توقفت أحداث العنف بالتحرير وشوارع وسط البلد مساء اليوم عقب انسحاب مؤيدو الرئيس من جماعة الإخوان المسلمون من الميدان بالكامل وانتهت هذه الأحداث بإشعال النيران فى سيارتى مينى باص أسفل كوبرى أكتوبر ناحية ميدان عبد المنعم رياض وكان عدد من المتظاهرين قد أشعلوا النيران بهما قبل أن يستقلهما المنتمون للإخوان الذين جاءوا من المحافظات للمشاركة فى المليونية. وأعلنت وزارة الصحة ارتفاع أعداد المصابين بالأحداث إلى 85 حالة ما بين كسور وجروح قطعية بالوجه والجسم نتيجة التراشق بالحجارة. وقد تصاعدت أحداث حرب الشوارع بالتحرير ووسط البلد بعد انضمام الألتراس للمتظاهرين من ناحية طلعت حرب وقصر النيل يأتى هذا فى ظل الغياب الكامل للشرطة من منطقة وسط البلد واستمرت المطاردات وعمليات الكر والفر إلى أن تناقصت أعداد مؤيدى الرئيس مما دفعهم للانسحاب سريعا من التحرير، وأبدى عدد من المتظاهرين المستقلين استعدادهم للاعتصام بالميدان للتأكيد على مطالب جمعة المحاسبة والخاصة بالعدالة الاجتماعية وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية والقصاص العادل ومحاكمة قيادات المجلس العسكرى والاعتراض على براءة المتهمين فى موقعة الجمل. نهاية فعاليات جمعة المحاسبة وشهد التحرير اليوم ما يمكن أن نعتبره مليونيتين متعارضتين فى الأهداف وهو ما أدى لوقوع الاشتباكات فبينما كان الإخوان يشاركون فى الميدان للمطالبة بشكل أساسى بتطهير القضاء ومحاسبة المتورطين فى موقعة الجمل ، كان المتظاهرون من الحركات الأخرى يطالبون بمحاسبة الرئيس عن خطة المائة يوم وهو ما أدى للصدام منذ البداية لكن الشواهد تؤكد بدء أنصار الرئيس بالتعدى على منصة القوى الثورية ومنعها من الهتاف ضد النظام. نهاية فعاليات جمعة المحاسبة وفى نهاية المليونية عادت شعارت وهتافات 25 يناير إلى التحرير مثل الشعب يريد إسقاط النظام وشدى حيلك يا بلد الحرية بتتولد وغيرها من الهتافات فى ظل حالة من العداء باتت واضحة هذه المرة بين الحركات الليبرالية وجماعة الإخوان المسلمون. ورصدت بوابة الشباب بعض الآراء حول ما حدث فهناك من رأى أن الإخوان قرروا أن يحتشدوا اليوم بالميدان فى إطار خطة للتشويش على مليونية الحساب وأنه تم الدفع بعدد كبير من أنصار حزب الحرية والعدالة للمشاركة بحجة المطالبة بالقصاص للشهداء والاعتراض على براءة جميع المتهمين بموقعة الجمل ولهذا شارك الإخوان اليوم وهو ما دفع شبابهم للاحتجاج على الهتافات المنددة بسياسات الرئيس محمد مرسى. نهاية فعاليات جمعة المحاسبة وهناك من يرى أن الهدف كان واضحا للإخوان منذ البداية وهو الاعتراض على براءة المتهمين فى موقعة الجمل وخاصة وأن الإخوان هم من دافعوا عن الميدان ببسالة فى هذا اليوم. ورغم نفى قيادات جماعة الإخوان أن يكون لهم أى صلة بما حدث فى التحرير اليوم إلا أن بوابة الشباب سعت لمعرفة مدى وحجم حضور الإخوان وتبين بالفعل مشاركتهم بشكل واسع حيث تم نقلهم من بعض المحافظات للمشاركة فى المليونية ولكن فى الاتجاه المعاكس لها خاصة وأنها تعد المليونية الأولى من نوعها التى يتوافق بشأن مطالبها القوى الحزبية والثورية. ومن ناحية أخرى واصل المنتمون لجماعة الإخوان المسلمون انسحابهم من التحرير عقب صلاة المغرب واتجه الوافدون منهم لركوب الأتوبيسات التى أقلتهم من المحافظات الأخرى مما دفع المتظاهرين لمطارتهم وإحراق سيارتين مينى باص تابعتان لهم. وفى وقت لاحق احتشد المئات من الإخوان أمام مكتب النائب العام مساء اليوم للمطالبة بتطهير القضاء وتأييد قرارات الرئيس مرسى الأخيرة. وعلى الجانب الآخر قاد الناشط كمال خليل مسيرة كبيرة وذكر أن ميليشيات الإخوان حتل محل عساكر الأمن المركزى .