الكلمة من هذا الرجل تعتبر درسا لأي إعلامي.. فقد قالت عنه "التايمز" بأنه معالج الإعلام الأول في الشرق الأوسط.. ولمن لا يعرف من هو الدكتور عبد القادر حاتم أبو الإعلام المصرى .. فهو مواليد 1918، وحصل على علي بكالوريوس العلوم العسكرية 1939م ودبلوم الاقتصاد السياسي1947م بلندن، و حصل على ماجستير العلوم الاستراتيجية من كلية أركان الحرب وحصل على ماجستير العلوم السياسية 1953 والدكتوراه من كلية الحقوق جامعة القاهرة 1954، ويعتبر من القلائل الذين أتيحت لهم فرصة العمل تحت قيادة الرؤساء الثلاثة جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسنى مبارك، فهو الذي وضع البنية الأساسية للإعلام المصري في الخمسينيات وأنشأ التلفزيون المصرى سنة 1960 ، كما شغل منصب وزير الثقافة عام 1962، ثم اختير وزيرا للإعلام عام 1971 ورئيسا للمجالس القومية المتخصصة الذي، وقد ارتبط اسمه بوضع إستراتيجية إعلامية لثورة 23 يوليو، فكان مستشار الرئيس جمال عبد الناصر و مديرا لمكتبه، ثم تحمل مسئولية مصلحة الاستعلامات ومنها انتقل للعمل مستشاراً لرئيس الجمهورية حتى وقع عليه اختيار الرئيس ليسند إليه مسئولية وزارات الأعلام و الثقافة و السياحة ، ثم نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للإعلام، كما كان عضو اللجنة التنفيذية العليا للتنظيم السياسي و رئيس مجلس إدارة الأهرام، كما أنشأ أكبر المحطات الإذاعية في العالم العربي مثل إذاعة صوت العرب ، و إنشاء إذاعة القران الكريم ، و إنشاء وكالة أنباء الشرق الأوسط و إنشاء مدينة الإعلام و تطوير الهيئة العامة للاستعلامات، ومسرح البالون والدار القومية للنشر ومتحف الأقصر ومشروع الصوت و الضوء بمعبد الكرنك، وتولي وزارة الإعلام تحت قيادة الرئيس السادات، ثم أسند إليه السادات مسئولية إعداد الدولة للحرب ، وخلال هذه الفترة تحمل مسئولية رئاسة الوزارة بالنيابة عن الرئيس ، وبعدها تقرر تعيينه رئيساً لمجلس إدارة الأهرام، ثم مساعدا لرئيس الجمهورية ومشرفاً عاماً على المجالس القومية المتخصصة، وتحت قيادة الرئيس مبارك استمر في العمل كمشرف عام على المجالس القومية المتخصصة ، وكانت له الريادة في مجال السياحة حيث أنشأ 40 فندقاً ، وبدأ إنشاء مدينة الغردقة السياحية، وأنشأ شاطئ سيدي عبد الرحمن كأول شاطئ سياحي في الساحل الشمالي ، وحصل على العديد من الأوسمة ومنها قلادة النيل وهو أعلى وسام مصري، وحصل على أوسمة رفيعة من اليابان وإيطاليا وأسبانيا وغيرها، وكان آخر الأوسمة التي حازها وسام الجدارة التي منحته له حكومة ألمانيا وهو من أرفع الأوسمة الألمانية، وتم اختياره ضمن 500 مفكر عالمي في الموسوعة العالمية . وبعد هذه المقدمة الطويلة التي يستحقها الرجل .. تحدثنا معه عن الإعلام وكل الأزمات المثارة حالياً .. * بصراحة .. ما رأيك في الإعلام الآن؟ إذا أراد الإعلامي أن ينقد فلينقد كما يشاء فالنقد واجب، ولكن يجب أن يذكر محاسن ما ينقده قبل مساوئه، ويجب أن يذكر الحقائق، فهذه أسس في الإعلام، وحتى في مخاطبة الرؤساء توجد أسس، فربنا قال لموسي وهارون( اذهبا إلي فرعون وقولا له قولا لينا)، فيجب على الإعلامي أيضا أن يخاطب الرؤساء بالقول اللين، وإلا سيخرب بيته . * وما الذي لا يعجبك في الإعلام؟ سأذكر موقفاً .. فأنا قضيت على الأزمة التي كانت بين المسلمين والمسيحيين في عهد السادات، كان يوجد أكثر مما يحدث الآن، كانوا يحرقون الكنائس،وجاءني البابا شنودة في بيتي وكلمت السادات وقلت له البابا شنودة في بيتي وصلحت الموقف، وكانت تصل لرئيس الجمهورية معلومات خاطئة وقيل له أن المسيحيين يصلون ضدك في الكنائس، ، والسادات عندما عرف حقيقة الموضوع قال لي في اليوم التالي أنه يريد أن يصلي في الكنيسة، ولكن اليوم نجد واحداً اسمه العوا وواحداً اسمه بيشوي نازلين شتيمة في بعض والبلد منفصلة، فهنا يأتي دور الإعلام، وكيفية معالجة الطائفية، بمناقشة الأسباب ومعالجتها بسرعة، وهذا ما يجب أن يقوم به الإعلام، وليس كما يحدث أن يتسبب في المشاكل، فهناك ناس من مصلحتهم اثارة الناس .. ومن مهمتنا كإعلاميين ألا نعطي لهؤلاء الفرصة . * وما رأيك في برامج التوك شو؟ أنا عميد الإعلام ولا أحب أن أعيب في أي شخص، ولكني أقول دائما ما يجب أن يكون عليه الإعلام ، ولكن كما قلت إذا أردت أن تنقد انقد، ومن يجد أخطاء لأحد يقول له على أخطائه، ولكن في نفس الوقت لا تسيء للناس، والمسيح قال (تحبوا أعداءكم فإذا أحببتم أحبابكم فليس في هذا فضل)، فلا تشتم الأعداء، وربنا قال( وجادلهم بالتي هي أحسن وإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)، فما هي لازمة الشتيمة ؟! . * مازال السؤال قائماً .. ما الذي تشاهده ويعجبك؟ لا أتحدث في ذلك لأني لا أريد أن أذكر أسماء، ولكن إذا كنتم تريدون رأيي في الإعلام فأنتم ترونه وتعرفونه جيدا، فالإعلام به أراء مختلفة، ولكن أنا مالي ومال الدوشة دي، فأنا قلت رأيي في كتبي، ولكن بشكل عام الإعلام له مبادئ يجب أن تتبع، وهي التي تقضي على كل الخلافات الموجودة، ولكن لا أستطيع أن أقول أن الإعلام (مهبب ومزفت) ومفرق الناس، والناس عمالة تتكلم في الطماطم، فمركزي لا يسمح لي بذلك، ولكن أقول ما يجب أن يكون. * وما الفرق بين الإعلام الآن والإعلام الذي كنت مسئولا عنه؟ أتذكر أن الإعلام هو الذي ودانا في داهية في حرب 67، فكانت فيه مبالغات طبعا وكذب، لدرجة أنهم في إسرائيل قالوا( علمناهم الحرب وهم علمونا الكذب)ولكننا صححنا الأخطاء واسترددنا الثقة في الإعلام المصري عن طريق الصدق والأمانة، ولا توجد شتائم، فدور الإعلام كان مهماً، وأنا شخصيا عمري ما شتمت أحداً، وكان فيه نقد بناء، ولم يكن زمان فيه شتيمة مثل الآن، فالآن الناس تطلع تشتم بعض وحتى في الجرائد، ولكن أنا قلت لا للشتيمة، حتى لو تحدثتم عن جولدا مائير تقولون السيدة جولدا مائير، فكان فيه آداب للنقد وفيه آداب للمخاطبة، فكل ذلك يجب أن يكون موجوداً . * وما رأيك في إغلاق الفضائيات في الفترة الأخيرة؟ أنا كنت مسئولاً عن البلد في حرب أكتوبر، وكنت مسئولاً عن إعداد الدولة للحرب، وأول حاجة عملتها بعد الانتصار هي إلغاء الرقابة على الصحافة، وقلت مبدأ وهو (أصبحت حر طالما لا تضر)، ولكن عندما يكون هناك من يضر البلد ويفرق الناس ويقول فتاوى الأزهر نفسه لا يرضي عنها يبقي بلاش منها، فنجد واحداً بلا أي مؤهلات يفتي وربنا قال ( واسألوا أهل الذكر) ونجد تلك الفضائيات تقول فتاوى غريبة ، ومن يقول أدخل الحمام بالرجل اليمين وأخرج بالشمال، هو احنا فاضيين للكلام ده ؟! فيجب ألا نضر البلد ولا نضر المواطنة في مصر، لأنهم يتحدثون في أشياء فيها ضرر، وطالما أنها تضر فلازم تقف، وصاحب الأمر يحافظ على البلد بذلك، فالناس في الإعلام والصحافة يقولون كلاماً يجعل الجهات الحكومية تتدخل وتغلق. * وما رأيك فيما يحدث على الساحة السياسية الآن؟ أنا لا أتحدث في السياسة لأني تركتها منذ 20 عاما. * أخيرا.. ما الرسالة التي توجهها للإعلاميين؟ يا ليت الجميع يلتزم بحرية الصحافة بحيث لا يضرون، والإعلام يجب أن يكون به حقوق الإنسان، كما أن الإعلامي يجب أن يكون متعدد الثقافات، فأنا حصلت على دراسات في الإعلام والقانون والاقتصاد، ويا ليتهم يسمعون كلامي، ويقرأون كتبي، فالمبادئ التي وضعتها من الممكن أن تحل الكثير من المشاكل التي حدثت في الوسط الإعلامي، والناس عمالة تشتم بعضها .. وده كلام فارغ.