أصدرت الولاياتالمتحدةالأمريكية، صباح اليوم السبت، تحذيرا لمواطنيها من السفر الى دول الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، لورود معلومات عن احتمال وقوع هجمات إرهابية بهذه المناطق. وقال مسئول امريكي، ان وزارة الخارجية أطلقت تحذيرها مستنده على نفس معلومات المخابرات التي دعتها إلى اغلاق 21 من سفاراتها وقنصلياتها غدا، واغلبها في دول اسلامية، وقالت الخارجية الأمريكية في بيان لها "تحذر وزارة الخارجية مواطني الولاياتالمتحدة من احتمال وقوع هجمات ارهابية خاصة في الشرق الاوسط، وشمال افريقيا، وربما تحدث في شبه الجزيرة العربية أو تخرج منها". وأضاف البيان، تشير المعلومات الحالية إلى أن القاعدة ومنظمات تابعة لها تواصل التخطيط لشن هجمات إرهابية في الشرق الأوسط ومناطق أخرى، وقد تركز على شن هجمات في الفترة بين الان ونهاية أغسطس الجارى. وقالت مصادر امنية امريكية، ان التهديد له صلة بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، لكنه لا يستهدف اهدافا محددة، وليس قاصرا على المصالح الامريكية، بل موجها إلى المصالح الغربية بوجه عام، وفي لندن قالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان لها أمس، أنها ستغلق سفارتها في اليمن غدا وبعد غدا، بسبب المخاوف الأمنية المتزايدة. وأوضحت الخارجية الامريكية، ان بعض سفاراتها التي تعمل في العادة يوم الاحد، واغلبها في دول اسلامية، ستغلق في هذا اليوم بسبب مخاوف امنية، مضيفة ان الاغلاق قد يستمر لفترة اطول، وسيطبق على السفارات الأمريكية في كل من افغانستان، والجزائر، والبحرين، وبنجلادش، وجيبوتي، ومصر، والعراق، والاردن، والكويت، وليبيا، وموريتانيا، وعمان، وقطر، والسعودية، والسودان، والإمارات العربية المتحدة، واليمن. بعد التحذيرات التى أطلقتها أمريكا، والاحتياطات الأمنية التى أتخذتها بشأن سفارتها فى بعض دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هل هناك بالفعل كوارث تنتظر هذه الدول غدا؟، وما الاشكال التى يمكن أن تتمثل فى هذه الكوارث؟، هذا مايجيب عنه ل"الشباب" اللواء خالد مطاوع، الحبير الأمنى والأستراتيجى. قال مطاوع، هناك عدة تحليلات لقرار الولاياتالمتحدة بإغلاق سفاراتها فى 17 دولة منها مصر و عدد من الدول العربية و دول جنوب شرق اسيا , خاصة و ان هذا القرار مختص ببعض الدول بعينها، و حدد مدة الغلق بيوم الاحد الموافق 4 اغسطس 2013. كما قامت المملكة المتحدة ايضا بإعلان اغلاق سفارتها باليمن يومى 4 , 5 اغسطس لاعتبارات امنية، و فى ذات الاطار دعت مواطنيها لمغادرة اليمن بشكل فورى. ويرتكز المحور الاول لتحليلاتنا الى أن هناك بالفعل معلومات فنية توصلت اليها اجهزة الأمن بالولاياتالمتحدةالامريكية، او أجهزة الأمن البريطانية، أفادت بإعتزام احد الجماعات او التنظيمات الإرهابية تنفيذ عمليات ارهابية مستهدفة احد السفارات التابعة للولايات المتحدة أو بريطانيا باى من الدول المحددة وفقا لقرار الغلق، او بتقدير اوسع امكانية تنفيذ عمليات ارهابية تستهدف اكثر من سفارة للولايات المتحدة او بريطانيا او كلاهما معا باكثر من دولة فى ما يشار اليه بالعمليات المتتالية او المتلاحقة لاكثر من منشأة فى وقت واحد او بفواصل زمنية بسيطة مثلما حدث من قبل فى حادثتى تفجير السفارة الامريكية بكينيا و تنزانيا قى 1998. كما أن هناك محور ثانى يشير الى ان مثل هذه الاجراءات هى اجراءات روتينية متبعة بواسطة الولاياتالمتحدةالامريكية و خاصة فى زكرى العمليات التى تم تنفيذها ضد مصالح الولاياتالمتحدة، و لعلنا يمكن ان نستحضر عملية تفجير السفارة الاميريكية بكينيا و تنزانيا فى عام 1998، و التى توافق أيضا تاريخ تنفيذها مع يوم 7 اغسطس و هو ذات اليوم الذى توافق مع الذكرى السنوية الثامنية لتواجد القوات الامريكية بالمملكة العربية السعودية، والذى يعتبر احد الاهداف الرئيسية لبن لادن، و بالتالى من حوله بعد قيام الولاياتالمتحدةالامريكية باغتياله فى باكستان . اما المحور الثالث و هو تداعيات ما يحدث فى مصر من سقوط لنظام حكم الاخوان، و ما تبعه من مواقف امريكية مترنحة بين دعم الاخوان و التخلى عنهم . ان ما يمكن ان نخلص اليه من التحذيرات التى اطلقتها الولاياتالمتحدةالامريكية و بريطانيا لمواطنيها بمغادرة بعض الدول , او عدم الظهور و التزام محلات الاقامة الخاصة بهم ببعض الدول , او حظر التحركات , مع اغلاق السفارات هى خليط بين المحاور الثلاثة لتحليلاتنا و لكن لكل منطقة او دولة ما يخصها من التحليل فوفقا لتقديراتنا فان منطقة اسيا هى الاقرب للمحور الاول، و تشمل دول اندونيسيا و ماليزيا و باكستان و الهند و اليمن و السعودية و العراق و الاردن , و يندرج تحت اطار المحور الثانى الدول التى تتواجد بها عناصر تابعة لتنظيم القاعدة و التنظيمات المرتبطة فكريا و ايديولوجيا به و هى اليمن و العراق و باكستان و مصر و ليبيا و دول شمال افريقيا، و بوجه عام دول منطقة الشرق الاوسط و شمال افريقيا. اما المحور الثالث و المرتبط بتداعيات ما حدث فى مصر و احتمالية تكراراه فى اكثر من دولة من دول الربيع العربى فانها لن تخرج عن محاولات من اتباع و فلول الاخوان بارتكاب مناوشات قد تتطور الى عمليات اقتحام لبعض المنشآت الدبلوماسية سواء كانت الامريكية او البريطانية، و قد تمتد الى بعض الدول الاخرى التابعة للاتحاد الاوروبى فى محاولة لاظهار قدراتهم على زعزعة الامن و اقرار مبداء عدم تحقق الاستقرار الا وفقا لاتفاقات تتم مع معتصمى ميادين رابعة العدوية و نهضة مصر لتحقيق توازنات المرحلة الاخيرة و نهاية اللعبة التى خرجت منها الأخوان المسلمين خاسرة بكل المعايير. و لكن فى اغلب التقديرات فان احتماليات المحور الاول او الثانى هما الاقرب الى الواقع و قد تكون هناك بالفعل عمليات تم رصد خطوطها و جارى التعاون الأمنى مع اجهزة دول المناطق التى تم الاشارة الى اغلاق السفارات بها لملاحقة عناصر احد الخلايا التى تم رصد اتصالاتها او توافرت معلومات عن نواياها.