رغم أنه لم يتبق سوي ساعات علي الانتخابات .. إلا أن هناك كثيرين لم يحسموا موقفهم حتى الآن ولا يعرفون لمن سيدلون بأصواتهم ، وهناك مشاعر من الحيرة والتردد تنتابهم ، فهناك من يري أن ضميره يملي عليه أن يؤيد مرشحاً معينا إلا انه يري أنه عليه ان يصوت لأخر بحجه أن الثاني لديه الكثير مما يفتقده الأخر ، وهناك من يريد أن يريح نفسه من الحيرة والتردد وعذاب الضمير وقرر عدم الذهاب أطلاقا للانتخابات .. سألنا الدكتور محمد المهدي أستاذ علم النفس عن الضغوط النفسية التي يعاني منها الناخبون وكيف يستطيعون اختيار مرشحهم ، فقال : ظاهرة عدم وصول الناخبين المصريين لقرار فيمن سيصوتون له في الانتخابات ظاهره خطيرة ولفتت انتباه الكثيرين خلال استطلاعات الرأي التي رصدت نسبه كبيرة لمن لا يعرفون من سيكتبون اسمه غدا في كشوف الانتخابات ، وذلك يأتي نتيجة لسنوات طويلة عاشها المصريون في بعد عن القرار السياسي فدوما كان يفرض عليهم اختيار ما و الصعوبة والحيرة التي يشعر بها المواطن المصري في انتخابات الرئاسة الان لم يشعر بها في أثناء انتخابات مجلس الشعب وذلك لشعوره بأهمية منصب ومكانة رئيس الجمهورية ، وهذا الاختيار خطير ويعني الكثير ، لذلك وقع الكثيرون في حيرة محببة كما اسماها الأستاذ فهمي هويدي ، لكن التصويت غدا سيتم تحت تأثير الخوف ، الليبراليين يخشون الإسلاميين والإسلاميين يخشون ضياع فرصة تطبيق المنهج الإسلامي والفلول يخشون الثوار والثوار يخشون انتقام الفلول ورجل الشارع البسيط يخشي من حالة الانفلات الأمني والاقتصادي ويخشي علي لقمة العيش ، ومع الأسف هذا خطير جدا وانصح كل ناخب أن يختار الأقرب لما يريده وليس الافضل ، فليس هناك من هو الأفضل علي الإطلاق بين المرشحين ال 12 وعلينا أن نتذكر أن الثورة قامت من أجل أن نحارب السلبية والظلم ومن اجل العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة واختيار رئيس الجمهورية هو ثمرة من ثمار تلك الثورة المجيدة ، فعلينا الا نخوف أنفسنا من كل المرشحين علينا أن ننظر للبرامج ونقرأها جيدا ونحكم عقولنا فيما رأيناه من مرشحين وعلينا أن نتجاوز ما قيل الفترات الماضية من شائعات وادعاءات بعضها قد يكون صحيحاً وبعضها قد يكون افتراءات علينا ان نختار بوعي ، أما عن ممن قرروا عدم المشاركة لاراحة ضمائرهم فهولاء يريدون العودة لما كنا عليه أيام النظام السابق ، وهذه سلبية كبيرة وهو ما يسمي في علم النفس بالنقوص .. شخص لا يستطيع اتخاذ القرار ويريد من يتخذه عنه حتي يريح نفسه وضميره مع ان عدم مشاركته تعني فوز مرشح أخر سعي أنصاره للمشاركة من اجل فوزه وهذا يعني انك شاركت بشكل سلبي في اختيار ما لا تريده ..