يبدو أن الصراع على تطبيق الشريعة لم يعد حكرا على الإسلاميين فقط .. الآن تتدخل القوى المدنية والثورية لتلتقط جزءا من أطراف هذا الصراع بطرح مفهومها الخاص حول فكرة الشريعة التى ينبغى أن يتم تطبيقها فى مصر.. وبينما كان السلفيون بالأمس يقومون بتوزيع كتب لإمام الوهابية شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب للترويج للفلسفة الوهابية حول تطبيق الشريعة فإن الائتلافات الثورية قامت هي الأخرى بوضع مفهوم للشريعة يتوافق مع أفكارها .. يأتى هذا فى ظل الاستعداد لمليونية "قندهار" الثانية يوم الجمعة المقبلة. وفى أول رد فعل من الحركات والإئتلافات الثورية المدنية حول مليونية تطبيق الشريعة .. أكد حزب الشباب الثورى الحر " تحت التأسيس" فى بيان له اليوم عدم رفضه تطبيق شرع الله . جاء بالبيان : يؤكد الحزب بوصفه ممثلا لغالبية شباب مصر الذين قاموا بثورة 25 يناير وحملوها علي أكتافهم وسرقت منهم ثورتهم علي يد الإخوان والسلفيين أنه من أشد المطالبين بتطبيق الشريعة الإسلامية، وأن ثورته ما قامت إلا لتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية ، ولكن الحزب يدافع عن شريعة الإسلام الصحيحة التي جاء بها سيدنا محمد رسول الله وخاتم المرسلين عليه الصلاة والسلام، وكما طبقها من بعده الخلفاء الراشدون وسار علي هديهم فيها الصحابة والتابعون وتابعو التابعين من أهل خير القرون . وأضاف البيان : نحن ننادي بتطبيق الشريعة الإسلامية السليمة الصافية الخالية من بدع وجهالات الوهابية وتابعيها من المتأسلمين الزاعمين كذبا وزورا وبهتانا أنهم أهل الشريعة وما هم إلا خوارج العصر وكل عصر، وما هم إلا فرق ضالة مضلة تريد أن تفتن الناس عن صحيح الإسلام وتشوه في شريعته السمحة . ويؤكد الحزب أنه أول من يطالب بتطبيق شريعة الإسلام القائمة علي أن للعباد إلها واحد ومعبودا واحدا وربا واحدا ، وعلي أن التحريم والتحليل لا يقومان إلا علي دليل شرعي سليم من القران الكريم والسنة النبوية ثابتة الانتساب إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم بالمتن والسند ، ويؤكد الحزب انه أول من يطالب الرئيس مرسي بضرورة تطبيق شرع الله القائم علي أن الأرض كلها لله أورثها عباده بالحق والعدل والمساواة ، ومن هنا فعلي الرئيس مرسي إعادة توزيع موارد مصر بين كافة أبنائها بالعدل والمساواة وبدون أي تفرقة بين المصريين ، ويجب أن يتم تطبيق الشريعة بأن يحصل كل مواطن علي نصيبه المتساوي من خيرات مصر ومواردها كافة ، يجب تطبيق الشريعة في عدالة الأجور وضمان حد الكفاف لكل المواطنين ، يجب تطبيق الشريعة في قيام الحاكم بضمان العلاج المناسب المجاني للمواطنين والتعليم المجان والمواصلات المريحة والمرافق العامة من مياه وصرف صحي وكهرباء ووقود بلا تفرقة ولا معاناة ، يجب تطبيق الشريعة في منع الاحتكارات ومنع تغول الأغنياء علي حقوق الفقراء ، يجب تطبيق الشريعة في تيسير الزواج للشباب ومنع قوانين الأحوال الشخصية الظالمة للرجل المجاملة للمرأة علي حساب أسرتها وزوجها. ويؤكد حزب الشباب الثوري الحر أن أي تحريف للشريعة عن ما سبق هي مؤامرة يقوم بها وهابيون متواطئون مع أعداء الإسلام لتشويه صورة الإسلا خير الأديان ولتنفير الناس من الشريعة التي ما قصدت إلا كل ما فيه مصلحة للناس وما حرمت إلا كل ما فيه أي ضرر بالناس ويشدد الحزب علي إن الرئيس مرسي هو المسئول الأول أمام الله عن عدم تطبيق الشريعة بمعاييرها لتي ذكرناها سابقا، ويشدد أيضا علي إن كل ما كتبه سيد قطب من تكفير للحاكم البعيد عن تطبيق شرع الله ينطبق اليوم علي الرئيس مرسي وعلي كل قيادات الإخوان والسلفيين الذين انشغلوا بتوزيع كعكة الحكم فيما بينهم وتناسوا تطبيق الشريعة كما ينبغي أن تكون. وقال الدكتور محمد مصطفى منسق حركة كلنا مصريون ووكيل مؤسسى حزب الشباب الثورى الحر أن هناك حالة من الرفض لما يروجه الإسلاميون حول مفهوم الشريعة وأن القوى المدنية أجمعت على التعبير عن رفضها لذلك والدعوة لتنظيم وقفات ومسيرات للرد على مزاعم السلفيين. ونحن أصدرنا هذا البيان لنؤكد على مفهومنا للشريعة