بعد 5 أعوام من الصمت ومع تراكم الإحساس الداخلى بالظلم والغضب الناتج عن سوء الأوضاع .. انفجر مثلث ماسبيرو فجأة حيث خرج الأهالى البسطاء من بيوتهم المتهدمة ومن الحوارى والأزقة الخلفية إلى أضواء مبنى الإذاعة والتليفزيون حتى تصل شكواهم إلى المسئولين بعد قطعهم الطريق ونصب الخيام فى ساحة الأسفلت.. إنهم أهالي ماسبيرو .. ذلك المربع السكنى العتيق حيث البيوت القديمة والمنهارة التى لايزال يحيا بين خراباتها مواطنون منسيون .. عاشوا فى هذا المكان وتربوا فيه وعاش فيه أبناؤهم وأحفادهم حتى صار وطناً عزيزاً بالنسبة لهم وجزءاً أصيلاً من الذاكرة، ولذلك أصبح الخروج منه أشبه بخروج السمكة من المياه .. .. .. .. لكنهم انتفضوا فجأة وقطعوا طريق الكورنيش ورفعوا اللافتات التى تطالب بعدم تهجيرهم وإنما تسكينهم بإقامة 64 برجا سكنيا فى هذا المكان حتى لا يضطروا للرحيل والسكان بعيدا عن أشغالهم .. وتتعامل قوات الأمن مع الموقف بإنسانية بالغة حيث أقامت بنفسها عدة حواجز لتحويل مسار السيارات فى حين تراجع أمن مبنى الإذاعة والتليفزيون إلى داخل المبنى لتأمينه .. يأتى هذا فى الوقت الذى أكد فيه أهالى ماسبيرو أنهم قرروا التظاهر والاعتصام بشكل سلمى تماما وأنهم يطالبون بحقوقهم بعد آلاف الشكاوى التى وصلت للمسئولين دون جدوى. يقول سعيد غريب من أهالى مثلث ماسبيرو وأحد المعتصمين أن أهالى ماسبيرو البسطاء منذ 5 سنوات وهم يتفاوضون مع الشركات المالكة للأرض .. والمسئولين "ودن من طين وودن من عجين" وطيلة السنوات الماضية وهم يصدرون تصريحات عن تطوير المثلث ولا نجد أى تحرك فعلى، ولذلك قرر أهالى المنطقة الاعتصام أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون حتى ترانا الحكومة التى لم تعد ترى .. وكان عندنا أمل أن تتغير الأوضاع بعد الثورة وبعد زوال الفساد ولكن اكتشفنا أن الأوضاع لم تتغير وكانت شلة الفساد فى عهد النظام البائد هى السبب فى كل ما نتعرض له عندما فتحوا الطريق أمام المستثمرين لشراء هذه الأراضى من ملاكها الحقيقيين وكانت النتيجة أنهم ألقوا بنا فى الشارع دون تعويض مناسب وبعض الأهالى قبلوا أن ينتقلوا للإقامة فى مساكن النهضة لكن الأغلبية رفضت والآن يوجد 3150 أسرة وكل ما نطالب به أن يقوموا بإنشاء 64 برجا سكنيا على مساحة 6 أفدنة بالمنطقة التى تبلغ مساحتها حوالى 74 فدان علما بأن المحافظة تمتلك عدة أفدنة أى أننا لن نستقطع أرضا من أملاك المستثمرين ولكن هذه الأرض هى أرضنا ولنا حق على الدولة ولن يجرؤ أحد على طردنا من هذا المكان لأن أشغالنا مرتبطة بوسط البلد فلو نقلونا إلى الصحراء سوف نجوع وسوف نترك محلاتنا وتجارتنا وأكل عيشنا . .. .. ورغم تأكيد عدد من الأهالى المعتصمين علي أنهم مستمرون فى الاعتصام حتى يحصلوا على وعد نهائى من المحافظ لإقامة الأبراج الجديدة وتسكينهم فيها وعدم طردهم من المنطقة التى ولدوا وعاشوا بها منذ عقود طويلة .. لكنهم قرروا إنهاء اعتصامهم أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون وفتح طريق الكورنيش، وذلك بعد اتصال اللواء سيف عبد الباري، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية، بعدد منهم، وتأكيده على الإعداد للقاء بين عدد من ممثلي الأهالي، والدكتور أسامة كمال محافظ القاهرة اليوم . .. ..