ذكر الموقع الإخباري الجزائري "تو سور لا ألجري"، اليوم، أن أمير قطر يحاول أن يخرج من العزلة الدبلوماسية الخليجية المفروضة عليه بالقيام بسلسلة من الزيارات إلى دول عربية أفريقية بدأها بالسودان ثم الجزائر، وغدًا في تونس. وقال الموقع الصادر باللغة الفرنسية: إن الأمير القطري زار بالأمس الجزائر، لافتًا إلى أن هذه الزيارة رمزية جدًّا في ظل تصاعد الخلاف خلال الفترة الماضية بين الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وبين الأمير القطري السابق حمد بن خليفة. وأضاف الموقع أن الوضع تغير بالنسبة لقطر خلال الشهرين الماضيين بعد العزلة الخليجية المفروضة على قطر بسبب سياستها، مشيرة إلى أنه بعد أن كانت قطر تستقبل المؤتمرات العربية، أصبح أمير قطر مجبرًا على طلب الحضور من الرئيس الجزائري الحالي. وأضاف الموقع: يجد أمير قطر نفسه في عزلة لم تحدث له من قبل في الوطن العربي، بعد أن أضحى بمثابة "الخروف الأسود" المكروه وسط ممالك الخليج، فلأول مرة تقرر ثلاث دول أن تسحب سفراءها من الدوحة اعتراضًا على السياسة القطرية. ولفت الموقع إلى أن الممالك الخليجية تسعى منذ أشهر لعزل قطر إقليميًّا ودوليًّا، موضحًا أن زيارة الرئيس أوباما للسعودية الأسبوع الماضي شكل دفعة للرياض في مواجهة الدوحة في الوقت الذي يتعرض مجلس التعاون الخليجي لاضطرابات داخلية بسبب دعم قطر للإسلاميين. وتابع الموقع: في خارج منطقة الخليج لا يختلف الوضع كثيرًا لقطر، بعد أن فشلت في مصر بدعمها للإخوان المسلمين ضد السلطة المصرية الجديدة، إضافة إلى الفوضى التي تعيشها ليبيا التي تعتبر دليلًا واضحًا على عجز قطر عن إقامة سلطة تابعة لها فيها. وبحسب الموقع فإن الوضع لا يختلف أيضًا في تونس بعد الإطاحة بالإسلاميين المحبذين لقطر من السلطة، إضافة إلى المغرب التي لا تبدو أنها تريد أن تظل محايدة في الصراع السعودي القطري. وأشار "تو سور لا ألجري" إلى أن الوضع في فرنسا لا يحبذ التحالف مع قطر، بعد أن أخفق الحليف الفرنسي لقطر نيكولا ساركوزي في مواجهة الاشتراكيين الحاليين. وأضاف الموقع: إن الوضع أصبح يفرض على الأمير تميم أن يأخذ عصاة الرحالة في يده ليبحث عن حلفاء جدد، فها هو يأتي إلى الجزائر من أجل أن يستجدي الدعم من أجل المستقبل. وأشار الموقع إلى أن قطر أصبحت مكروهة للجزائريين، فإذا كان مقبولًا من قبل إقامة تحالف مع الدوحة، إلا أن الجزائريين في الوقت الحالي لا يقبلون بهذا الحليف الضعيف، خاصة وأنه متهم بتوريد ثورته إلى شوارع الجزائر. واختتم الموقع بطرح تساؤل ساخر: ماذا يمكن أن تقدمه قطر للجزائريين اليوم؟! فإذا كان هدف الأمير القطري من الزيارة هو طلب أن تكون الجزائر على الحياد، فهل سيتعامل الجزائريون مع هذا الطلب بلطف؟ ومن ناحية أخري ، قال المحلل السياسي السوداني، عثمان فضل الله: إن وجود أمير قطر في السودان، في الفترة الحالية، يطرح العديد من التساؤلات، خاصة أن النظام السوداني علاقته فاترة مع الدول الخليجية "السعودية، والإمارات، والكويت" نتيجة لعلاقته مع إيران وجماعة الإخوان. وأضاف فضل الله، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي محمد عبد الرحمن، خلال برنامج "مصر العرب" المذاع على قناة "سي بي سي إكسترا ": إن النظام السوداني الحالي يحسب على جماعة الإخوان، لافتًا إلى أن السودان قد تكون ملاذ الإخوان في الفترة المقبلة. وأشار فضل الله، إلى أن زيارة السودان هي محاولة لكسر عملية الحصار الدبلوماسي الخليجي على دولة قطر بعد سحب السفراء.