دعى المؤتمر الثالث عشر للجمعية المصرية لآلام الظهر الذى عقد بالأقصر بالاشتراك مع الاتحاد الدولى للأمراض العصبية والتاهيل الحركى , وحضره نحو 200 طبيب من مصر والدول العربية وأمريكا وأوربا إلى عدم الاستهانة بآلام العنق والظهر مهما كانت طفيفة خاصة اذا إرتبط بألم فى الذراعين والرجلين وضرورة فحصها بالرنين المغناطيسى لتحديد الأسباب الكامنة ورائها بدقة , وذلك لاحتمال ارتباط تلك الآلام بأورام الحبل الشوكى بالفقرات . وأوصى المؤتمر الذى رأسه الدكتور محمد رضا عوض استاذ العظام والتأهيل بالحرص على ممارسة الرياضة وأقلها المشى بصورة منتظمة لمدة نصف ساعة فى اليوم بمعدل 5 مرات إسبوعيا مؤكدا على عدم إنحناء الظهر أو الرقبة عند الجلوس إلى المكتب أو إستعمال الكمبيوتر وأن يكون الظهر على إستقامته تجنبا لإصابة الفقرات . وأكدت نتائج الأبحاث كما ذكره د. رضا عوض أن الراحة غير مطلوبة لمرضى الآلام المزمنة إلا بأمر الطبيب مع ضرورة آداء التمرينات الرياضية لتشغيل عضلات البطن والظهر والأطراف السفلى وهى العضلات الساندة والداعمة للعمود الفقرى , وذلك دون تحريكة , كما أن ضبطه لا ينبغى أن يتم إلا بواسطة أخصائى العمود الفقرى حتى يؤدى للشفاء السريع . على صعيد آخر حذر الدكتور أسامة الغنام أستاذ جراحة المخ والأعصاب بطب الأزهر من عدم أخذ آلام الرقبة والذراعين والرجلين بالجدية الكافية حيث وجد بعد الفحص بالرنين المغناطيسى أن حوالى 20% من مثل هذه الحالات ترتبط بأورام الحبل الشوكى بالفقرات العنقية رغم تشخيص حالاتهم من قبل كأمراض نفسية وبرغم ندرة هذه الأورام إلا أنها قد تقعد المريض عن استخدام يديه ثم ساقيه ويستطيع الرنين أن يحدد بدقة موضع وحجم ونوع الورم , وبعد أن كان علاج مثل هذه الأورام فى الماضى غير ممكنا أصبح الآن ممكنا مع تقدم الوسائل الجراحية , وذلك بجهاز تفتيت الأورام الموجات الصوتية والميكروسكوب الجراحى حيث يتم استئصالها بنسبة نجاح تصل إلى 90% فى الأورام الحميدة و70% فى الأورام الخبيثة , ومن الحظ أن نمو الأورام الخبيثة يتم ببطء شديد , ولذلك ينصح باللجوء مبكرا للفحوص التشخيصية . ورغم أن آلام الفقرات العنقية تصيب نحو 90% من الناس كما أوضح الدكتور ياسر المليجى أستاذ جراحة العظام بطب قصر العينى إلا أن ما يحتاج منها للتدخل الدوائى والطبيعى والجراحى لا تزيد عن 50% وفى هذه الحالات يأتى المريض شاكيا من آلام الرقبة أو الكتف والذراع أوكلاهما مع تنميل بالأطراف وتكون الحالات الشديدة مصحوبة بضعف العضلات أو الأطراف العلوية أو السفلية وعادة ما تكون السيدات أكثرعرضه من الرجال للإصابة بآلام الفقرات الظهرية , أما العنقية فتكاد النسبة تتساوى عند الإثنين , وفى كل الأحوال لا يجب اللجوء للجراحة على حد قوله إلا عندما يفشل العلاج الدوائى والطبيعى وإرتداء الرقبة , ويستثنى من ذلك الحالات التى يشكل تأخر الجراحة فيها خطرا على حياة المريض مثل ضعف عضلا اليدين أو الرجلين بسبب إستمرار الضغط على النخاع الشوكى أو الأعصاب الطرفية أو وظائف الإخراج . وتتم جراحة الفقرات العنقية من الجهة الأمامية أو الخلفية إما بالمنظار أو الميكروسكوب الجراحى عن طريق إستئصال غضروف أو أكثر أو جسم فقرة أو أكثر مع الغضاريف المصاحبة لها , ثم تركيب أجزاء تعويضية بدلا من المزالة , أما إذا كان المريض يعانى ضيقا فى القناة الشوكية فتكون الجراحة من الخلف لإسئصال الصفائح العظمية الخلفية مع أو بدون تثبيت الفقرات .