شهدت قاعة إيوارت التاريخية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، محاضرة هامة ألقاها ليلة أمس الفيلسوف الأمريكى الأشهر نعوم تشومسكى وسط إقبال جماهيرى غير مسبوق. تصوير: محمود شعبان هذه هى المرة الثانية التى يحضر فيها تشومسكى للقاهرة فكانت المرة الأولى عام 1993 عندما استضافته الجامعة الأمريكية، أما هذه المرة فكانت مختلفة، فقد جاء تشومسكى لكى يتحدث عن علاقة أمريكا بدول الربيع العربى، لهذا كان الإقبال خياليا. فقد امتدت الطوابير من باب الجامعة الأمريكية الكائن فى شارع محمد محمود إلى محطة المترو بميدان التحرير فى مشهد لا يتصوره أحد وفى الوقت نفسه تزاحم المئات أمام البوابة فى محاولة بائسة للدخول، وقبل الموعد بنحو نصف ساعة أغلقت إدارة الجامعة الأبواب بعد أن امتلأت قاعة إيوارت التاريخية بأكثر من 1500 من الحاضرين من طلاب الجامعة والشخصيات العامة والمثقفين والمهتمين بالشأن العام. أدار المحاضرة الدكتور بروس عميد كلية الدراسات الإنسانية بالجامعة الأمريكية فى حين بدأ تشومسكى المحاضرة واقفا على قدميه حيث ألقى كلمة مطولة خاض فيها فى أحداث تاريخية ماضية كعادته. 3 4 5 6 قال تشومسكى: إن الولاياتالمتحدة كقوى عظمى تتجه الآن نحو الانحدار والتحلل، وهذا الانحدار بدأ مع نهاية الحرب العالمية الثانية وظهرت عدة مؤشرات وعلامات تدلل على ذلك منها انتقال جزء من القوة العالمية للصين والهند وتعدد المراكز الصناعية فى العالم خصوصا فى اليابان وألمانيا، لكن مع ذلك أمريكا تريد الهيمنة على الشرق الأوسط ليس بحثا عن النفط فهى لديها ما يكفيها من الطاقة ولكن لمد نفوذها وسيطرتها لتكون لاعبا أساسيا فى السياسة الدولية. وأضاف تشومسكى أن الشركات متعددة الجنسيات نجحت فى بسط سيطرتها على النظام المالى العالمى هى الآن تتدخل فى الملفات والقضايا الساخنة فى العالم كما تتدخل أيضا وتؤثر فى السياسات الخارجية للدول، بل أن البنتاجون يهتم بدعم أبحاث معينة فى مجال الاقتصاد والتكنولوجيا والعلوم الجوية لدعم هذه الشركات بهدف التحكم فى العالم عبر القوة والاقتصاد معا. 7 وحول موقف أمريكا من الديمقراطية فى دول الربيع العربى ذكر تشومسكى أن الولاياتالمتحدة تسعى جاهدة لوقف نمو هذه الديمقراطيات فهى لا تريد ديمقراطية بقدر ما تبحث عن مصالحها وظهر ذلك فى بدايات الثورات العربية عندما أيدت لبعض الوقت الرئيس السابق مبارك والرئيس السابق بن على .. كان هذا واضحا. وأضاف تشومسكى أن أمريكا تسعى لأن تبنى فى مصر نظاما يخدم مصالحها وقد يتشابه هذا النظام مع نظام الرئيس السابق مبارك فهى تعرف جيدا اتجاهات الرأى العالم فى دول الربيع العربى وتريد السيطرة عليها كما تريد أن تخلق حكومات موالية لها، إن الولاياتالمتحدة تسعى لبناء أنظمة على غرار التى سقطت لأنها تعرف أن الديمقراطية ستنعكس فى السياسات وهذا قد يؤثر على مصالحها فهى لا توافق على ذلك. وذكر تشومسكى أن هناك دولتين مارقتين لا تحترمان القانون الدولى وهما الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل، وحذر من خطورة قيام الدولتين بشن عمل عسكرى على إيران بدعوى وقف برنامجها النووى حيث ستكون لهذه الحرب عواقب وخيمة. وتحدث نعوم تشومسكى فى هذه الندوة عن لقاءه برموز المعارضة السياسية المصرية ومنهم حمدين صباحى والدكتور محمد البرادعى وأشار إلى ضرورة أن يبذلوا جهدا كبيرا فى حل أزمة الدستور الجديد وطالب المعارضة بأن تسعى جاهدة لوقف النفوذ الإسلامى. وأشار تشومسكى إلى أن النظام الاقتصادى العالمى هو نظام فاسد ويتآكل الآن لأن 1% فقط هم من وضعوه وهم من يجنون ثماره وكان على هؤلاء الذين وضعوه أن يستفيدوا بنموذج ميدان التحرير، وهذا النظام غير عادل وحتما سيسقط.