انتهت قضية جدو مع الزمالك بعبارة " رمضان كريم والصلح خير " ... ورغم الشكل المثالى الذى كان يبدو عليه مشهد النهاية وكأنه " حالة تسامح مفاجئة " من الطرفين ، لكن بمرور الوقت بدأت تظهر ملامح " الصفقة " ! . الزمالك بدأ المشوار بتهديدات بإيقاف اللاعب مدة لا تقل عن 6 شهور وتعويض مالي يفوق المليون و200 ألف جنيه التي حكم بها اتحاد الكرة لصالحه .. وكان يتكلم أيضاً عن 30 مليون جنيه كشرط جزائي ويلمح بين الحين للآخر بأن لديه مستندات ربما تجبر جدو علي اللعب في فريق سجن طرة لعامين علي الأقل .. لكن فجأة تحولت القضية لواحدة من أكبر فضائح تعاقدات اللاعبين في تاريخ الأندية المصرية ، وكانت بنود الصلح " الحقيقية " فعلاً مذلة .. ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك هو الذى طلب الصلح وقام بتسديد مبلغ الغرامة الذي تم توقيعه على اللاعب من جانب اتحاد الكرة وهو 2 مليون و200 الف جنيه من ماله الخاص .. بل وإن محامي اللاعب صمم علي دفع المبلغ كاملأً قبل أن يوقع جدو علي أي اعتذارات " وهمية " .. بل وهناك تأكيدات بأنه منح اللاعب مليون جنيه إضافية بعدما تأكد أن مصيره وأعضاء مجلس الادارة سينتهي الى السجن بتهمة التزوير والنصب وخيانة الأمانة ، وطبعاً بعض أعضاء مجلس الإدارة ليخرجوا بأنفسهم من نار الغضب الجماهيري .. أو ربما الملاحقات القضائية ، قرروا التنصل من الحكاية مثل عمرو الجنايني عضو مجلس إدارة الزمالك الذي أعلن استقالته ومعه رؤوف جاسر نائب الرئيس .. وأيضاً هدد صبرى سراج عضو المجلس بالاستقالة احتجاجاً على ما وصفوه ب " القرار الفردى " لرئيس النادى ، والمضحك أن رؤوف جاسر كان من أكثر الأعضاء ظهوراً في الفضائيات وتأكيداً علي " حق الزمالك في جدو " .. لكنه فجأة ظهر بعد الصلح مع اللاعب ليقول " كنت في إجازة مع أسرتي وعلمت بالأمر كأي مشجع عادي " ! . وما زاد من اشتعال الموقف هو التصريحات المتتالية لهشام عبد ربه محامي جدو .. وقال المحامي في برنامج تلفزيوني مساء الجمعة " الإثباتات التي تقول ان جدو لم يتسلم بالفعل أي مبالغ من الزمالك وان هناك شبهة تزوير هي التى حسمت الموضوع .. والصلح الذي تم كان بيني وبين محامي الزمالك محمد ابوشقة، وحقق جدو المطلوب منه بالاعتذار للزمالك ولحازم .. والزمالك قام بالباقى " ! واظهر هشام عبد ربه مستندين من نادي الزمالك، الأول تفويض من رئيسه ممدوح عباس للمتحدث الرسمي علاء مقلد بتقديم تنازل النادي عن تظلمه عن القرار الصادر من اتحاد الكرة الخاص بأزمة جدو . وعلي الجانب الآخر .. رفض الدكتور محمد أبوشقة محامى الزمالك التعقيب على تصاعد الأحداث داخل النادى، وأكد أنه لن يرد على أى شخص يحاول إقحامه فى الصراع بين الناديين، مؤكداً أن القضية انتهت بالنسبة له بمجرد التصالح بين اللاعب ونادى الزمالك وقال إن التصالح تم بالشكل الذى يليق باسم الزمالك، وأضاف: مهنتى تمنعنى من التحدث فى أسرار القضية، ولا أهتم بكل ما يقال أو يتردد لأننى أحافظ على أسرار عملى. جمهور الزمالك في حالة غضب شديد وشعور بالمهانة لأن لاعباً أخطأ وأعترف بذلك .. لكن بسبب تصرفات إدارة النادي تمت مكافأته وأصبح الوحيد الذي تفوق علي نادي الزمالك بهذا الشكل ، وتزعم أفراد رابطة ألتراس الزمالك " وايت نايتس " تجمهرا كبيرا أمام مقر النادي للهتاف ضد تصرفات مجلس الإدارة .. والمدهش والمثير للسخرية أيضاً .. وللهتاف لجدو !! . وطبعاً وكالعادة جاء دور مرتضى منصور الرئيس الأسبق للنادي .. والذي عاد من جديد ليردد اتهاماته للمجلس الحالى بالتزوير وقال " اللي يزور في الأول .. يزور علي طول " معلنا عن غضبه الشديد من موقف الإدارة الحالية في قضية جدو ووجه إليها تهمة التزوير وإهدار المال العام ، وقال منصور في مؤتمر صحفي " هل تعلمون أن مجلس إدارة النادي دفع مليون و200 ألف جنيه للأهلي، حتى يسددها الأخير باسم جدو أمام الرأي العام كعقوبة من اتحاد الكرة " وتعهد بالعمل علي سحب الثقة من المجلس خلال الجمعية العمومية العادية التي ستعقد في سبتمبر القادم ، كما تقدم ببلاغ للنائب العام يتهم فيه مجلس الإدارة الحالى برئاسة ممدوح عباس بإهدار المال العام بعد إعلان التصالح مع اللاعب، وأكد مرتضى أن عباس تلاعب بالجماهير والأعضاء عندما أعلن رفضه الصلح مع اللاعب، ثم تراجع من أجل حازم إمام عضو مجلس الإدارة، الذى وصفه ب " الفتى المدلل " لرئيس النادى، وأشار مرتضى إلى أنه توجه أيضاً إلى المهندس حسن صقر، رئيس المجلس القومى للرياضة، لمطالبته بالتدخل لإنقاذ نادى الزمالك من سياسة العبث التى يتبعها المجلس الحالى .
كما سيطرت حالة من الغضب على أعضاء النادى، الذين طالبوا الرموز والرؤساء السابقين بضرورة التدخل، وطالب كل من المستشار مجدى شرف وكامل البيطار وعدد آخر من الرموز مجلس الإدارة بالاعتذار للأعضاء والجماهير .. يعني بدلاً من اعتذار جدو سيصبح واقعياً .. اعتذار الزمالك ! وعلي مستوي الجهاز الفني .. انتقد حسام حسن الصلح مع جدو لكنه كان واقعياً عن تكلم لموقع النادي عن نقطة محددة وهي " عدم مراعاة مشاعر جماهير تالزمالك المصدومة "! عموماً .. هذه القضية تتداخل فيها نقاط كثيرة ، فمثلاً يقال أن بعض كبار المسئولين بالدولة تدخلوا لحسم هذا الجدل خصوصاً بعدما دخل الأهلي في الموضوع .. وأن هذا التدخل هو الذي جعل مسئولي الزمالك يخرجون ب " الحقيقة " وبالتالي وافقوا علي هذا التراجع ، كما أن هناك مسئولين بالزمالك لو تم سحب الثقة من المجلس الحالي سيكونوا معرضين للسجن .. لكن الأغرب فعلاَ هو موقف إبراهيم يوسف عضو مجلس إدارة نادي الزمالك .. ففي البداية قال إن إدارة النادي الأبيض وافقت على إبرام التصالح مع لاعب الأهلي جدو بداعي وجود ضرر كان سيلحق ببعض مسئولي الزمالك .. واحتمالات سجن رموز كبيرة " .. وبعدها بساعات وبعد هجوم جماهير النادي عليه قال في تصريح آخر " اعتذار جدو يؤكد صحة موقف الزمالك " .. !! ، كما أن هناك علامات استفهام كثيرة بخصوص الثنائى عمرو الجناينى عضو مجلس إدارة الزمالك ونصر عزام المستشار القانونى للجنة التسويق المسئولية التامة فى فضيحة تزوير عقود إيصال الأمانة الخاصة بجدو، فالجناينى هو صاحب فكرة وضع مبلغ مليون و200 ألف جنيه فى إيصال الأمانة الذى وقعه اللاعب على بياض، وهو الأمر الذى يعد تزويراً ويعرض مسئولى النادى للمساءلة القانونية ، وهذا التصرف ليس الأول من نوعه الذى يفعله عمرو الجناينى، حيث سبق له أن فعل نفس الأمر مع اللاعب حسين على لاعب الجونة الحالى أثناء مفاوضات الزمالك معه الموسم قبل الماضى عندما كان لاعباً فى بتروجت، وقام بالحصول على توقيع اللاعب على إيصال أمانة على بياض، وهدد اللاعب باستخدامه لولا تدخل البعض داخل المجلس ومنع الزمالك من استخدام إيصال الأمانة بعد إعلان اللاعب رغبته فى الانتقال للنادى الأهلى ، أما بالنسبة لنصر عزام المستشار القانونى للجنة التسويق، فقد توجهت له أصابع الاتهام بتوريط الزمالك فى قضية جدو من خلال قيمة الشرط الجزائى التى تضمنها العقد بمبلغ 30 مليون جنيه باعتباره هو صاحب الفكرة، وأكد للمجلس حينها أنها فكرة قانونية وستفيد النادى بشكل كبير فى حسم القضية لصالحه، إلا أن المبالغة الكبيرة فى مبلغ الشرط الجزائى جاءت بنتيجة سلبية وجعلت هناك يقيناً خلال التحقيقات فى اتحاد الكرة أن اللاعب لا يمكن أن يكون قد وقع على شرط جزائى بهذا المبلغ.