أدى انفجار مديرية أمن القاهرة، الجمعة، إلى كارثة تاريخية وثقافية بمصر، حيث نتج عن هذا الانفجار تحطيم واجهات متحف الفن الإسلامي بمنطقة "باب الخلق" بجوار مديرية أمن القاهرة مباشرة، حيث تعرض المتحف وما يحتويه من آثار إلى تدمير شبه كامل، نتيجة شدة الانفجار. وأكد الدكتور محمد إبراهيم، وزير الآثار، في تصريحات له "أن عمر المتحف كمبنى أثري يتجاوز ال111 عاما". وقال الوزير إن تطوير المتحف ونقل المقتنيات إليه قد تكلف منذ سنوات 107 ملايين جنيه، واليوم هو يحتاج لأضعاف هذا المبلغ لإعادة ترميم المبنى ومقتنياته التي دمرت بالكامل، بحسب ما نشرته صحيفة "اليوم السابع ". وأوضح أن واجهة المتحف تم تدميرها، بالإضافة إلى سقوط الجدران والأسقف من الداخل ومن بينهم السقف المعلق الأثري، بالإضافة إلى تلف معظم القطع الأثرية والتي من بينها قطع نادرة جدا، أهمها المحراب الخشبي النادر للسيدة رقية الذي يعود للعصر الفاطمي، ومشكاوات السلطان حسن، والتي تعود للعصر المملوكي، وإبريق عبدالملك بن مروان من العصر الأموي، وسيتم نقل جميع المحتويات إلى مكان آمن لترميم المتحف . وقال د.حجاج إبراهيم، رئيس قسم الآثار والسياحة بجامعة طنطا وعضو مجلس إدارة المتاحف بوزارة الآثار للعربية.نت: "إن هذا المتحف يضم تحفاً من كل العصور الإسلامية "الأموي، والعباسي والطولوني، والفاطمي، والأيوبي والمملوكي والعثماني ومن أسرة محمد علي". وأكد د.حجاج إبراهيم "أن المتحف نفسه كجدران تم تسجيله كأثر، ونتيجة هذا الانفجار الهائل فقد تم تدمير المشكاوات الزجاجية والمحاريب الخشبية ". ويحذر د.حجاج إبراهيم من أن وقوع هذا الانفجار قد يؤدي إلى انهيار مبنى المتحف بالكامل، لأنه في عام 2010 تم تحميل جدرانه أكثر مما تحتمله جراء عملية تطوير دار الكتب التي بجواره، وبالتالي فقد يؤدي ذلك مع آثار الانفجار إلى انهيار لجدران المتحف. وبحسب د.حجاج إبراهيم فإن بالمتحف ما يزيد عن 90 ألف قطعة لا يمكن نقلها في يوم واحد، ولذا فإنه يجب على الدولة أن تسرع في ذلك الأمر ". وعما إذا كان تعرض المتحف الإسلامي للتدمير قد يضع على مصر مسؤولية قانونية أمام منظمة اليونسكو، كونها لا تستطيع حماية التراث؟ يؤكد د.حجاج إبراهيم "أن هذه المنظمة وغيرها من المنظمات الدولية لا تهتم بالتراث، والدليل أنها لم تستطع حماية آثار العراق التي دمرت وغيرها من الآثار في معظم البلدان التي تشهد اضطرابات ". ويؤكد محمد زارع الخبير القانوني والحقوقي للعربية.نت "لا أعتقد أن ما حدث في المتحف الإسلامي يضع مصر تحت طائلة القانون الدولي واتهامها بالتقصير في حماية التراث الإنساني والتاريخي، لأن ما حدث انفجار خارج عن إرادة الدولة وفي شارع عمومي وإرهاب يستهدف مصر ". ويضيف "هذه جريمة خارج القانون لا أتصور أن المنظمات الدولية ستدين مصر بسبب تعرض المتحف الإسلامي للتدمير، بل على العكس إن ما حدث سيكسب مصر تعاطفا دوليا ومساعدات دولية لترميم وإصلاح المتحف ". وصرح أحمد شرف، رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار، أن النتائج الأولية لخسائر متحف الفن الإسلامي تشير إلى تلف وتدمير حوالي خمسين قطعة منها بعض القطع النادرة، مؤكدا أن مبنى المتحف الأثري أيضا سيخضع لعملية ترميم بعد تدمير جدرانه وأسقفه نتيجة الحادث الإرهابي.