عام تلو الآخر يتعمد القائمين على مسابقات ملوك وملكات الجمال على إبهار العالم بشتى أساليب التميز والانفراد, فبعد أن كانت المسابقات قاصرة على السيدات فقط فمع مرور الوقت أصبحت للرجال أيضا ثم للأطفال و الحيوانات بشتى أنواعها إلى أن وصلت إلى المتحولات جنسيا !! ضجة كبيرة شهدتها تايلاند الراعي المنظم لمسابقة اختيار ملكة جمال المتحولات جنسيا, إذ شاركت في منافسات العام الحالي 25 متنافسة فازت باللقب البرازيلية مارسيلو أوهايو فيما احتلت الأمريكية شانتل دماركو المركز الثانى وجاءت التايلندية نثنابادا كانرايانون في المركز الثالث, والجائزة كانت عبارة عن مبلغ نقدي قيمته 300 ألف بات تايلاندى (9677 دولار) إضافة إلى تاج مرصع بأحجار كريمة حقيقية مع إمكانية إجراء عملية تجميل مجانية للفائزة "لأي غرض" في عيادة شهيرة للجراحات التجميلية في بانكوك. .. .. ورغم أن هذه المسابقة دشنت قبل 40 عاما من أجل تقديم شكل جديد للترفيه في منتج باتايا الساحلي الذي يبعد 100 كيلومتر عن جنوب شرق بانكوك , ثم أخذت الصبغة الدولية في ال2004 وقدمت فرصة لمتحولات جنسيا من دول أخرى ليكن تحت الأضواء , لكن هذا العام المسابقة حظيت بمذاق خاص ; وذلك لما برع فيه المتسابقون في إبراز مفاتنهم بأحمر الشفاه، ولباس البحر والشعر الطويل جعل المشتركات يظهرن في غاية الأنوثة كأي مسابقة أخرى للجمال هذا إلى جانب ما قامت به المرشحات من رقص وغناء وتمايل واستعراض مفاتنهنّ أمام لجنة التحكيم، لدرجة جعلت الكثير ينسى أن هؤلاء –أو بالاحرى هن- كانوا رجل وأصبحوا ملكات جمال . .. وللأسف لم يقف حد هذه المسابقة عند المستوى الدولي بل تخلخلت إلى مستوانا المحلى ; إذ أشادت العديد من الصفحات الداعمة للمتحولات جنسيا في العالم العربي على مواقع التواصل الاجتماعي, أشادت بمستوى المسابقة و تمنت أن يتواجد العام القادم من يمثل العالم العربي وسرعان ما استجاب العديدات لهذه الدعوة وأكدن اشتراكهن في المسابقة ومنهن صابرينا " صابر سابقا" من الجزائر, و فاتن " رامي سابقا" من مصر, ميساء"مدحت سابقا" من المغرب, وفى هذا الصدد يقول أدمن صفحة "حقوق المتحولين جنسيا": المتحولون جنسيا هم من المجموعات الأكثر تعرضا للعنف والاضطهاد وهذا يظهر واضحا من خلال قسم ضحايا الجرائم التابعة لاتحاد الدفاع عن حقوق مثلي وثنائي الجنس والمتحولين جنسياً RFSL، وفي الوقت الذي انخفضت فيه نسبة البلاغات عن جرائم الكراهية والعنف ضد المثليين جنسيا خلال العام الماضي فإن البلاغات عن جرائم الكراهية المتعلقة بالمتحولين جنسيا زادت من 31 إلى 52 بلاغاً بين عامي 2010 و 2011، وطبعا هذه الإحصائيات على مستوى العالم ولم تتطرق إلى عالمنا العربي الذي يرفض سماع لفظ متحول جنسيا, ولذا فان المتحولات أو المتحولون جنسيا من العرب عادة ما يهربون من بلدانهم مثل ما حدث مع شخص عربي تحول من ذكر إلى أنثى, بعد أن ظل لسنوات طويلة يحمل الجينات والطباع الذكورية, حيث قرر بعد أن ضاق ذرعاً عن حالته النفسية والجسدية المتناقضة, التي لم يستطع التكيف معها, قام بإجراء عملية التصحيح الجنسي لجسده, حيث تكللت العملية بالنجاح, ولكن المجتمع والأهل المحيطين فيه لم يتقبلوا وضعه الجديد, ولم يراعوا حالته النفسية, الأمر الذي سبب له الكثير من الآلام والمتاعب, ونتيجة لذلك قرر الهجرة إلى بريطانيا والعيش فيها, والهروب من نظرات وكلام الناس, حيث التحق بإحدى الجامعات, لدراسة الطب, وحقق تقديرا متفوقا, وأصبح يعمل في أحد المراكز الطبية المشهورة, وحصل على الجنسية البريطانية والإقامة الدائمة والعيش في بلدٍ لا يعرفون عن ماضيه شيء, وأنا سعيد جدا بالحافز الذي استطعت بثه في نفوس الفتيات المتحولات المشتركات في الصفحة وما أبدوه من نية في الاشتراك في مسابقة المتحولات جنسيا العام القادم ويمكن يكونوا صوت للتعبير عن حقوق المتحولات العرب.