هي مذيعة كبيرة ولها تاريخها المهني في التليفزيون المصري وكانت من الوجوه التي اعتادها المشاهد علي شاشته , كما أنها تولت من خلاله العديد من المناصب , ولكن بعد الثورة كان لها رأي آخر حيث تخلت عن رئاسة القناة الأولي في سبيل العمل في قناة وليدة, كلامنا عن الاعلامية عزة مصطفي التي نقترب من عقلها أكثر في هذا الحوار.. كيف جاء انضمامك لقناة صدي البلد؟ كان هناك عروض من أكثر من قناة فضائية ولكن بالنسبة لصدي البلد جاءني العرض من قبل العاملين بها من قبل أن أترك التليفزيون المصري وبعد البحث والتدقيق وقع الاختيار عليها . ولماذا وقع اختيارك علي صدي البلد تحديدا؟ لأنني وجدت أن القناة قائمة علي مجموعة من الشباب لديهم أفكار مبدعة وداخلهم حماس قوي يدفع أي شخص لأن ينطلق معهم ففضلت أن أطلع مع قناة وليدة أفضل من الظهور في قناة معروفة مسبقا , وقد اشترطت أن اعمل بشكل مهني سليم وألا يوجد أي تدخلات أو أي ضغوط من قبل صاحب رأس المال . وبعد الانخراط في العمل .. هل فرض عليك نوع معين من التغطية ؟ لا , إطلاقا لأنه منذ البداية اشترطت ألا يأتي أحد ويقول لي : هذا الموضوع ممنوع مناقشته فهذا مرفوض بالنسبة لي تماما وأنا لم أشترط أشياء مادية أثناء التعاقد بل كانت شروطي كلها مهنية ولو حدث أي تدخل من قبل أصحاب رأس المال في التغطية الإعلامية الخاصة بالبرنامج الخاص بي أكيد سأترك القناة دون أي نقاش . القنوات الفضائية الآن أصبحت إما قنوات فلول أو ثورية .. فما رأيك في هذا التصنيف؟ والله حتي لو هذا التصنيف موجود بالفعل فالمسئولية تقع علي المذيع والقائمون علي البرامج ' شطارتهم انهم يشتغلوا بشروطهم وليس بشروط القناة '. وما رأيك في وصف قناة صدي البلد بأنها فلول لأنها صاحبها محمد أبوالعينين؟ ومن من أصحاب القنوات الفضائية الآن لم يكن له علاقة بالنظام السابق , حتي الإعلام المصري له علاقة بالنظام السابق فيجب أن نكون واقعيين ولا نردد شعارات فقدت معناها . هل تتوقعين ان يتقبل الجمهور صدي البلد كما فعل من قبل وتقبل ال cbc ؟ والله أنا لا يهمني ذلك مادمت أقدم عملي بشكل سليم , وأقدم مادة إعلامية محترمة لا يعنيني أي شيء بعد ذلك , لدرجة أنني أحيانا أنسي من صاحب القناة فالأهم أن يصدقني الجمهور فقد كان لي كل الشرف ان أشترك في مبادرة نظمها مجموعة من الإعلاميين هدفها تقديم مشروع قانون لمجلس الشعب ينص علي ضرورة الالتزام الاعلامي بآداب المهنة وفي نفس الوقت دون أي ضغط من أي صاحب رأس مال لأن هذه الوثيقة هي حماية للإعلام والإعلاميين وضمان أن ينتهي عصر الإعلام الموجه , فنحن انتهينا من سيطرة القصر الرئاسي علي الإعلام ووقعنا في سيطرة أصحاب رءوس الأموال علي قنواتهم وهذا حدث مع العديد من الزملاء . يقال إن المقابل المادي في القناة خيالي .. هل هذا صحيح؟ حكاية الدخل هذه معروف أنها عبارة عن عرض وطلب فمادام صاحب القناة راضيا .. إذن ما هي المشكلة , الناس شاغلة بالها ليه؟ كيف كان استعدادك للتحول من برامج المنوعات الي برنامج توك شو سياسي؟ انا لم أعمل في مجال المنوعات البحت , فأنا قدمت جميع أنواع البرامج ولم أكن حكرا علي مجال المنوعات , وفي الفترة الأخيرة قدمت برامج ثقيلة مثل ' أسرار الليل ' و ' خاص جدا ' وأخيرا برنامج ' بين قوسين ' الذي عرض في رمضان الماضي وكلها برامج تشمل الموضوعات الثقافية والسياسية وحاليا اقدم برنامج توك شو ولا أري فيه أي زيادة علي ما كنت أقدمه سابقا , فقد كنت أستضيف مصادر زاد عليها اليوم أنني أقدم أخبارا . وكيف ترين المنافسة بين هذا الكم الهائل من برامج التوك شو؟ كل هذا الكم الهائل من البرامج مطلوب ومطلوب أيضا عدد قنوات أكثر خاصة أننا شعب يمتاز بأنه مشاهد جيد جدا للتليفزيون لكن في النهاية كل مشاهد يثبت عند من يصدقه ويقتنع به ولكن لابد أن نأخذ في الاعتبار أن هناك قنوات تلعب علي تاريخها مع المشاهد وهذه النقطة لا يمكن تجاهلها وفي نفس الوقت المشاهد المصري شغوف بالتعرف علي كل ما هو جديد فأكيد هو يشاهد كل القنوات الجديدة وماذا تقدم , ولكن للأسف قناة صدي البلد مازال ينقصها الدعاية اللازمة الموجودة في باقي المحطات الفضائية . وماذا عن المنافسة داخل القناة نفسها وداخل برنامج استوديو البلد الذي يقدمه معك دينا رامز وحمدي رزق؟ كل واحد له طريقته في الحوار , وحتي أداؤنا الإعلامي ليس متشابها بالمرة , وأيضا كل واحد منا له مجموعة العمل الخاصة به ولكن من الطبيعي جدا أن تحدث مقارنة بيننا , وطبيعي جدا أن تحدث المنافسة , وهي في النهاية لصالح المشاهد . هل تشعرين أن الثورة ظلمتك؟ لا أعرف , ولكن ما أؤكده أنني اخترت برغبتي وبحريتي الكاملة أن أمارس مهنتي كمذيعة عندما خيرت بينها أو أن أتولي منصبا داخل ماسبيرو فرفضت هذه المناصب إيمانا مني بضرورة أن كل فرد لابد أن يحصل علي فرصته ووجدت أن هناك كوادر أفضل مني لابد أن تتولي مناصب داخل مبني التليفزيون وأري نفسي في أن أكون مذيعة , كما أن التليفزيون المصري لم يتخل عني إطلاقا ولكن من الطبيعي أن أجدد . هل من الممكن أن تعودي الي التليفزيون المصري مرة أخري؟ التليفزيون المصري صاحب فضل علي لا يمكن أن أنكره فهو ' اللي عملني ' ومازال ولائي وانتمائي للتليفزيون المصري فهذا المبني صرح عظيم أخرج كل كوادر القنوات الفضائية ومازال التليفزيون المصري به كوادر عظيمة من أول فني الكاميرا حتي الإعلامي . وما الذي تشترطينه لكي تعودي إلي شاشات التليفزيون المصري مرة أخري؟ وارد جدا أن أعود لماسبيرو في أي وقت ودون أي شروط . وما رأيك في ثورة العاملين داخل التليفزيون المصري؟ هذا حق طبيعي لهم لأن وقت القيود ولي فأنا أؤيدهم تماما في ثورتهم لأنهم يطالبون بحرية رأي وإعلام مهني فلا يجوز أن نعود إلي زمن التعتيم الذي كنا نعيشه . يلاحظ أنك تسيرين علي سياسة ماسبيرو القديمة وهي التحفظ في التعبير عن آرائك علي الهواء؟ في لقاءاتي مع الضيوف ممكن المشاهد يستشعر رأيي ولكني بالفعل ألتزم بالمهنية بشكل كبير ولكن في سياق آخر ممكن أعبر عن رأيي بكل صراحة بمعني لو كنت ضيفة في برنامج لا أخاف أو أخجل أن أعبر عن رأيي بمنتهي الحرية , ولكن لايجوز أن أعبر عن رأيي السياسي علنا علي الهواء , ومن المفروض أن أكون في موضع الحيادية , فأنا أستضيف كل الأطياف دون التحيز لطرف علي حساب آخر , وهذا هو الفارق بين الإعلامي ومقدم البرامج وفي الخارج يعرفون دور الإعلام في هذه المنطقة ولذلك أوباما اثناء حملته الرئاسية كان مهتما بالإعلام أكثر من اللازم وكلنا نعلم أن أوبرا وينفري هي من صنعت كاريزما أوباما .