قال رئيس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، إنه فوض أحد معارفه لرمي الجمرات مكانه، وأتى إلى القاهرة وذبح الأضحية، وهذا "جائز شرعا" معللاً ما فعل بالقول: "أنا لم أخترع دينا.. هذا هو ديننا الحنيف". وأضاف محلب في تصريحات صحفية، مساء أمس "عدت إلى أرض الوطن للاطمئنان على المؤسسات في مصر وليعلم المواطنون أنني بينهم، وغدا سيزور المتنزهات برفقة وزير الداخلية من أجل "طمأنة الشعب وإثبات أن مصر هي بلد الأمن والأمان"، مضيفا "أدعو المواطنين لعدم الاستماع للشائعات". وقد فوجئ المصريون بوجود وزير الداخلية ورئيس الوزراء إبراهيم محلب ضمن صفوف المصلين الحاضرين صلاة العيد مع الرئيس عبد الفتاح السيسي بمسجد السيدة صفية بمصر الجديدة، وذلك رغم ما أعلن وتداول عن قيامهم بأداء مناسك الحج هذا العام، وأثار ذلك جدلًا واسعًا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر"، لأنهما كانا يؤديان فريضة الحج، مساء الجمعة، ما جعل النشطاء يتساءلون عن مدى صحة حجهما لتركهما باقي واجبات الحج من رمي الجمرات والمبيت بالمزدلفة، وطواف الوداع، وغيرها ، وأخذ آخرون يتهمون الإعلام بالكذب والتطبيل. وبحسب دار الإفتاء المصرية واللجنة الدائمة للفتوى بالمملكة العربية السعودية، تنقسم أعمال الحج إلى أركان يجب الإتيان بها جميعاً، ولا يصح الحج بترك شيء منها، ولا يقوم غيرها مقامها، وإلى واجبات يصح الحج بترك شيء منها ويجبر المتروك بدم، وإلى سنن ومستحبات يكمل بها أجر الحاج. وأما الأركان التي يجب الإتيان بها ولا يصح الحج بدونها، الإحرام، والوقوف بعرفة، وطواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة، وبحسب دار الإفتاء فإن الأركان السالف ذكرها لا يصح الحج بدونها، ولا يجبر ترك شيء منها بدم ولا بغيره، بل لا بد من فعلها، كما أن الترتيب في فعل هذه الأركان شرط لا بد منه لصحتها، فيُشترط تقديم الإحرام عليها جميعاً، وتقديم وقوف عرفة على طواف الإفاضة، إضافة إلى الإتيان بالسعي بعد طواف صحيح عند جمهور أهل العلم. وأما واجبات الحج التي يصح بدونها، يكون الإحرام من الميقات المعتبر شرعًا، والوقوف بعرفة إلى الغروب لمن وقف نهارًا، والمبيت بمزدلفة ليلة النحر واجب عند أكثر أهل العلم، المبيت بمنى ليالي أيام التشريق، رمي الجمرات، الحلق أو التقصير، طواف الوداع. وقالت دار الإفتاء واللجنة الدائمة، إن "هذه الواجبات يصح الحج بترك شيء منها ويجبر المتروك بدم (شاة أو سُبْع بدنة أو سبع بقرة) تُذبح في مكة وتوزع على فقراء الحرم، لقول ابن عباس رضي الله عنهما: (من نسي من نسكه شيئًا أو تركه فليهرق دمًا)". وأدى محلب واللواء محمد إبراهيم أركان الحج من إحرام والوقوف بعرفة وطواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة، مما يجعل حجهما صحيحًا، بحسب ما ذكرته دار الإفتاء واللجنة الدائمة للفتوى بالسعودية، أما تركهما للواجبات من طواف الوداع ورمي الجمرات، فعليهما "بذبح أضحية"، لتوزيعها على فقراء مكة. فيما علق الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا، على عودة المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، من الحج وأداء صلاة عيد الأضحى برفقة الرئيس عبد الفتاح السيسى، قائلاً: "إن أركان الحج؛ الوقوف بعرفة وطواف الإفاضة والسعي"، مؤكداً في تصريح صحفي بأنه أنه إذا غاب أحدهم بطل الحج، وما عدا ذلك من مناسك الحج فيجوز للحاج أن يجبرها بدم. وأشار إلى أنه يجوز رمي الجمرات بالإنابة، ولكن يجبر بدم وترك المبيت بمزدلفة يجبر أيضا بدم ولكن لم يبطل الحج، مؤكدا أن يكون الذبح بمكة، وإنه قد ينوب أحد بالذبح نيابة عنه، لافتاً إلى أن محلب على الأرجح قد رجع للوطن بعدما وقف بعرفة أمس، ثم طاف طواف الإفاضة صبيحة السبت بعد صلاة الفجر. لكن علي الجانب الاخر .. أكد محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، ورئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الأسبق، أن ترك رئيس الوزراء، ووزير الداخلية، باقي واجبات الحج، جعل الحج منقوصاً، ولكنه صحيح من الناحية الشرعية، لأنه أتى بالأركان الأساسية. وأوضح الشحات، في تصريحاته صحفية أن الأركان التي يجب الإتيان بها ولا يصح الحج بدونها، هم: "الإحرام، والوقوف بعرفة، وطواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة"، مشيرًا إلى أنه كان من الأفضل والأوجب أن يؤدي رئيس الوزراء، ووزير الداخلية، باقي واجبات الحج من رمي الجمرات والمبيت بالمزدلفة، وطواف الوداع. وأشار عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى أنه ليس على رئيس الوزراء، ووزير الداخلية "ذبح أضحية" في حالة توكيل أحد الأشخاص بالقيام بهذه الواجبات التي يصح الحج بدونها.