكتور نظيف علي أن مشروع التعليم أمامه الكثير من التحديات في ظل زيادة أعداد الملتحقين بالصف الأول الابتدائي، فقد وصل عددهم ل2 مليون طالب جديد بالمرحلة الابتدائية سنويا، ومعني ذلك أنه يجب علي الحكومة توفير 600 ألف فرصة تعليم جديدة خلال الست سنوات القادمة، ثم إنتقل الدكتور نظيف إلي نقطة أخري وهي أن الحكومة لجأت إلي تدعيم وتشجيع الاستثمار في مجال التعليم لأنها وجدت أن الشعب المصري لديه قابلية شديدة في الإنفاق في مجال التعليم، ورغم وجود مدارس حكومية توفر التعليم المجاني، ورغم حرص الحكومة علي وجود هذه الفرص التعليمية المجانية والتي لن تتخلي عنها بأي شكل من الأشكال، ولكن أيضا الحكومة سوف تعمل علي تشجيع إنشاء المدارس الخاصة لأنه يوجد ناس عندهم فلوس ويرغبون في حصول أولادهم علي فرص تعليمية أفضل. وأضاف الدكتور نظيف أن الحكومة لا تتأخر عن العملية التعليمية، وأن موازنة وزارة التربية والتعليم وصلت هذا العام إلى 36 مليار جنيه، ولكن المعلم هو عماد العملية التعليمية ويجب أن يشعر بالراحة لكي يستطيع أن يقدم الخدمة بالشكل المطلوب، والحكومة لم تتأخر في إعطاء المعلم حقه متمثلا في كادر المعلمين، ولكن يجب أن يحصل المعلم علي أعلي مرتب في مصر، وعندما قوبلت هذه الجملة بتصفيق شديد من الحضور قال إن الكلام سهلا، ولكن التنفيذ صعب ولكي تستطيع الحكومة رفع المرتبات لابد أن تزيد الاستثمارات حتى يتحقق الاتزان المطلوب، وطالب الدكتور نظيف رجال الأعمال والشركات العالمية ومؤسسات المجتمع المدني، الإشتراك مع الحكومة في تطوير عملية التعليم "وكل واحد باللي يقدر عليه" علي حد تعبيره وأوضح أن الذي يستطيع يتبرع لبناء فصل أو حتى دهانه، ومن لا يملك فليتبرع بوقته لتعليم الآخرين حتى نستطيع تحقيق النهضة. وأشار نظيف إلي اهتمام السيدة سوزان مبارك بعملية ترميم وتطوير المدارس القديمة، وليس فقط إنشاء مدارس جديدة، ودعا نظيف أولياء الأمور إلي دعوة أبنائهم إلى دخول التعليم الفني لأنه هو المستقبل، وأوضح أن الحكومة تعمل علي بناء المصانع والتي تحتاج إلى فنيين، وليس معني ذلك أن الدولة لا تحتاج إلى أطباء ومحامين وشعراء ولكن الفنيين أصبحت لهم الأولوية في فرص العمل، وضرب مثلا بإعجابه بمشروعات المدارس الأميرية المنشأة داخل المصانع لأنها تخرج عمالة كفء وتحتاجها الدولة، مؤكدا أن خطة الحكومة نحو اللامركزية سوف يتم تطبيقها علي وزارة التربية والتعليم، وأن الخطوات اتخذت بالفعل في ذلك بحيث تكون الوزارة مجرد إشراف وأن تتولي المحليات إدارة المدارس متمثلة في المديريات التعليمية، وتتحول كل مديرية إلى وزارة تربية وتعليم مصغرة وينحصر دور الوزارة الأم في اتخاذ القرارات المصيرية والإشراف والمتابعة والتفتيش، بحيث تتوزع المهام والمسئوليات وذلك للتأكد من جودة العملية التعليمية. وبينما اهتم الدكتور نظيف بالمعلم والطلاب ألقى الأستاذ الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم في كلمته في نفس الاحتفالية الضوء علي الدراسة التي وصفها بالأولي من نوعها في الوزارة بالتعاون مع مكتب المعونة الأمريكيةبالقاهرة، لعمل مقارنة كاملة بين دول منطقة والتي قد تكون في نفس ظروفنا للوقوف علي وضعنا الحالي خلال ال10 سنوات الأخيرة، وقال إن هذه الدراسة أقيمت علي عدد من المؤشرات العالمية وهي درجة تحصيل الطلاب ونتائج الثانوية العامة ونتائج السنة الرابعة في المرحلة الإبتدائية والثانية في المرحلة الإعدادية، وأيضا معدلات الاستيعاب الإجمالي والصافي والمسار من المجموعة العلمية إلى المجموعة الأدبية وإتمام المراحل التعليمية نسبة النجاح ونسبة البقاء في المراحل، وأيضا نسبة عمل المدرسين في مجالات تخصصاتهم ومعدلات غياب المعلمين، ومؤشرات الإنفاق الجاري علي كل تلميذ والأجور والمرتبات ومعدل الانتقال للتعليم الجامعي ومعدل الإلمام بالقراءة والكتابة، وأكد أن النسب بالنسبة لدول الجوار هي نسب معقولة جدا حيث أن نسب الاستيعاب كانت 95.5% عام 2002 ووصلت الي 96% عام 2008 وفي المعدلات والمستويات العالمية يكون متوسط الاستيعاب 69 % وفي مصر المتوسط 93 % وأن محافظة كفر الشيخ وجنوب سيناء هي أقل المحافظات في الاستيعاب حيث بلغت 50 % ، وأشار إلي أن الوزارة تعمل علي دراسة الأسباب وأوضح أن مؤشرات استخدام التكنولوجيا واستخدام أجهزة الكمبيوتر تتفاوت بين المحافظات المختلفة في ال10 سنوات الأخيرة، وأيضا بين المراحل الدراسية المختلفة حيث وصلت في الأسكندرية إلى 70 طالبا لكل جهاز كمبيوتر بينما وصلت إلى 13 طالبا لكل جهاز في الوادي الجديد، وأوضح أن الإنفاق علي التعليم كان 13 مليار جنية في عام 2001 بينما وصل هذا العام إلي 36 مليار جنيه، وهي نسبة 12,6 % من ميزانية الحكومة المصرية. وعن اهتمام الوزارة بالمعلمين قال : ليس كل خريج كلية تربية يصلح كمعلم والوزراة لن تترك التلاميذ " حقل تجارب " للمدرسين ولذلك وجب تدريبهم واختيارهم علي أعلي مستوي لكي تعود هيبة المعلم والمدرسة إلى وضعها الأصلي. وقد أقيمت هذه الاحتفالية داخل مدينة مبارك للعلوم الاستكشافية بحضور الدكتورة مشيرة خطاب وزيرة الأسرة والسكان والدكتور علي مصليحي وزير التضامن الاجتماعي واللواء سيد عبدالعزيز محافظ الجيزة وعبدالعظيم وزير محافظ القاهرة واللواء قدري أبو حسين محافظ حلوان واللواء فتحي سعد محافظ 6 أكتوبر وتم تسيلم الجوائز للأوائل في المرحلة الابتدائية من كل المحافظات.