فى السطور القادمة أجرينا تحقيقا عن العلماء المصريين الذين تم تكريمهم ومنحهم أوسمة ونياشين من دول أجنبية لمجهوداتهم الكبيرة فى مجالاتهم سواء فى الأدب أو الفنون أو الطب أو الهندسة أو الآثار، وبرغم سعادتهم جميعا بالتكريم إلا أنهم أجمعوا على أن التكريم المحلى داخل مصر أهم مليون مرة من أى تكريم أجنبى مهما كانت شهرته وحجمه ومردوده، المهم أن هذه الأوسمة لها قيمة أدبية لا تقدر بثمن وتمثل الكثير بالنسبة لأصحابها، ولكن قيمتها المادية لا تعنى شيئا أو تساوى "كوز ذرة" كما شاهدنا فى فيلم "الأيدى الناعمة" عندما باع الفنان أحمد مظهر أوسمته بكوز ذرة وبسبوسة بالقشطة .. تفاصيل أكثر بعد قليل. الدكتور شريف عمر رئيس لجنه التعليم بمجلس الشعب هو أحد أهم الأطباء المصريين المتخصصين في علاج السرطانات، وهو آخر مصري حصل علي وسام رفيع بعد أن منحته فرنسا "وسام الاستحقاق الأرفع" الدكتور شريف قال إنه يعتبر هذا الوسام تكريم للطب المصري، فهو عاش في فرنسا فترة طويلة وأشرف علي مجموعة كبيره من رسائل الدكتوراه والماجستير في الجامعات الفرنسيه ويلقبونه هناك برائد مكافحة السرطان لنشاطه العلمي والبحثي الموسع في هذا المجال، ومنذ 3 سنوات وضعه الفرنسيون ضمن قائمة طويلة من الشخصيات الهامة عالميا تمهيدا لمنحه هذا الوسام، وبالرغم من تكريمه فى فرنسا إلا أن الدكتور شريف يعتبر تكريمه فى مصر هو الأهم بعد حصوله على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى. الدكتور جابرعصفور رئيس المركز المصري للترجمة أحد المصريين الحاصلين على أوسمة من دول أجنبية، فقد حصل علي وسام من الرئيس التونسى زين العابدين بن على، وحصل أيضا على وسام من ملك المغرب، وذلك لإسهاماته فى مجال الثقافة والكتابات العربية وتأثيرها الكبير على البلدان العربية. الدكتور جابر عصفور قال إن هذه الأوسمة ما هو إلا تكريم على إيمانه بالعروبة طوال حياته، وعدم شعوره بالغربة فى أى بلد عربى، واعتبر مسألة التكريم من الملوك أو الرؤساء من الأمور الهامة والجميلة لأنها خالية من الشبهات والمجاملة، وبالتالي فتكريمه في البلدان العربيه لاتوجد عليه علامات استفهام مثل حصول بعض الروائيين علي جوائز دولية مشبوهة. الناقد الفنى رفيق الصبان هو سوري الجنسية ومصري الهوية، هو صاحب أكثر من 25 فيلم سينمائي و16 مسلسل تليفزيونى وهو أستاذ السيناريو بمعهد السينما أكد أنه حصل علي عدد من الأوسمة الدولية باعتباره مصريا وليس سوريا فقد حصل علي وسام فرنسا بدرجة ضابط ووسام فرنسي آخر بدرجة فارس ووسام إيطالي بدرجة فارس وحصل أيضا علي وسام الاستحقاق الأكبر من تونس علي مجمل عطائه الفني والسينمائي والمسرحي واعتبر رفيق الصبان هذه الأوسمة نوع من التقدير المعنوى والروحى لأنها لا تقدم أى مقابل مادى، كما اعتبرها اعتراف بمصريته، وبخدمته للمجال الفنى العربى. ## الدكتور مصطفى السيد عالم الفيزياء، هو أول مصري وعربي يحصل على قلادة العلوم الوطنية الأمريكية التي تعتبر أعلى وسام أمريكي في العلوم لإنجازاته في مجال النانو تكنولوجي وتطبيقه لهذه التكنولوجيا باستخدام مركبات الذهب الدقيقة في علاج مرض السرطان، وقد اختير الدكتور مصطفى من ضمن 8 علماء بارزين فى أمريكا تم ترشيحهم للقب وكرمه الرئيس المريكى السابق جورج بوش فى سبتمبر 2008. الدكتور مصطفي السيد قال إن وفاة زوجته بالسرطان بعد 5 سنوات من الإصابة بالمرض كان الدافع الأكبر له في مسألة تطوير أبحاثه في علاج السرطان بالذهب والذي انتقل به إلي مصر كمشروع قومي لعلاج السرطانات المختلفة، وقال إن النجاح الحقيقى يعتبر فى استثمار هذا التكريم فى الوصول إلى إنجازات جديدة فى مجاله العلمى ليقدم خدمات أكبر للبشرية، وأكد على أنه حصل أيضا على جائزة زويل من هولندا وهى جائزة رصدها العالم المصري الدكتور أحمد زويل لأهم عالم في العام. رؤوف سعد هو أحد أهم الدبلوماسيين المصريين هو مساعد وزير الخارجية للعلاقات الاقتصادية الدولية وسفير مصر السابق لدي بلجيكا، ونظرا لجهوده في تدعيم العلاقات بين مصر وبلجيكا وبين مصر والاتحاد الأوروبي أقام السفير البلجيكي فى مصر بول بونجار حفل استقبال في حديقة منزله وقلده وسام الصليب الأكبر للتاج الملكي نيابة عن الملك ألبير الثاني ملك بلجيكا. السفير رؤوف يعد قال إنه قضى سنوات عمره في الخارجيه متنقلا بين البلدان المختلفه كممثل لمصر فيها ولكن السفير في بلجيكا يكون سفير لدي بروكسل والاتحاد الاوروبي فى نفس الوقت وتشعر بلجيكا أن الاهتمام بالاتحاد الأوروبي يأخذ من اهتمام السفراء لديها بتنميه العلاقات معها، وقال إن قصة حصوله علي الوسام الخاص من بلجيكا والذي يسمي Grand Croixde La Couronne أنه بعد انتهاء فتره وجوده في بلجيكا ذهب إلي قصر ملك بلجيكا لوداعه وفوجيء به يأخذه إلي حجره مكتبه ويسلم له هذا الوسام وهو من أرفع الأوسمة البلجيكية وهذه من الحالات النادره لأن منح الدبلوماسيين للأوسمه يكون في حالة المعاملة بالمثل، ثم تمت الإجراءات التقليدية ووافق البرلمان البلجيكي علي منحه الوسام وتسلمه في القاهرة. ## المهندس هانى عازر هو أول مصري يحصل علي وسام الجمهورية الألمانية، حيث تخرج فى كلية الهندسة جامعة القاهرة ثم سافر إلى ألمانيا ليصبح كبير مهندسو الأنفاق وبالفعل تم تكريمه من قبل المستشارة الألمانيه إنجيلا ميركل في افتتاح أكبر محطه أنفاق أرضيه في برلين، فهذه المحطة هى ملتقي خطوط السكك الحديدية في أوروبا، حيث قام بتغطيه سطحها الخارجي الممتد من شرق برلين الي غربها بسقف زجاجي مقوس بطول 320 متر ويمر من فوقه جسرين عملاقين متوازين من الصلب بلغ وزن كل منهما حوالي 1250 طن لنقل المشاه من شمال المدينه الي غربها وبالعكس، بالإضافه إلي مرور بعض الخطوط عبر الأنفاق كذلك وضع في الاعتبار الجذب السياحي المتوقع للمحطة فألحق بها مركز تسوق عالمي يحوي عشرات المحال والمعارض والمطاعم وقاعة مؤتمرات وسينما، الأهم من كل هذا أنه نجح فى التغلب علي مشكلة المياه الجوفية التي ترقد عليها أرضية المحطة، كما أنه استخدم تقنية جديدة في بناء وتركيب الجسرين اللذين يمران فوق سقف المحطة عرفت بتكنولوجيا الالتحام والتي تستخدم للمرة الأولي في ألمانيا. الدكتور حجاجي ابراهيم علامة مميزة في علم الآثار الإسلامية في العالم وهو نائب رئيس جميعه المحافظة علي التراث المصري أمضي سنوات طويله في البحث والتنقيب عن الآثار وأشرف علي عدد كبير من الأبحاث الأثريه فى مصر وإيطاليا. الدكتور حجاجى قال إنه حصل علي وسامين الأول بدرجه فارس والآخر بدرجة قائد من الرئيس الإيطالي وذلك لاهتمامه الكبير بالآثار المصرية واليونانية والرومانية، وقال إنه كان يتمنى أن يكون هذا التكريم من بلده مصر إلا أنه للأسف لا يوجد أحد يعرفه هنا.