شهدت مدينة شبين الكوم مشاجرة بين مدير مدرسة سابق وعامل بمسجد، حيث طلب الأول من الثانى خفض صوت ميكروفون المسجد وعندما رفض العامل تشاجرا معا، وأراد العامل الإنتقام .. فما كان منه إلا أن أعلن وفاة مدير المدرسة من خلال ميكروفون المسجد! . كل سنة وانتم طيبون ، في رمضان لا يوجد كلام سوي عن التسامح والعفو والهدوء النفسي والسلوك القويم مع الآخرين ، لكن ما نراه من أحداث يجعلنا نطرح تساؤلات ربما تبدو للبعض لا علاقة لها بالشهر الفضيل ، لكن علاقتها وثيقة جداً بالشارع المصرى وما يحدث فيه .. والقصة السابقة قد تبدو طريفة، لكنها بداخلها تحمل مضمون آخر، وهو فكرة الإنتقام والتى انتشرت بشكل كبير هذه الأيام وتعددت أساليبها وصورها، وكثيرون أصبح بداخلهم تقمص شخصية " حسن الهلالي " في فيلم " أمير الانتقام " .. لكنهم نسوا أن أنور وجدي في الفيلم كان ينتقم ممن ظلموه بشكل أقرب إلي " القصاص " العادل .. وليس بالتأكيد ما نراه في بعض الأحيان الآن . على عكس المتوقع .. الدراسات أكدت أن الرجل لديه رغبة أكبر فى الإنتقام عن المرأة، إلا أن إنتقام الرجل يأتى عفويا ودون تخطيط ويكون سريعا وربما نتائجه لا تكون قوية، على العكس من المرأة التى تفكر كثيرا وتخطط ليكون إنتقامها أشد وأكثر ضررا بالطرف الآخر ، حيث يقال إن المرأة الفرنسية إذا انتقمت قتلت عشيقة زوجها، والإيطالية قتلت زوجها، والإسبانية قتلت نفسها، والإنجليزية قطعت علاقتها به، والألمانية ذهبت إلى رحل آخر، والأمريكية كتبت مذكراتها، والعربية فضحت زوجها، وفي الهند استخدمت طريقة جديدة للتخلص من انتقام المرأة، نتيجة لأخطاء زوجها طوال العام، حيث تم تنظيم "مهرجان لضرب الأزواج"، مرة كل عام في القرى، تقوم النساء خلاله بضرب أزواجهنّ طوال اليوم، ومن أسس تنظيم المهرجان، تحديد المكان الذي سينفذ فيه الحكم بضرب الأزواج، حتى لا تتعب المرأة صباح يوم المهرجان في البحث عن زوجها، وفي معظم الأحيان يكون هذا المكان عبارة عن ساحة في وسط القرية، تتوجه إليها المرأة حاملة العصا لتضرب زوجها على ظهره. وسائل التكنولوجيا الحديثة والإنترنت لعبت دورا كبيرا فى تطور عمليات الإنتقام بين الأشخاص وجعلتها أقوى تأثيرا، فمنذ فترة ألقت مباحث الجيزة على شخص قام بتركيب صورة وجه زوجته الأستاذة الجامعية بجامعة حلوان وزميلتها فى العمل على أجساد عارية ووضعها على موقع الفيس بوك مع أرقام تليفوناتهما، وذلك إنتقاما منها لرفضها العودة إليه بعد طلاقها، أما أغرب الإنتقامات فكان ما قام به مغني كندي اسمه ديف كارول والذى قام بتأليف أغنية يحمل فيها شركة يونايتد ايرلاينز التي مسؤولية تحطم جيتار خاص به بمطار أوهير بشيكاغو، وقم بوضع الأغنية على موقع اليوتيوب إنتقاما من الشركة وقد شاهد الكليب الملايين، فقامت الشركة باستخدام الأغنية كنوع من الدعاية وتحميس موظفيها على العمل. توجهنا بالسؤال لعدد من الأشخاص تحب تنتقم من مين .. ؟ الغريب أن هناك أشخاصاً كثيرين ممن سألناهم لم تكن لديهم إجابات .. ولم يكن لديهم من يريدون الإنتقام منه .. سمير جمال طالب بكلية العلوم جامعة عين شمس قال إنه يتمنى الانتقام من المسئول عن الإنقطاع المستمر للكهرباء، لكن كيف فهو لا يعرف. أما هيثم المرجاوى ليسانس آداب جامعة عين شمس فقال إنه لا يحب فكرة الإنتقام لأنه تزيد العداوة بين الشخاص وفى النهاية قد تنقلب بالسوء على المنتقم نفسه. وقال محمود شاكر وهو يعمل موظق بإحدى الشركات الخاصة إن فكرة الإنتقام لا تخطر على باله إلا فى الأمور الكبيرة، ولكن عندما تواجهه مشكلة مع أحد فإن رد فعله يكون وقتيا. عبد الله عيسى بائع بأحد المحلات قال إنه يتمنى الإنتقام من المسئول عن ارتفاع الأسعار. أما جلال أبو نوارة طالب بكلية التجارة جامعة القاهرة فقال إنه حدث خلاف كبير بينه وبين أحد الأشخاص فانتقم منه بأن أفشى سرا له، ولكنه ندم بعد ذلك على هذا الفعل. الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع قالت إن الانتقام من الاحاسيس الطبيعية التي تمر بالانسان عند غضبه أو تعرضه لظلم من شخص ما ودرجته تتفاوت من شخص لآخر فى التعبير عنه، فالإنسان لديه مشاعر إيجابية وأخرى سلبية لا يستطع الاستغناء عن أيا منهما، والإنتقام من المشاعر السيئة لدى الإنسان ولكن يجب أن تكون هناك حدود لإستخدامه إذا اضطر الإنسان لذلك، كما أن الرجل يكتفى بالإنتقام مرة واحدة على عكس المرأة، إلا أنه فى النهاية فإن الظروف المجتمعية والبيئية المحيطة بالإنسان هى التى تدفعه للإنتقام وتحدد توجهه نحو هذا السلوك. ودلوقتى حضرتك ممكن تشاركنا .. وتقول : تحب تنتقم من مين ؟!