لا صوت يعلو فوق صوت الدوشة ، صداع متواصل وأصوات مزعجة غير مفهومة ، هذا هو حال أحدث موسيقى فى العالم .. تصوير : محمد لطفى هى موسيقى Tokyo noise ، أو موسيقى الضوضاء التى انتشرت فى اليابان خلال السنوات القليلة الماضية ثم انتقلت لدول العالم .. وقد استضافت ساقية الصاوى ليلة أمس واحدة من عروض هذه الموسيقى للفنان العالمى البولندى الأصل كروكوفيسكى . جمهور العرض نصفهم كانوا مخدوعين والنصف الآخر كانوا على دراية بهذا اللون الموسيقى ، حيث جلس الفنان قرابة نصف ساعة وهو فى حالة صراع عجيبة لضبط ترددات الأصوات .. فكنا نعتقد أن هناك مشكلة فى الهندسة الصوتية ولكن بعد نصف ساعة من الوش المتواصل صفق عدد من الحاضرين لتحية الفنان على إبداعه . وهذه الموسيقى هى من ابتكار برامج معينة على الكمبيوتر وهى ليست غذاء للروح مثل باقى أنواع الموسيقى فهى على ما يبدو شخابيط صوتية على نوتة موسيقية تماماً مثل لوحات الفن التجريدى الغامضة .. وبعد نهاية الحفلة جلسنا مع كروكوفيسكى لنتعرف منه على المزيد من التفاصيل على موسيقى الضوضاء فقال لبوابة الشباب : هذا النوع من الموسيقى معروف فى أوروبا وأسيا وأمريكا وهو موسيقى شعبية جدا وفكرتها مستوحاه من الأصوات المنبعثة من الضوضاء ، واليابانيون تحديداً هم من أكثر شعوب العالم عشقاً لها وهى لها نجومها وحفلاتها الخاصة وطقوسها وطبعاً فى دولة زى مصر محتاجة حوالى 50 سنة علشان الناس تتقبل فكرتها أو يحاولوا يفهموها وإن كان لها جمهور بالفعل ولكنه محدود جداً ، و طبعا موسيقى الضوضاء لا يتم إبداعها بطريقة حية .. يعنى نحن لا نجلس فى الشوارع ونسجل صوت القطارات والمارة والسيارات وإنما هناك برامج كمبيوتر خاصة تقوم بابتكار الأصوات وتلحينها وكل صوت له رسالة وهدف يعنى ممكن تبقى جالس فتسمع صوت سيارة ومرة تسمع صوت قطار ومرة تسمع صوت هواء وعندما يحدث مزج بين هذه الأصوات يخرج إيقاع صوتى معين .. وحول فقدان هذا اللون من الموسيقى لعنصر الجذب والامتاع والتشويق حيث يسبب للمستمع حالة صداع فيقول كروكوفيسكى : ربما لا يسبب امتاع لك ولكنه يحقق هذه المتعة للكثيرين ممن يفهمون أو ممن يعتادون على هذه الموسيقى أيضاً مش لازم الموسيقى تخاطب الروح أو تسمو بالشعور مثلما نقول ونسمع دائماً وإنما ممكن تخاطب الجسد أو تخاطب المادة أو العضلات فهى إذن موسيقى نفسية نقدر نحسها لو ركزنا فيها . ويذكر كروكوفيسكى أنه مؤلف موسيقى ترك بولندا منذ حوالى 30 سنة وعاش فى دول كثيرة حتى استقر فى اليابان فعشق هذا اللون الموسيقى وقرر أن ينقله لمختلف دول العالم ومن بينها مصر .