وكأنه مكتوب علينا أن نسير فى دائرة مفرغة دون أن يكون هناك بابا للخروج من دوامة الأزمة .. هكذا ترى قوى ثورية عديدة حيث قررت أن تتخذ من الآن فصاعدا إجراءات ثورية فى شكل موجات وتكتلات قبل نحو شهرين من ذكرى ثورة 25 يناير وذلك بعد نافورة الغضب التى اندلعت للتنديد بقانون التظاهر .. وهو الموقف الذى وجدته جماعة الإخوان المسلمين مناسبا للبحث عن دور جديد داخل المعادلة التى خرجوا تماما من طرفيها فى أعقاب ثورة 30 يونيو .. فقد شهدت مظاهرات القوى الثورية ليلة أمس بميدان طلعت حرب عودة مرة أخرى لشعارت ثورة 25 فقد ردد الشباب هتاف "يسقط يسقط حسنى مبارك"، و"عيش حرية عدالة اجتماعية"، و"ثوار أحرار هانكمل المشوار". ومن جانبها دعت اللجنة التنسيقية ل30 يونيو لتنظيم مظاهرات اليوم بميدان طلعت حرب وطالبت بالإفراج عن المعتقلين فى الأحداث الأخيرة. ومن جانبه سعى تحالف دعم الشرعية للقفز فوق انتفاضة القوى الثورية ضد قانون التظاهر، فبخلاف البيان الصادر أمس والذى نشرت "بوابة الشباب" مقتطفات منه والذى طالب فيه القوى الثورية بالعمل المشترك .. فقد كشف بعض شباب الثورة عن اتصالات من قيادات بالإخوان المسلمين للتنسيق والعودة والسير فى مظاهرات مشتركة من جديد مهما تكن الشروط ، وهى تلك العروض التى رفضها شباب الثورة خوفا تحت شعار "الإخوان مالهمش أمان" حيث يقول الدكتور محمد مصطفى، عضو اتحاد شباب الثورة، ومنسق حركة كلنا مصريون: هناك اتصالات مكثفة من قيادات بجماعة الإخوان ببعض شباب الثورة لإقناعهم بالعمل المشترك ضد ما يرونه إنقلابا، وأنا شخصيا تلقيت بعض هذه الاتصالات، لكن الموقف واضح ولاتراجع فيه وهو أن هناك رفض تام من قوى الثورة للتحالف مجددا مع الإخوان الذين باعوا الثورة فى الماضى، لأننا اكتشفنا أن لهم أهداف وأجندات خارج نطاق الوطن وهى اهداف تخصهم وتخص تفكيرهم كما أنهم عرضوا بعض الشروط واقترحوا كتابة إتفاقات مكتوبة بهذه الشروط. ويؤكد الدكتور محمد مصطفى أن موجات الغضب والمظاهرات التى تندلع من وقت لآخر ضد قانون التظاهر وضد الحكومة لاتستطيع ان تبنى موقف شعبى موحد ضد السلطة، ولكن الانتفاضة من الآن فصاعدا هى إنتفاضة شبابية لقوى الثورة فقط ضد إجراءات تخرج الثورة من مضمونها وتعيد عقارب الساعة للوراء ولكن الناس لن تنضم لهذه الموجة لأن هناك وضع استثنائى فى البلاد وأن هناك حرب ضد جماعات ظلامية وإرهابية كما ان هناك انتظار لما تسفر عنه الأوضاع فالناس تنتظر التغيير. ويضيف الدكتور محمد مصطفى أن الفائز فى هذا الخلاف هو جماعة الإخوان المسلمين لأنها جماعة مستغلة ولها تمتع بقدرة خاصة على الانتهازية السياسية، ولهذا سعت للتنسيق مع شباب الثورة ولن تتوقف عن هذا السعي، والمشكلة الكبرى حقا أن هناك نوع من التعاطف من قطاعات شعبية معهم خاصة بعد الحكم الصادر أمس على فتيتات الأسكندرية، وزيادة الإجراءات القمعية من جانب الحكومة. يذكر أن التحالف الوطني لدعم الشرعية قد أصدر بيانا يغازل فيه قوى الثورة حيث أعلن تضامنه الكامل مع معتقلي مجلس الشورى، ولفت إلى أن هناك مبادرة من مجموعة "شباب ضد الانقلاب" للتنسيق على الأرض مع شباب القوى المحتجة لاتخاذ موقف موحد والانتقام لثورة 25 يناير وليس للسلطة المنتخبة فحسب" وذلك حسب البيان الصادر. وفى السياق ذاته ذكرت وكالة الإناضول أن مصادر مقربة من الحركات الثورية قالت أن "قوى شريكة" للتحالف الوطني لدعم الشرعية، بدأت مشاورات بينهم وبين قوى سياسية وشبابية لعقد مصالحة ثورية و"التنسيق الكامل" قبل الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير.