في حضور عدد كبير من القادة العسكريين وكبار رجال الدولة، قامت القوات المسلحة بتكريم الرئيس محمد مرسي، من خلال عرض عسكرى بمنطقة الهايكستب بمناسبة توليه رسميا مهام منصبه وتأكيدا على وقوف القوات المسلحة إلى جانب رئيس مصر الجديد. بدأ احتفال القوات المسلحة بالرئيس بعد ساعات من تنصيبه أمام المحكمة الدستورية العليا وبعد خطابه الذى ألقاه فى جامعة القاهرة، وبدأت مراسم تسليم السلطة بعزف السلام الوطنى ثم كلمة للواء أركان حرب محمد صابر عطية رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، وبعدها حلقت الطائرات فى السماء وعليها علم مصر، وأعلام الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، ثم ألقى المشير حسين طنطاوى القائد الأعلى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة كلمة ثم ضربت المدفعية 21 طلقة، ثم القى الرئيس محمد مرسي كلمته. في البداية الاحتفال قال مقدم العرض إن ثورة 25 يناير ثورة سيسجلها التاريخ على أنها ثورة فريدة، فجرها الشعب وحماها الجيش، موضحاً أنه وقف جنبا إلى جنب مع الثوار من أجل بناء مصر الحديثة التى ضحى أبناء مصر من أجلها وامتزجت دماؤهم بتراب مصر المقدس، مؤكدا أن كل مصرى سيستنشق فرحا بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وبدأ الاحتفال بمرور الطائرات الجوية نسور مصر البواسل الذين يفخرون بالانتماء إلى القوات المسلحة ومصيرهم الغالية، واستعرض مقدم الحفل جهود القوات المسلحة منذ 25 يناير وحتى الآن، وقال هذه الثورة التى أشعل شرارتها الشعب العظيم ونحن الشعب العريق نفاخر بمجد أمة تشترى النصر وأرض الكنانة بأغلى ما عندها، وتقدمت 5 طائرات هيلكوبتر تحمل علم مصر وعلم القوات المسلحة والأفرع الرئيسية للقوات المسلحة. واستعرض اللواء أركان حرب محمد صابر عطية، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، ما اتخذه الجيش من خطوات من أجل حماية البلاد عقب أحداث 25 يناير، خلال العرض العسكرى الذى نظمته القوات المسلحة بحضور الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية مساء اليوم الاثنين، من أجل الاحتفال بتنصيبه، وقال عطية إن الإجراءات التى اتخذتها القوات المسلحة، هى تأمين كافة الأهداف الاستراتيجية والقبض على 4277 هاربا من السجون والتحفظ عليهم، حتى تم تأمين السجون المدنية، ثم ترحيلهم إليها مرة أخرى، والقبض على 11855 فى أعمال الشغب وإحالتهم للمحاكم المختصة، كما أنه تم نشر 120 دورية تأمين فى أحياء القاهرة، إضافة إلى الدوريات فى المناطق العسكرية بجميع المحافظات، وتخصيص 16 خط تليفون لتلقى الاستغاثات والبلاغات عن أعمال الشغب والتعدى وتم القبض على 3685 فردا للحفاظ على القانون. وأكد أن القوات المسلحة ساهمت فى حماية الجزر الاستراتيجية من خلال القوات البحرية، وحماية قناة السويس والملاحة البحرية، وأشار رئيس هيئة العمليات بالقوات المسلحة، إلى أن القوات الجوية وقوات الدفاع الجوى ساهمت فى تأمين الحدود المصرية والحفاظ على المجال الجوى المصرى منذ 31 يناير 2011، موضحاً أن القوات المسلحة وفرت 9 كتائب ميكانيكية وصاعقة لتأمين الحدود المصرية، واشار إلى أن القوات المسلحة أصدرت 104 بيانات للتواصل مع الشعب المصرى بالإضافة إلى قيامها بتوفير الحماية لنقل مليون و783 ألف طن من السلع الإنتاجية من خلال الحاويات الخاصة بالقوات المسلحة وبالتعاون مع الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء بكافة محافظات مصر. وقد تحدث المشير طنطاوي قائلا أعتذر عن حرارة الشمس، وأ شار المشير فى بداية كلمته إلى أن الحفل كان محددا له الثالثة عصرا، لكن تأخر موكب مرسى القادم من جامعة القاهرة أدى إلى التأخر عن الحفل، واضاف المشير في حياة شعبنا العظيم أحداث كبار لا تنسي، يبرز من تلك الأحداث تلك التي نشهدها اليوم من مسيرة الوطن بعد كلمة الشعب واختار الدكتور مرسي رئيسًا للجمهورية، متمنياً له التوفيق في حكم البلاد. وقد أكد المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة في كلمته على وقوف القوات المسلحة إلى جانب رئيس مصر الجديد، وأكد أن إن القوات المسلحة ستقف مع الرئيس الجديد المنتخب من الشعب، مشيرا أنه لا بديل عن الشرعية التى يرتضيها الشعب، ووجه المشير طنطاوي الشكر للرئيس محمد مرسي، علي الكلمة التي ألقاها اليوم بخطابه في جامعة القاهرة الذي أولى فيها الشكر والتقدير للقوات المسلحة ودورها في حماية الوطن. وقال طنطاوي، أوفينا بالوعد الذي قطعناه علي أنفسنا، وأصبح لدينا رئيس منتخب بانتخابات حرة نزيهة، مؤكداً على إنه حان الوقت لترك الماضي، وتوجه بالتحيه والإعزاز لأرواح الشهداء من المدنيين والشرطة أثناء أحداث ثورة 25 يناير، كما قدم التحية لرجال القوات المسلحة، على ما تحملوه للحفاظ علي شعب مصر وأمنها وسلامها، وقال المشير نعرف أن الطريق لا يزال صعبا وطويلاً، وفقكم الله سيادة الرئيس. وبعد الكلمة قدم المشير طنطاوي درع القوات المسلحة للدكتور مرسي، وهو أغلي درع في القوات المسلحة، وقام بمصافحته، وأطلقت القوات المسلحة بعدها 21 طلقة تحية للرئيس الجديد. ثم ألقى الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية كلمته وقال، أحيي القوات المسلحة في هذا اليوم العظيم، نبرهن على أن شعب مصر وقواته المسلحة، يتحركون نحو هدف واحد، واليوم نرى ويشهد العالم العربي والإسلامي نموذجًا فريدًا لم يرونه من قبل، كيف تنتقل السلطة من القوات المسلحة، إلى سلطة مدنية منتخبة، وأضاف مرسي، نحن ندلل على ذلك بأننا بحق أبناء مصر، وأن بيننا عمق انتماء أصيل ويبرز هكذا مثل اليوم، هذه الشمس التي نستظل بها هذا اليوم الكريم، فجاء يوم يقف فيه رجال القوات المسلحة، وقياداتها، والضباط والجنود، وأبناء المؤسسة الغالية على شعب مصر، يقولون فيه نعم لإرادة المصريين، يوفون بما عاهدوا الله سبحانه وتعالى، اليوم ضباط وجنود يقفون جميعًا ليقولوا نعم لإرادة الشعب، والجيش المصري لا ينحني لأحد، وأقدم لهم التحية وقت بيانهم الأول في الثورة، حيث تقدموا بالتحية للشعب، والمعروف أن التحية لا تقدم إلا لأعلى رتبة، أو أكبر إرادة، وأتقبل تسلم السلطة من المشير طنطاوي، وقدم الدكتور محمد مرسي الشكر لرئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة على أدائه التحية العسكرية لرئيس الجمهورية عند استقباله في بداية الاحتفال.