هو واحد من أهم نجوم السينما فى العالم وفقا لما ذكرته مجلة تايم الأمريكية، كما أنه واحد من أكثر 50 رجلا لديه شعبية فى العالم بشهادة مجلة نيوزويك، وبالتالى فالجلوس مع رجل مثله فرصة لا تتكرر كثيرا، التقيته فى مدينة مراكش المغربية وعندما بدأت معه الحوار تفاجأت كثيرا من كلامه إلا أنى أدركت سر نجوميته، ملك السينما الهندية المتوج بلا منازع محمد على شاروخ خان، الشهير بشاروخان فتح قلبه للشباب لنتعرف على كثير من جوانب إنسانية مجهولة فى شخصيته فى حوار وصفه بأطول حوار يجريه لمطبوعه عربية.. ما شعورك بعدما وصفتك مجلة تايم الأمريكية بأهم نجم سينمائى فى العالم؟ ضاحكا قال: شعرت أنهم يجاملوني، ثم أكمل قائلا: كان معيارهم فى ذلك أننى النجم الذى يتابعه أكبر عدد من الجمهور حول العالم، وبالتالى فأنا الأكثر تأثيرا حول العالم، وبالطبع هذا أسعدنى خاصة لصدور الإحصاء فى مجلة موثوق بها مثل التايم، فقط أتمنى أن يكون تأثيرى إيجابيا على الناس، وأتمنى أن يظل لدى الناس الوقت لمتابعة أفلامي. ما سر نجاحك؟؟ أقسم لكم أننى لا أعرف، فقط درست جيدا وعملت بجد، واحترمت الناس وأحببت من حولي، ثم لا أعرف كيف نجحت وأصبحت مشهورا، هناك ملايين أكثر موهبة منى ولم يحققوا نفس النجاح، ولذلك فالنجاح لا يوجد له قواعد محددة. اتجه العديد من الفنانين لتبنى قضية إنسانية معينة للدفاع عنها، فما القضية التى تتبناها بشكل خاص؟ تحسين صورة الإسلام هى قضيتى الرئيسية، فأكثر ما يقلقنى هو أن يعتبر الناس أن المسلمين إرهابيين، هذا أمر مزعج، وقضية عمرى هى تغيير نظرة الناس والعالم للمسلمين، أنا مسلم وفخور بإسلامي، وللعلم أغلب نجوم بوليوود من المسلمين.. الإسلام دين راق ومنفتح على العالم، هناك من استغلوا الإسلام بشكل أساء له، فالإسلام ينبذ الإرهاب، ويعلم التسامح، أنا كمسلم حريص كل الحرص على تعليم قيم الإسلام لأولادي، القيم التى تربيت عليها وتعلمناها من القرآن الكريم. البعض يقول أنك حصلت على كل شيء، المال الوفير والعائلة المتماسكة، فما الذى تسعى الآن لتحقيقه؟ لم أكن أملك أى شيء وتعبت كثيرا حتى وصلت لما وصلت له، ولكنى أحب أن أوجه كلامى للشباب، عندما تقرر أن تكون فاعلا فى الحياة يجب أن يكون دافعك للنجاح ذاتيا، ليس مقرونا بأهداف محدودة، وحجم ما تكسبه ليس هو ما تحصل عليه، وإنما هو ما تعطيه.. الناس يطلقون علىّ لقب الملك، وأنا أرى أن سبب إطلاقهم هذا اللقب علىّ ليس ثروتي، وإنما مقدار الابتسامة التى أنجح فى طبعها على وجوههم. هل فكرت فى الاعتزال من قبل ؟ يخفينى مجرد التفكير فيه، يخيفنى أن أتحول لشخصية ترتدى نظارة داكنة حتى لا يتعرف عليها أحد، أنا أحب حب الناس لي، واهتمامهم بما أفعله، أحب اعتقادهم أنى نجم، ولذلك فأنا أعمل بجد حتى لا يأتى هذا اليوم. ولكن ألم تمل من التمثيل؟؟ فى أحد المرات سألتنى زوجتى كيف لم أمل من مهنة أمارسها كل يوم.. فقلت لها أننى إذا توقفت عن التمثيل سأمرض، لا يوجد شيء يحقق لى السعادة مثل التمثيل.. حتى لو كان تمثيل لدور غبي، أريد أن أموت وأضواء الكاميرات موجهة لي. وكيف بدأت رحلتك مع التمثيل ؟ كنت أكتب الشعر وأنا صغير، وكانوا يستعينوا بى لألقيه فى فواصل المسرحيات وأثناء تجهيزيهم لديكور الفصل الجديد، وفى نهاية المسرحية كان يتكلم شخص فى الميكروفون ويقول "ادفعوا روبل لشاروخان"، كنت أحصل على مبلغ صغير للغاية، بعدها عملت معهم فى المسرح، ثم أخبرنى أحد الأصدقاء أن هناك مسلسلا يتم تصويره وأنهم يحتاجون لشاب ليؤدى دور فيه، ذهبت هناك ولكن المخرج قال أن جسمى صغير وأنهم يريدون شخص قوى البنية، الحقيقة من يرونى فى الطبيعية يشعرون أن شخص ضعيف، ولكنهم تعاقدوا معى فى النهاية لان أجرى جيدا كما أن شعرى كان يروق للمخرج، ولشعرى قصة، ففى المدرسة كانوا يطلبون منى قصه ولكن كنت أرفض وأقول أننى مستعد لفعل أى شيء إلا أن أقص شعري، وعندما عرض هذا المسلسل حققت نجاحا كبيرا وأكملت الطريق بعده. كيف ترى نفسك فى وسائل الإعلام؟؟ استغربها وأتعرف عليها من جديد، فمن وسائل الإعلام أتعرف على نفسى التى لا أعرفها، ذات صباح شاهدت برنامجا يتحدث عنى قالوا فيه أنى "لطيف ومحبوب ومثير"، ولكن فى نفس اليوم قرأت مقالا عنى يؤكد أننى أناني، يوما آخر شاهدت برنامجا ظهر فيه صديق قديم لى يؤكد فيه أننى رجل يقدس الحياة الأسرية وأننى مستسلم تماما لزوجتي، آخرون قالوا أننى رجل خارق للعادة، هناك كلام كثير أسمعه وأقرأه عني، وصدقونى كنت أنصت وأقرأ بتركيز هذا الكلام. وهل تحتاج لمن يعرفك بنفسك؟ هل ستصدقونى إن قلت أننى لا أعرف من أنا؟ أنا بالفعل أشعر بعض الأحيان أننى لا أعرف من أنا، ولذلك أنفصل عن نفسى وأتابع من يتحدثون عني.. فقد يكشفون لى جانبا جديدا. وهل أنت بالفعل مستسلم تماما لزوجتك؟؟ إذا كنتم تعتبروا معاملة الزوجة بلطف والاستماع لوجهة نظرها والحرص على جعل بيتى سعيدا هو استسلام فأنا مستسلم، ولكنى وجدت والدى هكذا مع والدتي، ووالد زوجتى هكذا مع والدتها.. تقول أنك كنت تنصت وتركز فيما يكتب عنك، فهل اختلف الوضع الآن؟؟ نعم، أصبحت أخاف من متابعة الجرائد، هناك 6 جرائد تصل لبيتى يوميا، لا أقرأ أيا منهم، أخاف أن أقرأ خبرا يثير الضيق بداخلى، أغضب عندما اقرأ إشاعة لا تراعى أننى أب وزوج قبل أن أكون فنانا. هل تلعب زوجتك دورا مهما فى تفاصيل صورتك كفنان؟؟ أعتقد أننى بمرور السنوات أصبحت أنيق، استطعت اختيار ملابسى بشكل جيد، وقد كان لزوجتى الدور الأكبر فى ذلك، أنا شخص لا يحب الملابس الرسمية ولا يرتاح فيها، فى حياتى العادية أرتدى الجينز والأحذية الرياضية ولا أفهم حتى الآن فى الأزياء الكلاسيكية وأنواعها، وأحمد الله أن أغلب أدوارى كانت تطلب أن أرتدى ملابس كاجوال، وأصارحكم بشيء قد تستغربوا منه، انا أشعر بالغرابة حينما أرتدى ملابس أنيقة, أحب أن أكون بطبيعتى دائما.. أقول ذلك رغم أننى شاركت فى تقديم عروض الأزياء، ولكنى كنت اشعر أننى منفصل عن نفسي. لماذا تظهر دائما فى أفلامك فى أدوار الشخص المثالى الطيب.. لماذا لا تقدم دور الشرير مثلا؟ الأمر ليس فى يدى بشكل مباشر، فهذه هى الأفلام التى تعرض علي، ولكن هناك بعدا آخر، فصديقاتى وأصدقائى يقلن لى أن أطفالهم يعتبروننى بطلهم المفضل ويتأثرون بأفعالى جدا ويطلبن منى ألا أقدم أدوارا وضيعة حتى لا تؤثر بشكل سلبى على أطفالهم، ولكن الحقيقة أننى أكره أن أظهر دائما بشكل لطيف، وعندما عرض على دور لشخصية شريرة فى فيلم "دون2" قبلته. لماذا قدمت فيلم "اسمى خان" رغم اختلافه تماما عن نوعية السينما الذى تقدمها؟ كنت أشعر أننى أريد أن أعرف أكثر عن الإسلام، وأن يعرفه أطفالى بصوره أفضل، كما رأيت أنه من الواجب أن أغير صورة المسلمين لدى الغرب، فنحن لسنا متطرفين، وديننا يدعو للتسامح، ولهذا شعرت أن قلبى منجذب لهذا الفيلم، لم أغنى أو أرقص كما أفعل فى كل أفلامي، وإنما تركت قلبى ليقودنى كممثل فى الفيلم، شعرت بأهمية أن نحكى عن تعاليم الرسول وما أرسله الله لنا، وشعرت أن تعاليم الإسلام فقط قادرة عن التعبير عنه، ولقد حقق الفيلم نجاحا كبيرا لم أكن أتوقعه، فالناس فى العالم كانوا يريدون أن يعرفوا الوجه الحقيقى للإسلام. ما الذى تخشى على أطفالك منه؟ عندى طفلين هما سوهانا وأريان، أخشى من أن يعاملهم الناس بصفتهم ابنى النجم السينمائى الكبير، ولذلك فأنا أذهب معهم للمدرسة وألعب معهم فى المنزل حتى أظل داخلهم فى صورة الأب، هم عندهم فرصة ليكونوا أفضل مني، أنا أول مرة سافرت فيها خارج الهند كان عمرى 27 سنة، هم سافروا وهم أطفال، والسفر يخلق معانى كثيرة داخل الإنسان، ستفيدهم بالتأكيد فى مراحل حياتهم المختلفة. كتبت فى أحد المرات على حسابك بتويتر رسائل لوالدك، ما الذى دفعك لذلك؟ ستستغربوا من القصة.. كان يوما عاديا وكانت زوجتى خارج المنزل، استيقظت ولم أكن منتبه لتاريخ اليوم بالتحديد، وجاءنى ابنى اريان وقال لى "أريد أن أعانقك يا أبي" فسألته عن السبب فقال " فقط لأنى أحبك" تأثرت من كلامه جدا وفجأة انتبهت للتاريخ، إنه ذكرى وفاة والدي، فقمت وكتبت هذه الرسائل ثم تفرغت يومها للصلاة والدعاء له، فى الحقيقة أنا أفتقده وأفتقد أمى كثيرا، وأتمنى لو كانوا بجانبى الآن، فرغم مرور 30 سنة على رحيل والدى إلا أننى أشعر أننى مازلت فى حاجة له. هل تعرف، إننى منذ وفاة والدى لم أستطع دخول المنزل، أحد المرات أخذت طفلى وذهبت بالسيارة ووقفنا أمام المنزل، لم استطع دخوله، شعور كبير بالحزن أوقفني، لكننى أذهب إلى قبره وأدعو له. لماذا قلت أن الصدق قتل والدك؟ والدى كان محاميا، وكان يدافع بشده عن حقوق الناس، ويأخذها على أعصابه، كان يحارب الفساد وينفعل من أجله ويخاف كثيرا من عدم قدرته على إصلاحه، هذا الخوف أدى لأن يصاب بالعديد من الأمراض، بدأت بالقرحة وانتهت بالسرطان ثم توفى وهو فى عمر الواحدة والخمسين، أعتقد أن إخلاصه فى حب الناس كان سبب وفاته. اختى تقول لى أننى اشبه والدى فى طيبته، ولكنى لا أعتقد أننى أستطيع ان أصل للمستوى الذى وصل له، أحاول فقط أن أذرع فى أولادى ما علمنى إياه. وما النصيحة التى تعلمتها من والدك وتحرص على ترديدها لأولادك؟ هى نفس النصيحة التى أوجهها للشباب دائما، كثير من العمل الشاق، قليل من المرح، لا تستدينوا من أحد، ادفعوا للناس أجورهم مقدما، أدوا حقوق الدولة أولا بأول، ولا تنسوا الصلاة فهى غذاء الروح وقتها ستجدوا حياتكم فى الطريق الصحيح وستشعرون بالرضا فى نهاية مشواركم. هل تنوى زيارة مصر قريبا؟؟ أتمنى تكرار زيارتها، فقد قضيت فيها سابقا 12 يوما من أجمل أيام حياتي، وقد عرفتها من حكايات والدى الذى زارها عدة مرات، وأخطط الآن لزيارتها مع أولادى حتى يتعرفوا عن قرب بهذه الحضارة العظيمة.