أكثر من 9 ساعات كاملة عاشها أهالى منطقة بين السرايات بين الذعر والخوف والدعوات إلى الله، كما لم تتوقف محاولات الأهالي للاتصال بالنجدة والجيش لإنقاذ الموقف، في ظل ظروف عصيبة تمر بها البلاد، وتواصلت فيها وابل ضرب النيران على الاعتصام. البعض رأى فى الاشتباكات إنها ''فرصة'' للتنكيل باعتصام مؤيدي الرئيس ''مرسي''، في وقت حرج له ولجماعة الإخوان المسلمين، وأنها فرصة سانحة من أجل توجيه ضربة إلى المؤيدين، كما رأى البعض الآخر إن الاشتباكات هي محاولة أخرى لجذب ''التعاطف'' لمؤيدي الرئيس. . . استقبل أهالي بين السرايات قوات من الجيش الميداني، وقوات قتالية دفعت بها وزارة الداخلية بشئ من الاطمئنان، وبعبارات مثل ''الجيش والشعب إيد واحدة''، بعد أن تقدمت القوات فى إحراز تقدم على الأرض تجاه المسلحين من الجانبين، سرعان ما تطور إلى جانب واحد، وهو المعتصمين فى ميدان النهضة. ''حرب شوارع.. ساحة قتال.. كر وفر.. حرب أهلية.. معركة طاحنة بين شرطة ومسلحين''.. كلها كانت أوصاف للمشهد الدامي، والذى استمر إلى ساعات متأخرة من ليل الثاني من يوليو، والذي أيضًا لم يتأثر كثيرًا ببداية خطاب الرئيس مرسي منتصف الليل، وسمع أهالى بين السرايات خطاب الرئيس على خلفية أصوات الكلاشنكوف والجرينوف. مشهد مؤلم ينفطر له القلب ويحترق عليه الوجدان آلماً ووجعاً لكونك تشاهد "أخ يقتل أخيه"، حيث انتقلت المشاهد الدائرة فى شوارع سوريا إلى مصر، وظهر فى شارع "بين السرايات" مشهد إطلاق النيران واعتلاء القناصة أسطح المنازل وجامعة القاهرة وسقوط 16 قتيلا وأكثر من 200 جريح من طرفى الحرب التى دارت أحداثها فى الشوارع المحيطة لجامعة القاهرةبالجيزة. وقد بدأت الاشتباكات بعد صلاة المغرب، وأكد شهود عيان من أهالى منطقة بين السرايات أن سيارتين ميكروباص دخلت المنطقة تحاول المرور والدخول للمعتصمين فى محيط جامعة القاهرة، إلا أن الأهالى اعترضوها وفتشوها لمعرفة ما بداخلها، وهو ما أدى لتدهور المشهد بالمنطقة. وعقب توقيف الأهالى للسيارتين قام عدد كبير من متظاهرى جامعة القاهرة بمهاجمة الأهالى الذين استوقفوا السيارتين التابعتين لهم، وكانوا يحملون أسلحة حسبما أكد أهالى المنطقة ل"اليوم السابع"، وبدأت الاشتباكات فى شوارع وممرات المنطقة الضيقة واشتعلت النيران فى سيارات أهالى المنطقة. وأكد أحد سكان عقار بشارع بين السرايات، أن مجموعة من شباب الإخوان اقتحموا العقار وصعدوا أعلاه، ووجدوا شابين بحوزتهم فردين خرطوش فأطلقوا النار على أحدهم، ولقى مصرعه وأصيب الآخر، كما قاموا بقتل الكلاب الخاصة بالعقار بطلقات نارية، فسادت حالة من الغضب بين أهالى المنطقة. و عقب اقتحام متظاهرى جامعة القاهرة للمنطقة جمع أهالى منطقة بين السرايات أنفسهم بالشارع، وبالتحديد أمام محل بسمتيو المواجه لكلية التجارة بالجامعة، وبدءوا فى التصدى لمتظاهرى جامعة القاهرة، وفور مشاهدة المتظاهرين لهم اعتقدوا أنهم ينوون الهجوم على اعتصامهم فأغلقوا الشارع مع الملف المؤدى لميدان الجيزة، وتسلحوا أمام أهالى بين السرايات. وتبادل الطرفان إطلاق الأعيرة النارية وطلقات الخرطوش واعتلى شباب المنطقة أسطح المنازل واعتلى متظاهرو الجامعة أسطح مبانى الجامعة عقب دخولهم لها، وبدأ الطرفان فى إطلاق كثيف للنيران فى تمام العاشرة مساء، وسقط عشرات الجرحى من الجانبين. وازدادت حدة الاشتباكات بين الطرفين وبدأ متظاهرو جامعة القاهرة فى إطلاق النيران من جميع الأسلحة الموجودة معهم من رصاص قناصة وبنادق آلية وبنادق وفرد خرطوش وطبنجات صوت وغيرها، وحاول أهالى بين السرايات التصدى لوابل النيران المنطلق من متظاهرى الجامعة، إلا أنهم لم يستطعوا ونفذت ذخيرتهم، وانتشرت سيارات الإسعاف كالطوفان فى الجانبين وتساعرت على نقل المصابين والقتلى لأقرب مستشفيات لعلاجهم، وكانت تحمل السيارة الواحد أكثر من شخص من كثرة المصابين. و حاول شباب المنطقة بعد نفاذ ذخيرتهم بكل ما أوتوا من قوة مجاراة متظاهرى جامعة القاهرة الذين كانوا يحملون كميات هائلة من الذخيرة والأسلحة لمواجهة من يظنون أنهم بلطجية، ويقتحمون اعتصامهم، وأسفر ذلك عن سقوط عدد كبير من شباب التيارات الإسلامية ما بين مصابين وقتلى جراء تبادل إلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف، وسقط منهم أيضا عدد من الجرحى. وأثناء ذلك حضر نائب مأمور قسم شرطة بولاق إلى المنطقة ووقف بين الأهالى، وطالبهم بعدم الاشتباك مع المتظاهرين حتى لا يسقطوا من نظر الشعب المصرى، والابتعاد عن إلصاق التهم لهم، وتوجه لمتظاهرى الجامعة للتفاوض معهم وقبل وصوله إليه ب100 متر خرجت طلقة غادرة من أعلى أسطح مبانى جامعة القاهرة، واستقرت فى رأسه ونقله الشباب إلى المستشفى التى لازال بداخلها يتلقى العلاج. وفى الثامنة صباحاً ابتعد متظاهرو جامعة القاهرة عن الطريق تماماً وفتحوه أمام المتجهين إلى كوبرى ثروت من شارع بين السرايات وإلى ميدان الجيزة، وتوقفت الاشتباكات تماماً لتعلن الهدنة التى لم يقبلها أهالى المنطقة، مؤكدين أنهم لن يتركوا دم أبناءهم من متظاهرى جامعة القاهرة. ومن ناحية أخري ، قرر اللواء محمد إبراهيم نقل اللواء عبد الموجود لطفي، مدير أمن الجيزة، إلى ديوان عام الوزارة وتكليف اللواء حسين القاضي بمهام مساعد الوزير لأمن الجيزة، وذلك على خلفية تقصير «عبد الموجود» في اشتباكات جامعة القاهرة وبين السرايات وعدم تقديره للموقف خلال الاشتباكات في الكيت كات وفيصل. وقال «إبراهيم» إن قرار النقل جاء لأن «عبدالموجود لم يكن رجل هذه المرحلة وتم إسناد المهمة لقيادة أمنية تسعى لتحقيق الأمن والانضباط بالجيزة». من ناحية أخرى، نفى وزير الداخلية وفاة المقدم ساطع النعماني، نائب مأمور قسم بولاق، الذي أصيب بطلقة نارية في أحداث بين السرايات يرقد داخل مستشفى العجوزة للعلاج، وأكد أن الوزارة قررت سفره للخارج وأن إجراءات السفر تنتهي خلال 24 ساعة. وجاء فى بيان أصدرته اللجنة التنسيقية ردا على المجزرة في تصعيد خطير، إننا في تنسيقية 30 يونيو، نؤكد أن المجزرة البشعة التي ارتكبتها عشيرة الرئيس في مناطق مختلفة في اليومين الأخيرين، وخاصة مذبحة بين السرايات، التي راح ضحيتها حتى كتابة هذه السطور 16 شهيدًا، وأكثر من 200 جريح، لن تمر مرور الكرام، كما نؤكد أن كل من تورط في سفك دماء شهدائنا لن يكون بمأمن من القصاص حتى لو هرب إلى آخر بلاد العالم. وحرصًا منا على وحدة الصف الوطني، فإننا في تنسيقية 30 يونيو، التي تضم 25 حزبًا وحركة شبابية، نؤكد على تفويضنا للدكتور محمد البرادعي للحوار مع المجلس العسكري حول المرحلة الانتقالية، وذلك وفقًا لخارطة الطريق التي سنعلن عنها في وقت لاحق. تحذر تنسيقية 30 يونيو من العنف الذى تمارسه التيارات الاسلامية وجماعة الاخوان الآن ضد المتظاهرين السلميين ومواطنى محافظة الجيزة فى منطقتى بين السريات وشارع فيصل والكت كات والذى تسبب فى إرقة دماء العشرات من المصريين ما بين قتلة مصابين. وتؤكد التنسيقية من خلال غرف المتابعة استخدام الإخوان والتيارات الاسلامية للأسلحة واطلاق النيران فى منطقة بين السريات الآن وسمع دوى اطلاق النيران فى منطقة الجيزة والدقى ، ويمارس الاسلاميين عنفهم بشراسة ضد مواطنى الجيزة وكل من يخالفهم ولا يؤيد الرئيس الفاقد الشرعية محمد مرسى. وتطالب التنسيقية سرعة تدخل قوات الشرطه والجيش لانقاذ المذبحة التى تقع الآن فى محيط جامعة القاهرة وكوبرى ثروت وبين السريات ، وسرعة نقل المصاين والضحايا الى المستشفيات لعدم وجود من ينقذهم فى ظل عمليات اطلاق النيران اتجاه المواطنين من قبل الاسلاميين. وتحذر التنسيقية من العنف الذى بدأت التيارات الاسلامية تستخدمه تكشر انيابها عنه الآن فى محافظات مختلفة وتحث الجيش القيام بدوره فى تأمين المواطنين من جماعة تعلن الحرب على المواطنين الذين خرجوا للتعبير عن آرائهم سلميا.