كشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى تفاصيل الإحداث التى شهدتها منطقة سجون أبو زعبل، والتى راح ضحيتها 36 متهما من عناصر الإخوان المسلمين الصادر قرار بحبسهم، أثناء تسليمهم من مديرية أمن القاهرة. وقالت مصادر في تصريحات صحفية إن مسلحين هاجموا سيارات الترحيلات فى محاولة لتهريب المتهمين، إلا أن القوات تصدت لهم عقب تبادل إطلاق النيران معهم، ومع محاولة تهدئة ضابط للمتهمين داخل سيارة الترحيلات اختطفوه داخل السيارة وهو ما دفع القوات لإطلاق قنبلة غاز داخلها لتحرير الضابط قبل الفتك به وعقب إنقاذ الضابط دخلت السيارة السجن ومع خروج المتهمين تبين وفاة 36 متهما من بين 45 كانوا يستقلون السيارة نتيجة الاختناقات بالغاز. تفاصيل تلك الأحداث بدأت أثناء ترحيل 612 من عناصر تنظيم جماعة الإخوان المسلمين من مديرية أمن القاهرة إلى منطقة سجون أبو زعبل لإيداعهم هناك تنفيذا لقرارات النيابة الصادرة بحقهم، إلا أنه وقبل وصول آخر سيارة ترحيلات إلى منطقة السجون وكانت تقل 45 متهما فوجئت القوات ببعض المسلحين يهاجمون سيارة الترحيلات باستخدام سيارات دفع رباعى فى محاولة لتهريبهم. وعلى الفور تعاملت القوات المكلفة بتأمين مأمورية نقل المتهمين مع المسلحين وتبادلت إطلاق النيران معهم حتى تمكنت من السيطرة على الموقف وإبعاد هؤلاء المسلحين عن سيارة الترحيلات وإحباط محاولة تهريب المتهمين، إلا أن القوات فوجئت بالمتهمين داخل سيارة الترحيلات فى حالة هياج شديد نتيجة الاشتباكات الواقعة وتبادل إطلاق النيران. وكشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى أنه ومع زيادة حالة هياج المتهمين داخل سيارة الترحيلات، سارع الضابط المكلف بتأمين السيارة بمحاولة تهدئتهم مؤكدا أن الأمر أصبح تحت السيطرة، إلا أن المتهمين ظلوا يطرقون على جوانب السيارة من الداخل، وهو ما دفع الضابط لفتح باب السيارة لإقناعهم بهدوء الأوضاع إلا أنه فوجئ بالمتهمين يجذبونه لداخل السيارة ويغلقون الباب من الداخل. وأشارت المصادر إلى أنه مع محاولة قوات تأمين السيارة إخراج الضابط من بين أيدهم قبل الفتك به من قبل المتهمين فشلت جميع المحاولات، وهو ما دفع القوات لإطلاق قنبلة غاز داخل السيارة للسيطرة على الوضع ومحاولة إنقاذ الضابط من أيديهم، وبالفعل نجحت القوات خلال تلك اللحظات فى إنقاذ الضابط من داخل السيارة وإخراجه عقب الاعتداء عليه وإصابته بعدة إصابات بالغة بكافة أنحاء الجسم. وأوضحت المصادر أن القوات قامت بعد إخراج الضابط بغلق سيارة الترحيلات على المتهمين حتى دخول منطقة سجون أبو زعبل، ومع فتح السيارة لإخراج المتهمين منها تبين أن أغلبهم مصاب باختناقات شديدة نتيجة إلقاء قنبلة الغاز المسيل للدموع، وهو ما أدى بعد ذلك لوفاة 36 من بين المتهمين ممن كانوا داخل السيارة باختناقات بحسب بيان رسمى صادر عن وزارة الداخلية، مؤكدا أن الواقعة جنائية تماما حيث تم التعامل مع محاولة هروب سجناء، مؤكدا أن القانون فى مثل تلك الأحداث يشير إلى استخدام الذخيرة الحية لإحباط محاولة هروب السجناء. وقالت وزارة الداخلية فى 3 بيانات رسمية متتالية حول تلك الواقعة، إن القوات تمكنت من التعامل مع الموقف والسيطرة عليه للحيلولة دون هروب أى من المتهمين، وأنه أثناء التعامل مع الموقف احتجز المتهمون المحبوسون بسيارة الترحيلات ضابطا من قوة التأمين داخل السيارة، وتعمل الأجهزة الأمنية على تحريره من أيديهم، وتمكنت قوات الأمن من تحرير الضابط وهو على قيد الحياة عقب إصابته إصابات بالغة، وتم نقله للمستشفى لتلقى العلاج، وأكد المصدر أنه نتج عن استخدام القوات للغاز المسيل للدموع للسيطرة على الموقف حدوث حالات اختناق لعدد من المحبوسين، وأكدت الوزارة أنه نتج عن تلك الأحداث وفاة 36، بعضهم نتيجة الاختناق والتدافع وقد حالت جهود قوة التأمين دون هروب أىٍ منهم وإحباط مخطط هروبهم. وتحرر عن الواقعة المحضر اللازم، وتباشر النيابة العامة تحقيقاتها فى الواقعة. وقد أجرى الدكتور حازم الببلاوى رئيس مجلس الوزراء، اتصالا بكل من وزيرى العدل والداخلية للوقوف على حقيقة ظروف وتفاصيل حادث وفاة 38 من سجناء تنظيم الإخوان الذين توفوا أثناء نقلهم بسيارة ترحيلات الشرطة من قسم شرطة مصر الجديدة إلى منطقة سجون أبو زعبل. وأكد رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة لن تتهاون فى حماية أمن البلاد ضد قوى الإرهاب. وفى السياق ذاته نعى مجلس الوزراء والحكومة أسر شهداء رفح، داعيا الله أن يتغمدهم بواسع رحمته، مهيبا بالجميع الحفاظ على الوطن وتنحية أى خلاف سياسى بعيدا عن العنف. وأعلن مجلس الوزراء متابعته للأحداث الأخرى التى تتم فى كافة أنحاء البلاد للوقوف على حقيقة ما وقع فيها للاطمئنان على تطبيق القانون وإنفاذه على جميع الأطراف تحقيقا للشفافية المطلقة التى هى السبيل الوحيد للخروج من حالة الارتباك والبلبلة مما يذاع وينشر من أخبار ومعلومات وإظهار تلك الحقيقة للرأى العام فى الداخل والخارج. وأهاب مجلس الوزراء بكل الأطراف نبذ العنف والتحلى بالسلمية والانصياع لحكم القانون حتى يتحقق الاستقرار والسلام الاجتماعى، تمهيدا للسير فى إجراءات خارطة الطريق والتحول الديمقراطى. وأعلن مجلس الوزراء أنه فى ظل التصعيد من جانب تنظيم جماعة الإخوان لزعزعة أمن واستقرار البلاد وانتهاك وخرق القانون، فإن مجلس الوزراء يتابع بإهتمام شديد ما قامت به العناصر المسلحة فى أكثر من مكان، وأفعال الشغب التى ارتكبتها لمحاولة تهريب 612 من عناصر التنظيم أثناء ترحيلهم لسجن أبو زعبل تنفيذا لأوامر النيابة العامة بحبسهم 15 يوما. وأشار المجلس فى بيان له اليوم الاثنين، إلى أن العناصر المسلحة قامت بخطف أحد الضباط المكلفين بالحراسة فتصدت لهم قوات الأمن وتمكنت من تخليصه وتعاملت معهم مما أدى لحدوث وفيات وإصابات. وأضاف أن بعض العناصر المسلحة قامت باستهداف سيارتين بمنطقة أبو طويلة طريق رفح العريش وقتل 25 مجندا وإصابة مجندين تم نقلهم إلى المستشفى العسكرى.