تواصلت اليوم العملية الأمنية "نسر" التي تستهدف تطهير سيناء من البؤر الإرهابية والتي بدأت في أعقاب الهجوم المسلح الذي تعرضت له نقطة حدودية برفح في الخامس من الشهر الجاري وأسفر عن مقتل 16 جنديا.. وقالت مصادر أمنية إن الحملة الموسعة يتم تحريكها بناء على المعلومات التي تصل إلى أجهزة الأمن حول أماكن اختفاء المطلوبين، وذلك بعد أن تمكنت العملية المشتركة من قوات الجيش والشرطة من مداهمة بؤر للمتشددين وألقت القبض على عناصر منهم وضبطت أسلحة أيضا. وكان مسلحون مجهولون قد أطلقوا النار أمس، على كمين الريسة الواقع على الطريق الدولى العريش- رفح، مما أضطر أفراد الكمين للرد عليهم ، دون وقوع إصابات. وأكد شهود عيان، أن مسلحين استهدفوا الكمين من الطريق الدولى والمناطق الجبلية المرتفعة المحيطة به، فقامت القوات من الشرطة والجيش بالرد عليهم حتى فروا هاربين. يذكر أنه سبق تعرض هذا الكمين لإطلاق النار من مجهولين 30 مرة منذ الثورة، وكان آخرها يوم 10 أغسطس الجاري، ويقع الكمين على الطريق الدولى بمدخل العريش الشرقى المؤدى إلى رفح ، ويضم قوات مشتركة من الشرطة والقوات المسلحة. ووصل اليوم الفريق عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع إلى مدينة رفح الحدودية جوا، للاطمئنان على الاستعداد القتالى لضباط وصف وجنود القوات المسلحة، وزيارة قوات حرس الحدود، ثم غادر سريعا إلى مدينة العريش، حيث بدا لقاءا بأحد المقرات الأمنية مع شيوخ القبائل، لإطلاعهم على الأوضاع وسماع وجهات النظر المختلفة حول الأزمة الحالية في سيناء، وطلب دعمهم لمجهودات الأجهزة الأمنية التي تلاحق العناصر الإرهابية. وجددت تل أبيب دعوتها للحكومة المصرية فى القاهرة بإجلاء جميع الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدرعات ومدافع من سيناء عقب انتهاء العمليات العسكرية التى تقوم بها القوات المسلحة المصرية ضد منابع الإرهاب هناك. وقالت القناة السابعة بالتلفزيون الإسرائيلى إن إسرائيل مصممة على إزالة جميع الأسلحة المصرية الثقيلة من شمال سيناء، مضيفة أن الحكومة الإسرائيلية أرسلت مجددا رسالة للقاهرة تدعوها بسحب القوات عقب انتهاء العمليات مباشرة، وفقا للبند رقم 1 المرفق باتفاقية "كامب ديفيد" للسلام الموقع بين البلدين عام 1979. وأضافت القناة الإخبارية الإسرائيلية أن حكومة تل أبيب ناشدت القاهرة لسحب أسلحتها الثقيلة، مؤكدة أن استمرار وجود تلك الأسلحة يعد انتهاكا صارخا لمعاهدة السلام بين البلدين، على حد قولها. وأشار التلفزيون الإسرائيلى إلى أن تل أبيب كانت قد وافقت على إدخال أسلحة ثقيلة ومدرعات فى منطقة العريش التى يحظر فيها تواجد هذا النوع من السلاح وفقا للمعاهدة من أجل فرض السيطرة الأمنية هناك، ثم عودتها مرة أخرى، وذلك بعد تلقى إسرائيل صورا لانتشار كامل للقوات المسلحة بسيناء بأسلحة لم يتم الاتفاق على إدخالها، على حد قولها. ونقلت القناة السابعة الإسرائيلية عن مصادر عسكرية بالجيش الإسرائيلى أن تلك القوات والأسلحة المصرية التى دخلت سيناء ستكون أول اختبار حقيقى للعلاقات بين مصر وإسرائيل بعد تولى محمد مرسى مرشح جماعة "الإخوان المسلمين" الحكم فى البلاد، مضيفة أنه من غير المعروف حتى الآن هل ستبقى مصر على تلك القوات فى سيناء بعد انتهاء العمليات أم لا، مجيبة فى الوقت نفسه أنه لدى إسرائيل علم بإجلاء الأسلحة الثقيلة فى نهاية العمليات العسكرية ضد الإرهابيين. وعلى جانب آخر نشر الجيش الإسرائيلى بطارية من نظام الدفاع المضاد للصواريخ "القبة الحديدية" فى إيلات بعد أيام على إطلاق صاروخين على هذه المدينة الواقعة قرب الحدود المصرية، كما أعلنت متحدثة عسكرية اليوم الاثنين. وقالت الناطقة إن "بطارية من القبة الحديدية نشرت فى مدينة إيلات فى إطار تجارب تتضمن تعديلا دوريا للمواقع التى ستنشر فيها هذه الأنظمة". واتخذ هذا القرار بعد انفجار صاروخين الأربعاء الماضى فى مدينة إيلات، المنتجع البحرى على البحر الأحمر بدون أن يتسببا فى وقوع إصابات أو أضرار. وبعد أيام من أعمال البحث عثرت الشرطة على حطام الصاروخين اللذين أطلقا كما يبدو من سيناء المصرية. وعلى جانب آخر تمكن قطاع الأمن المركزى بوسط سيناء من ضبط 10متسلل يحملون جنسية دول أفريقية حال شروعهم فى التسلل للجانب الآخر – اسرائيل – وذلك عقب تبادل كثيف لإطلاق النيران مع مجموعة المهربين. وقالت مصادر فى مديرية امن شمال سيناء " تمكنت القوات الأمنية التابعة لقطاع الأمن المركزى بسيناء أثناء ملاحظة الحالة الأمنية وعقب تبادل كثيف لإطلاق النيران مع المهربين من إحباط محاولة تسلل من الغرب إلى الشرق جنوب العلامة الدولية رقم ( 9 ) بنطاق وسط سيناء ، وتمكنت القوات من ضبط عدد (10 ) متسلل يحملون جنسية دول أفريقية. وتواصل الأجهزة الأمنية بشمال سيناء جهودها لإحباط محاولات التسلل ، و تم إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وعلق الكاتب الأمريكي دينيس روس-المساعد السابق للرئيس الأمريكي باراك أوباما لشئون الشرق الأوسط- فى مقاله بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على الأوضاع التى تشهدها مصر فى المرحلة الحالية، موضحا أن إقدام مرسى إلى نشر قوات الجيش فى سيناء دون إخطار إسرائيل مسبقا بذلك طبقا لمعاهدة السلام، مطالبا الإدارة الأمريكية بربط المعونات الاقتصادية المقدمة لمصر بالسلوك السياسى الذى سوف تتبناه الجماعة خلال المرحلة المقبلة، موضحا أنه لا يجب أن تستمر تلك المساعدات فى ظل استمرار الانتهاكات.