الصورة اليوم في ميدان التحرير أعادت للأذهان بعض الشيء مشاهد لم نرها منذ موقعة الجمل أحداث محمد ومجلس الوزراء وغيرها من أحداث العنف التي شهدها التحرير والمنطقة المحيطة به في أيام الثورة، فرغم قلة أعداد المتظاهرين إلا أن التحرير لم يخل من بعض المناوشات بين المؤيدين والمعارضين للدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية.. كتب: محمد المراكبي – هاجر اسماعيل تصوير محمود شعبان فقد شهد ميدان التحرير اليوم "الجمعة" حالة من الجدل ما بين مؤيد ومعارض حول أهداف تظاهرات اليوم التى دعا إليها عدد من القوى والحركات السياسية على مواقع التواصل الاجتماعى على الإنترنت. وتوافد على ساحة الميدان عشرات المواطنين للتعبير عن أرائهم فى أهداف التظاهرات، فيما لوحظ عدد من المؤيدين للتيار الإسلامى والداعين إلى أهمية الحفاظ على مكتسبات الثورة فى هذه المرحلة والدعوة إلى فترة زمنية لتحقيق الوعود التى إلتزمت بها الحكومة. وفى الجانب الأخر، تواجد عدد من المواطنين النشطاء الداعين للتأكيد على مدنية الدولة، ورفض سيطرة فصيل معين على كافة المناصب القيادية ##. وفى سياق متصل، شهدت حركة المرور في الميدان سيولة نسبية، وذلك في الوقت الذي استمر فيه تواجد عدد من الخيام في أرجاء متفرقة من الميدان وسط غياب للتواجد الشرطى لتنظيم المرور فى الشوارع المؤدية للميدان، وامتدت حركة الانسياب المرورى إلى شارع كورنيش النيل بماسبيرو ومنطقة قصر النيل فى كلا الاتجاهين. وتزايدت أعداد المتظاهرين الوافدين الى ميدان التحرير وسط حالة من النقاش التي تصاعدت وتيرته ما بين مؤيد ومعارض لأهداف تظاهرات اليوم الجمعة والتي دعا اليها عدد من الحركات والقوى السياسية على موقع التواصل الاجتماعي. ## وجابت ميدان التحرير مسيرة تضم عشرات الأشخاص الداعين الى الحفاظ على مكتسبات الثورة والتأكيد على أهدافها التي أتت برئيس منتخب من خلال صناديق الاقتراع وفق نظام ديمقراطي سليم. وردد البعض هتافات "أحرار ثورا هنكمل المشوار" و البعض الاخر "إسلامية.. إسلامية" رافعين لافتات وصور للرئيس مرسي. وفي السياق ذاته اشتد النقاش بين المتظاهرين المؤيدين لتظاهرات اليوم ضد ما وصفوه بالممارسات الإخوانية داخل المؤسسات الحكومية، وسيطرة فصيل واحد على المناصب القيادية ..مرددين "مدنية مدنية مش عايزينها اخوانية". من جهة اخرى اضطر عدد من أصحاب المحال التجارية المواجهة للجامعة الأمريكية لغلق محالهم تحسبا لأي تطورات قد تحدث. ويتواجد المتظاهرون المؤيدون والمعارضون على الرصيف المقابل للجامعة الأمريكية ويفصل بينهما سور حديدي. قام عدد من المتظاهرين المتواجدين بميدان التحرير بضبط شخص أطلق أعيرة نارية في الهواء بين المتواجدين، وحدث ذلك بعد أن فصلت خطبة الجمعة في ميدان التحرير بين متظاهري يوم 24 أغسطس وأنصار الرئيس محمد مرسيب، وبرفع أذان الظهر توقفت الاشتباكات اللفظية وتبادل الهتافات بين الفريقين وبعد انتهاء الصلاة عاد الفريقين الي تبادل الهتافات والسباب وبين اتهام أنصار مرسي للمتظاهرين بالعمالة للفريق أحمد شفيق المرشح السابق لرئاسة واتهامهم للاخوان بالعمل بدلا من مرسي في رئاسة الجمهورية استقر الوضع حوالي الساعة الي أن ظهر شاب في الثلاثينات بدأ يسب في رئيس الجمهورية ويصفه بالعمالة لاسرائيل وأمريكا فاتجه أنصار مرسي الي الاعتداء عليه فأخرج طبنجة وقام باطلاق أعيرة نارية في الجو فاتجه المتظاهرين الي الاعتداء عليه بالضرب وقادوه الي المتحف المصري حيث تم احتجازه هناك حوالي نصف ساعة واصطحبوه الي قسم قصر النيل وتحرير محضر ضده بحيازة سلاح دون ترخيص. ## وأسفر الحادث عن حدوث حالة من الاضطراب في حركة السيارات، حيث تكدست حركة المرور المارة بميدان التحرير، فضلا عن حدوث حالة من القلق بين المتظاهرين، حيث قاموا بضبطه وتسليمه إلى السلطات المختصة. وقد اشتبك معارضون للرئيس المصري محمد مرسي ومؤيدون له وتبادلوا الرشق بالحجارة في ميدان التحرير بوسط القاهرة. وقد أصدر عدد من النشطاء المتواجدين بميدان التحرير بيانا بعنوان "مطلوب من الحكومة الجديدة" ودعا البيان الذي لم يتضمن هويات مصدريه إلى البدء فورا في تنفيذ مشروع النهضة الكبرى بمساعدة القوات المسلحة واعطائها الأولوية في تنفيذ المشروعات العملاقة لإيجاد فرص عمل، والتعاون بين القوات المسلحة والداخلية لحفظ الأمن الداخلي والخارجي، وتطهير القضاء والشرطة من رموز النظام السابق. وأكد البيان ضرورة تشجيع التجارة بين الدول العربية والإسلامية مع مراعاة توزيع الثراوت الطبيعية، وفرض ضرائب تصاعدية على مشاريع رجال الأعمال الجدد، وعمل هيئة قومية للحفاظ على ثروة مصر العقارية. وشدد البيان على ضرورة تعديل المناهج الدراسية بتدريس التاريخ الحقيقي للدولة الاسلامية دون تزييف وتوحيد المناهج في الدول العربية والاسلامية في المرحلة الابتدائية. ## كما وقعت مشادات أخرى بين مؤيدي ومعارضي تظاهرات اليوم بميدان التحرير. وكانت مسيرة تضم عشرات المتظاهرين نظمها اتحاد الشباب الاشتراكي المصري قد توجهت الى مدخل ميدان التحرير من ناحية طلعت حرب مرددة الهتافات المعادية لجماعة الاخوان المسلمين، رافعة شعارات اتحاد الشباب الاشتراكي المصري، وتمركزت بالقرب من تمثال طلعت حرب. وقام معارضو تظاهرات اليوم بتشكيل دروع بشرية لمنع وصول المظاهرات القادمة لميدان التحرير مما ادى الى ازدياد حدة التوتر والقاء الحجارة بين الجانبين تلاها اطلاق اعيرة نارية أدت الى تفرق المسيرات. من جهة اخرى تاثرت حركة البيع والشراء فى شارع طلعت حرب مع اغلاق المحال التجارية وبعض شركات السياحة وقيام اصحابها بتأمينها كما تم تحويل السيارات فى شارع طلعت حرب الى الشوارع الجانبية فى محاولة لمنع التكدس المروى. وقد أكد الدكتور ممدوح الشربيني مدير المستشفى الميداني بميدان التحرير أن المستشفى استقبل أربعة مصابين جراءالاشتباكات التي وقعت في وقت سابق اليوم الجمعة بين بعض المتظاهرين ومؤيدي الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية ## . وأوضح الدكتور الشربيني في تصريحات له اليوم أن من بين الاربعة مصابين الذين إستقبلهم المستشفى الميداني ثلاثة مصابين بطلقات خرطوش،وتم تحويلهم المصابين لمستشفيي القصر العيني ودار الهلال لتلقي العلاج اللازم، بينما أصيب شخص آخر بكسر بالانف إثر رميه بالحجارة، وتم إسعافه داخل المستشفى الميداني.وأكد الدكتور الشربيني أن المستشفى يضم 30 طبيبا على استعداد مستمر لتقديم كافة الإسعافات اللازمة للمتظاهرين.. مطالبا في الوقت نفسه بتواجد أجهزة الأمن في الميدان لتأمينه وحماية المواطنين سواء كانوا متظاهرين ضد الدكتور مرسي أو مؤيدين له. من جانبها أعلنت وزارة الصحة والسكان ان عدد المصابين فى مظاهرات اليوم بلغ حتى الان خمسة أشخاص في ميدان التحرير، مؤكدة أنه لا توجد أية اصابات فى اى أماكن أو محافظات أخرى حتى الان. ##