قال الدكتور/ عبدالسلام ولد أحمد المدير العام المساعد والممثل الإقليمى للشرق الأدنى وشمال إفريقيا أن الأمم والأقاليم قد تبادلت المحاصيل على مدى التاريخ للانتفاع بفائدتها الهائلة للبشرية جمعاء. فقد أعطى إقليم الشرق الأدنى وشمال إفريقيا للعالم محصولي القمح والشعير. ويعتبر الكينوا، المحصول الغنى بالبروتين والهائل للتغذية والصحة، أحد أسرع المحاصيل نمواً على مستوى العالم ويمكنه أن يوفر إسهاماً فعلياً للأمن الغذائى والتغذية فى الشرق الأدنى وشمال إفريقيا. فهذا المحصول متكيف مع مختلف الأنواع والنظم البيئية ومختلف أنواع المناخ وكذلك لظروف النمو غير المواتية والتمتع بالكفاية فى استخدام المياه، كما أن الكينوا من المحاصيل الصناعية الواعدة وهو محصول غذائي فى إقليم يقع 70% منه فى النطاق الجاف أو الظروف الصحراوية علاوة على كونه من أعظم أقاليم العالم ندرة للمياه. ستتلقى البلدان الأعضاء المعونة الفنية من منظمة الفاو فى ظل مشروع جديد للتعاون الفنى وذلك لاختيار أحسن الأشكال الوراثية لتقديمها للإنتاج فى الشرق الأدنى وشمال أفريقيا. وصرح السيد/ محمد دوست خبير إنتاج المحاصيل بالفاو بقوله أن الكينوا يمكن أن يلعب دوراً فى إنتاج الغذاء فى الأراضى الصحراوية المستصلحة وذلك لتحمله الملوحة فى الأراضى غير الخصبة، و أضاف أنه مع ذلك فان تطوير الكينوا فى بلدان الشرق الأدنى وشمال إفريقيا يتطلب التطوير المستمر لنوعيات محسنة، وكذلك يعتبر التقييم الميداني ضرورى تحت الظروف البيئية الإفريقية المختلفة للأقاليم لتحديد الأنواع المناسبة التى يمكنها ضمان إنتاج جيد. سيتم إطلاق المشروع فى الجزائر خلال يومي 26 و27 يناير الحالى وسيشجع على وجود شراكة مع مراكز البحوث الدولية والجامعات والتعاونيات ومنظمات المجتمع المدنى وأصحاب العمال الزراعية وشركات البذور لدراسة وتقييم المواصفات الوراثية التى ينبغى تقديمها. إن إقرار هذا المحصول من الحبوب الفائق التكيف يمكنه الإسهام إلى الجهود الوطنية لتحقيق الأمن الغذائى وتخيف وطأة الفقر والذى مكن بالفعل بعض بلدان الإقليم مثل الجزائر من الوفاء بهدف الألفية للتنمية بخفض نسبة من يعانون الجوع إلى النصف قبل بلوغ الموعد المحدد لذلك وهو عام 2015. الكينوا العجيبة بتخزينها المعادن الأمينية والفيتامينات والألياف وقلة الدهون، يمكن أن تمثل الكينوا غذاءً رئيسياً فى الإقليم الذى يشتمل على نسبة عالية من البدانة (يعتبر ربع سكان بلدان الشرق الأدنى وشمال إفريقيا من البدناء). تقيم منظمة الصحة العالمية نوع البروتين الذى يحتوى عليه الكينوا كمشابه للبن بينما تصنفه الأممالمتحدة كمحصول سوبر لقيمته الغذائية ومحتواه من البروتين. ويعتقد أن يكون الصابونيين الموجود فى الكينوا له خصائص داعمة للصحة مثل مضادات الأكسدة وضد السرطان وضد الالتهابات وضد الفيروسات. كما تم استخدامه بالفعل لمعالجة السكر والتهاب الكبد الوبائي وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكلسترول والتوتر الذهني.