توفى اليوم اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات السابق عن عمر يناهز 76 عاما فى أثناء إجراءه فحوصات طبية بمستشفى كليفلاند بالولاياتالمتحدةالأمريكية وكان عمر سليمان قد سافر إلى الولاياتالمتحدة منذ عدة أيام نتيجة معاناته من آلام بالقلب والرئتين وذلك حسبما أفادت الكثير من الأنباء .. لكن الوفاة لم تكن متوقعة وجاءت فجأة ليرحل الجنرال الغامض تاركا خلفه أسرارا هائلة عن الحياة فى مصر فى السنوات الأخيرة التى تولى فيها مسئولية جهاز المخابرات العامة منذ عام 1993.. كان اللواء عمر سليمان بحكم موقعه يعلم الكثير من التفاصيل والأسرار التى تخص الأمن القومى المصرى داخليا وخارجيا لكنه ظل صامتا لا يتكلم. وابتعد عمر سليمان عن المشهد تماما بعد سقوط النظام وطلب أمام المحكمة ليشهد بما يعرفه فى قضية قتل المتظاهرين ثم انزوى مرة أخرى ليعود إلى المشهد من جديد عندما أعلن عن ترشحه للانتخابات الرئاسية قبل يومين فقط من إغلاق باب الترشح وحضر سليمان فى حراسة الشرطة العسكرية إلى مقر اللجنة العليا للانتخابات وسحب أوراق تقدمه إلا أن اللجنة استبعدته كما هو معلوم لخطأ فى التوكيلات. ثم ظهر سليمان فجأة فى تصريحات خطيرة للكاتب اللبنانى جهاد الخازن عندما حذر فيها من خطورة الإخوان المسلمون وأكد أنهم يمتلكون مليشيات مسلحة وأن الانقلاب العسكري ربما يكون وشيكا فى حالة حدوث صدام سياسى بينهم وبين المجلس العسكرى وفتح سليمان النار على نفسه بهذه التصريحات ورأى الكثيرون ان سليمان بحكم موقعه السابق فى جهاز المخابرات يعلم الكثير من الأسرار حول الإخوان ونشاطهم الداخلى والخارجى. ورغم ما يعلمه هذا الرجل من أسرار تمس الأمن القومى المصرى إلا أنه لم يكن مسموحا أو متاحا له أن يفشى هذه الأسرار الخطيرة التى تمس الدولة وتمس أمنها الداخلى والخارجى حتى أنه لم يفكر فى كتابة مذكراته فلم يكن شخصا عاديا كما أنه لم يكن يحمل تاريخا عاديا وإنما يحمل تاريخا سريا سيظل أبدا محفوظا فى الصندق الأسود للدولة .. يقول توحيد مجدى الباحث والكاتب الصحفى فى روزاليوسف أن سليمان كان أسبق الناس فى مصر علما بمشروع التوريث وأنه وفقا لما قرأه من وثائق وتحليلات فى الصحف العالمية أن سليمان كان يرفض من داخله هذا المشروع لكن سليمان لم يكن فى مقدوره أن يتكلم وكان وسيظل رجلا غامضا بحكم موقعه فمن المعروف أن أى أحد يعمل فى المجال المخابراتى يوقع عند استلام مهام منصبه على أوراق رسمية تمنعه من إفشاء أسرار الدولة الأمنية وبقوة القانون لم يكن فى مقدوره أن يكتب مذكراته حول ما يعرفه عن أمن مصر الداخلى والخارجى كما ان الصندوق الأسود الذى يتكلمون عنه هو صندوق الدولة وليس صندوقه هو فالجهاز الأم أقصد جهاز المخابرات هو فى حد ذاته الصندوق الأسود ووفقا لقانون السرية فإنه كان ممنوعا من التحدث فى هذا الشئون وهذا الرجل كان يعلم ما يعلمه أحد حول أخطر الملفات فى مصر فى السنوات الأخيرة منها ملف الإرهاب والأمن القومى والأقباط وملف إسرائيل بحكم موقعه السابق كمبعوث رسمى من قبل الرئيس للقضية الفلسطينية كما انه أيضا كان يعلم الكثير من أسرار الثورة .