رفض أن يكون في الفريق الرئاسي للدكتور محمد مرسي ، مؤكدا أن دوره في المعارضة أفضل بكثير من " الهمس في أذن السلطة " ، ويرى فى دعمه لمرسى مجازفة سياسية لم يخشها ، وأن في معارضة رئيس منتخب صعوبة كبيرة تحتاج من القوى السياسية جهداً كبيراً... كلامنا عن الناشط السياسى وائل خليل والذى نقترب أكثر من أفكاره فى السطور التالية . البعض ينتقد التشكيل الحكومي والفريق الرئاسي لخلوهما من تمثيل شباب الثورة ..ما رأيك ؟ شباب الثورة شاركوا في ثورة يناير من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية وليس من أجل الحصول علي مناصب ، وأرفض فكرة المكافأة علي ما قمنا به ، لكني أفضل فكرة المشاركة وهي لا تشترط وجودى في السلطة . وكيف تري ما يقال حول "أخونة " الدولة واستحواذ الإخوان علي معظم المناصب ؟ أري أننا نعطي تأويلاً أكبر للأحداث أحيانا ، والأخطر أننا نستخدم مصطلحات فضفاضة لا تعبر عن الواقع ومنها مصطلح " أخونة الدولة " ، و لا أري أن هناك استحواذاً ، بل هناك إخفاقات في بعض الاختيارات سواء في تشكيل الحكومة أو الفريق الرئاسي ، و علينا أن نعترض ونسجل مواقفنا حول هذه الاختيارات التي لم يجد لها الكثير تفسيرا ، و علي النظام الجديد أن يتعامل بشفافية أكبر ويفسر لنا سر هذه الاختيارات ، وأنا أيضا ضد فكرة أن الإخوان ركبوا الثورة ، فلن نستطيع أن ننكر أنه الفصيل السياسي الوحيد الذي كان – وقتها- قادرا علي خوض الانتخابات، وقادرا علي الوصول للشارع ، وهذا ليس عيبا فيهم ، إنما في المعارضة التي ظلت مفتتة ومنقسمة وبعيدة عن الناس . معني ذلك لم يكن هناك داع لمظاهرات 24 أغسطس ؟ مظاهرات 24 أغسطس بقيادة محمد أبو حامد معروف من وراءها ومن دعمها ولماذا دعوا إليها ، أما كمال خليل فهو رفيق سنين طويلة أتفق معه أحيانا ، و نختلف أحيانا أخري ، لكنه واحد من أهم النشطاء السياسيين الذين دافعوا عن حقوق العمال والفلاحين علي مدار حياته ، لكن الدعوة لم تكن في محلها ، فالدعوة لمليونية تحتاج لسبب واضح ومقنع وموضوعي حتي يخرج الناس في تلك المظاهرة ، وبصراحة لا أعتقد أن في المظاهرتين ما يستدعي خروج الناس ، وأي فعل ليس ناجحا من الممكن أن يكون له أثر سلبي. وما الفرق بين معارضة مبارك ومعارضة مرسي ؟ أيام مبارك كان من الممكن أن نجزم أن كل شيء يأتي منه سيء وضار، لأن النظام كله حينها كان عبارة عن منظومة كاملة من الفساد والظلم والنهب ، فكان عمل المعارضة وقتها سهلا ومباشرا ، أما الآن فهناك سلطة منتخبة اختارها الشعب بعد ثورة قام بها ، هذه السلطة الجديدة هي من تسعي لإرضاء الشعب لأنه ببساطة إن لم يفعل ذلك فلن ينتخبه المصريون مرة أخري لا هو ولا حزبه كله ، والقضية الحقيقية الآن هي كيف ننتقل من معارضة شخص إلي معارضة سياسات ، فهذه السياسات تحتاج منا - عندما نعترض عليها- طرح بدائل ، فمثلا عندما نرفض ما طرحته حكومة الدكتور مرسي حول الاقتراض من الصندوق الدولي علينا أن نفكر في إيجاد بدائل ، وهكذا الدستور والمرور و القوانين وكل شيء علينا أن نعي أن هناك قرارات صائبة يتخذها الرئيس وقرارات توصف بالضبابية أو غير مفهومة . أري في حديثك نبرة دفاع عن الرئيس رغم أنك من المحسوبين علي اليسار ؟ ليس دفاعا، ولكنه اقتناع بضرورة ألا نحسبها "هم ونحن "، مصر الآن في مرحلة انتقالية خطيرة ، قمنا بثورة وأتينا برئيس منتخب وكنا سنقع في فخ أحمد شفيق ، لذلك دون تفكير أيدت الدكتور مرسي وعندما طالبته بضمانات كان ذلك لأستطيع أن أقنع غيري من الناس بالتصويت له ، الدكتور مرسي كان الخيار الأفضل مائة مرة من شفيق الذي كان سيعيد إنتاج النظام السابق بكل تفاصيله ، وأنا لا أدفاع بل أعي جيداً فكرة المعارضة الموضوعية ومؤمن بضرورة الضغط علي السلطة لنحصل علي أقصي ما نريد من حريات وعدالة اجتماعية وحقوق ، ولكن هذا لن يأتي في يوم وليلة ، ولن يأتي بمظاهرات تطالب بالإطاحة برئيس لم يمر علي توليه السلطة ثلاثة أشهر، هذا غير أي موقف سياسي له ثمن ، وهناك فاتورة يدفعها من نزل للعمل العام وأصبح علي درجة معينة من التأني ، و دفاعي عن موقف معين قد يكون مجازفة أدفع ثمنها سياسيا بعد ذلك ، ولكنني أفعل ما أراه صحيحا دون أي حسابات أخري . ولكن قيل إن الرئيس محمد مرسي رشح من دعموه في مرحلة الإعادة بالانتخابات لمناصب وزارية أو في الفريق الرئاسي وأنت أحدهم ؟ هذا الكلام غير صحيح ولو افترضنا صحته أنا لم أقبل ، دعمنا لمرسي كان إنقاذا للثورة ، وأعتقد أن الفارق البسيط بين مرسي وشفيق في نتائج الإعادة أمر إيجابي في اعتقادي لأنه سيدفعه إلي إرضاء الناس . وهل تستشعر في أداء مرسي إرضاء للناس ؟ مرسي اتخذ بعض القرارات التي لاقت إجماعا بالتأييد بين الناس مثل إلغاء الإعلان الدستوري المكمل وإحالة المشير طنطاوي للتقاعد ، والحصول علي جميع سلطاته كرئيس ، فنحن لم ننتخب نصف رئيس بنصف صلاحيات ، وأيضا كانت له قرارات واختيارات ضبابية وغامضة ومازال هناك الكثير من الطلبات والتوقعات ، والمطلب الرئيسي هو التحسن الذي يريد أن يشعر به المواطن المصري في المرور في المواصلات في المستشفيات في رغيف الخبز، وهو ما يمثل التحدي الأكبر أمامه ، فالناس تريد أن تشعر بأن هناك رئيساً جديداً مهموماً بها ويفعل ما بوسعه من أجل العدالة الاجتماعية التي قامت من أجلها الثورة . كلامك به كثير من التفاؤل وهو ما يدفعني لسؤالك .. ما الذي تخشاه إذاً ؟ متفائل لأن ما نعيشه الآن كان منذ عامين مجرد أحلام وخيال ، فمن منا كان يتصور أن تقوم ثورة، وتطيح بمبارك ونظامه ، وتأتي برئيس منتخب ، وهذا الرئيس المنتخب يستقل بالسلطة ويبعد العسكر عن المشهد بعد 60 سنة من الحكم العسكري لمصر ، نحن حققنا إنجازات كبيرة البعض لا يدركها ، و ما أخشاه ألا تستطيع القوي السياسية بما فيها حزب الحرية والعدالة أن تعمل علي مصلحة هذا الوطن و أن نستدرج جميعا وراء الخلافات العادية وتتحول المعارضة لخناقات في برامج التوك شو ، والشيء الآخر الذي يؤرقني أن يحدث في مصر ما حدث في أوروبا الشرقية ، وتأتي الانتخابات مرة برئيس ثوري ومره أخري برئيس من النظام القديم . كثر الحديث عن صفقة بين الإخوان والعسكري .. فما رأيك ؟ لا اعتقد أن هناك صفقات بين الإخوان والعسكر ، ولكن هناك تلاقي رؤى ، وذلك بحكم الطبيعة العسكرية التي تحتاج لقائد أو زعيم أو مسئول للتحدث والتفاوض معه وعند قيام الثورة كانوا هم الفصيل الوحيد المنظم الموجود في الشارع . معني كلامك أن العسكري تعامل مع الإخوان علي أنهم ميدان التحرير ؟ الإخوان شريك أساسي في الثورة ، وهذا واقع ، وأعتقد أن الاثنين: الإخوان والعسكري كانت أمامهما فرصة تاريخية للحفاظ علي مصر، ولكن كلاهما في وقت ما سعي وراء مصالحه الخاصة . البعض أحيانا يتحسر علي انسحاب البرادعي من الترشح للرئاسة وآخرون يلومون علي د. أبو الفتوح و صباحي عدم اتحادهما في الانتخابات .. ما رأيك ؟ ألوم الدكتور البرادعي علي انسحابه من الانتخابات ، فهذه كانت غلطة كبيرة خسر بسببها الكثير من مؤيديه، فأعتقد أن لا شيء في السياسة اسمه المناخ فاسد ، ولا أستطيع العمل الآن ..البرادعي أخطا عندما اكتفي بالشعارات والتصريحات التي كانت رد فعل أكثر منه فعل ، وأتمني أن يحقق حزبه الدستور ما لم يستطع تحقيقه ، أما بالنسبة لعدم اتحاد صباحي وأبو الفتوح فأعتقد أن الناس ستنسي هذا الموقف بمجرد أن تري لهما مواقف جيدة وكوننا خسرنا الثلاثة رؤساء، وكل منهم له شعبيته وله مميزاته لكننا كسبناهم في صف المعارضة والحياة السياسية بأحزابهم الثلاثة التي أعتقد أنها ستشارك بقوة علي الساحة. هل هناك من يصنع من مرسي فرعونا جديدا؟ طبعا هناك من يحاول أن يصنع منه فرعوناً ، وهناك متخصصون في الهجوم غير المبرر، لكن في النهاية لا أعتقد أنه سيأتي فرعون جديد لمصر مهما حاول من يصنعون ذلك .