رجح أخصائيون في علاج الأمراض النفسية، أن يتم قريبًا تصنيف الإدمان على الإنترنت كمرض عقلي، وذلك نظرًا لتشابه أعراضه مع أشكال الإدمان الأخرى، من بينها الإحباط العاطفي وعدم التركيز الذهني واليأس وافتقاد الحماس للحياة . ومن المقرر أن تصنف "إنسيكلوبيديا الصحة العقلية العالمية"، المعروفة بدليل الإضطرابات العقلية في عددها الصادر في شهر مايو من العام المقبل 2013 ، الإدمان على الإنترنت رسميًا كمرض عقلي يعاني منه الملايين حول العالم معظمهم من الشباب، مع التوصية بإجراء المزيد من الدراسات عليه . ولاحظ أباء، وفقًا لصحيفة "مورننج هيرالد" الأسترالية، أن أطفالهم يصبحون عصبيين وتنتابهم حالة من الغضب الشديد عندما يتم حرمانهم من الإنترنت، كما أنهم يفضلون ألعاب الفيديو على أشياء مهمة، مثل تناول الطعام أو ممارسة أنشطة حياتهم الاجتماعية . وأشارت دراسات سابقة إلى حصول تغيرات في أدمغة مدمني الإنترنت مماثلة لتلك التي تحدث في أدمغة المدمنين على المخدرات، حيث تطرأ تغيرت سلبية في الروابط بين الخلايا في مناطق الدماغ المسئولة عن الإنتباه والانفعالات والتحكم في حركات الجسم . وتعلق د.فيفيان أحمد فؤاد أستاذة علم النفس بجامعة حلوان قائلة: أعتقد أن إدمان الإنترت أصبح حقيقة لا يمكننا تجاهلها على الإطلاق لأن أعراضه تشبه إلى حد كبير أعراض إدمان المخدرات وليس فى التأثير على الجسد. فمدمن الإنترنت يجلس لفترات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر واللاب توب دون أن يدرك قيمة الوقت الذى يضيع. وهذا ما يقوم به مدمن المخدرات الذى يوقف حياته ويضحى بأى شىء فى سبيل الحصول على المخدر الذى إعتاد علي تناوله. كذلك عندما يكون هناك صعوبة فى الوصول إلى الإنترنت تبدأ أعراض التوتر والإنزعاج على ملامح مدمن الإنترنت وهو نفسه ما يحدث مع مدمن المخدرات الذى يشعر بكآبه وتوتر عندما يريد الحصول على المخدر ويكون فى هذا التوقيت على إستعداد لبيع أثاث منزله لشراء المخدرات. ورغم ذلك إلا أن د.فيفيان ترى انه من الأفضل أن يصنف إدمان الإنترنت بأنه "إضطراب سلوكى تكنولوجى " وليس إدمانا بمعنى الكلمة. وتنصح د.فيفيان كل الشباب بعدم اعتبار الإنترنت هو المصدر الوحيد للمعرفة، فلدينا الراديو والتليفزيون والصحف. كما تؤكد على ضرورة حسن تنظيم الوقت بين الإهتمامات وعدم إضاعة العمر أمام الكمبيوتر فهناك العديد من الأنشطة التى يجب علينا القيام بها ومنها العلاقات الأسرية وممارسة الرياضة وغير ذلك. وبالتالى علينا التصدى لعيوب التقدم التكنولوجى.
