جميعنا يعلم أنه حتى تحصل على مؤهل جامعى لابد أن تدرس فى إحدى الكليات عدداً معيناً من السنوات وتجتاز إمتحانات أخر السنة .. لكن المفاجأة التى خرج بها وزير التعليم العالى أن هذا الشرط لم يعد كافياً ، فهناك شروط أخرى لابد أن تتوافر حتى تحمل لقب صاحب مؤهل عالى أو خريج جامعى. د.هاني هلال وزير التعليم العالي والبحث العلمي أكد أنه سيتم تعديل نظم التخرج في الجامعات بإضافة شروط جديدة للحصول علي شهادة الجامعة بجانب دراسة المواد العلمية ورخصة الحاسب الآلي، هذه الشروط تشمل إجادة اللغة الإنجليزية وإجتياز دورات المهارات الحياتية بالإضافة الي الخدمة المجتمعية خاصة في مجال محو الأمية من خلال قيام الطالب بمحو أميه 10 مواطنين لتعلم القراءة والكتابة. بالتأكيد هناك أسئلة تطرح نفسها فى حال تطبيق هذا النظام، عن مدى النتائج الإيجابية التى ستعود على التعليم العالى فى مصر ومعايير الجودة ، وتأثير هذا القرار على نسبة إلتحاق الطلاب بالجامعات، .. لكن الأهم هل يلقى هذا المشروع قبولا على المستوى الشعبى والطلابى؟ أيمن سعيد الفرقة الأولى كلية التجارة جامعة القاهرة إعترض على هذا القرار مؤكدا أن الطلاب ليس لهم دخل بمحو أمية الناس .. فهذه مسئولية الحكومة. اتفق معه فى الرأى وليد عبد الغفار الفرقة الثالثة تجارة القاهرة مشيرا إلى أنه لا يشغله كل هذا الكلام، كل ما يهمه فقط هو الحصول على مؤهل بأى شكل، لكن فكرة خدمة المجتمع واللغة هذا كله كلام فاضى .. ده غير إن معظم الطلبة أصلاً معنهدمش أي فكرة عن قواعد اللغة !!. على العكس من وجهتى النظر السابقتين جاء رأى سامح محمود كلية دار العلوم جامعة القاهرة مؤكدا على أن هذا سيساعد على تطوير التعليم العالى وسيزيد من خبرة الطالب، وسيكون مهماً فى مسألة التقييم. أما سعيد مختار الفرقة الرابعة حقوق عين شمس أكد أن الفكرة جميلة لكن المشكلة فى كيفية تنفيذها وهل سيكون هناك مجال للواسطة والتزبيط فى تقييم هذه الأشياء، وهل ستكون روتينية مثلما يحدث فى الإختبارات الشخصية بالكليات. محمود المصرى طالب بالصف الثانى الثانوى أكد أن هذا الكلام لو طبق فلن يدخل الكلية لأنه مش ناقص وجع دماغ. وبالرغم من تباين الآراء بين الطلاب حول فكرة الدكتور هانى هلال، إلا أن كلام خبراء التربية جاء مختلفا تماما. الدكتور محمود متولى عميد كلية التربية ببورسعيد سابقا أكد أن حال التعليم العالى فى مصر لا يسر عدواً ، ولذلك فهو مؤيد لكلام الدكتور هانى هلال عن شروط التخرج الجديدة، فالتعليم ليس فقط الحصول على الشهادة، بل أيضا له دور فى زرع الإنتماء للبلد بداخل الطلاب وهذا سيحدث عندما يقوم الطلاب بمحو أمية أبناء وطنه وسيشعره بدوره فى المجتمع، لكن من الضرورى أن تضاف شروط التخرج الجديدة هذه للمجموع، وحتى يتم تطبيق هذا المشروع لابد من وجود تنسيق بين الجامعات وجهات أخرى وأن تكون هناك آلية واضحة لتنفيذ المشروع. الدكتور سامى نصار عميد معهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة أكد على أن هذا النظام ليس جديدا بل هو متبعا فى عدد من دول العالم المتقدمة وتنفيذه امر رائع، وسيكون له نتائج إيجابية لو تم تنفيذه بشكل جيد ومنضبط، لكن المشكلة أن بعض القرارات الجديدة الخاصة بالتعليم يكون هناك نوع من الرفض الشعبى لها، ولا تجد صدى مؤيد، لأن الطالب فى النظام الحالى يتخرج بأقل مجهود ويحصل على الشهادة التى يريدها أيا كان مستواه التحصيلى أو الخبرات التى إكتسبها، ففكرة الإستسهال هى السائدة، ولكن المطلوب أن يكون لدينا خريجا مؤهلا للعمل، وليس خريجا مؤهلا للبطالة والجلوس على المقاهى.