تركت الفنانة وردة برحيلها فراغا كبيرا فى الغناء ، فهى لم تكن مطربة عادية انما كانت صاحبة صوت متميز و اختيارات مختلفة وكاريزما خاصة ، لذا استطاعت ان تحتل مكانة لم تستطع الكثير من مطربات جيلها الوصول لها بل و الأهم من ذلك انها استطاعت ان تحافظ على تلك المكانة حتى اخر يوم فى حياتها .. وقد تعاملت وردة مع عدد كبير جدا من المؤلفين و الملحنين يأتى على رأسهم الموسيقار الكبير بليغ حمدى الذى لحن لها قبل زواجهما واثناء فترة الزواج مجموعة من اجمل اغانيها ، وكان للموسيقار حلمى بكر ايضا نصيب من تلك الألحان .. فماذا عن ذكرياته معها هذا ما سوف نعرفه منه . كيف كان شكل علاقتك بها ؟ وردة كانت فنانة كبيرة و عظيمة بمعنى الكلمة و كانت تلقائية لأقصى درجة ممكنة فبالرغم من انها كانت تتحدث عدة لغات و كانت تتكلم الفرنسية بطلاقة غير عادية إلا انك عندما تجلسين معها تشعرين و كأنك امام سيدة بسيطة جدا فهى ابدا لم تكن تتعامل على انها فنانة كبيرة مثل انصاف و ارباع المؤديين اليوم والذين يظنون انفسهم فنانين واذكر اننى عندما تعرفت عليها كانت تقول لى انت مثل ابنى و كنت اضحك عليها و اقول لها " متكبريش نفسك قوى كده انا مش اصغر منك بكتير " و قد لحنت لها مجموعة جميلة من الأغانى تأتى على رأسها اغنية " يا خبر " للرائع مرسي جميل عزيز ، واذكر اننى عند اول بروفه لى معها شعرت ان هذه الأغنية لم يكن هناك اى احتمال لأن تغنيها مطربة اخرى فوردة كانت تشعرك و كأن الأغانى مرسومة لها . هل حقيقى انه كان هناك خلافات دائمة بينها و بين عبد الحليم ؟ ليست خلافات و لكن بعد زواج وردة ببليغ حمدى انشغل بليغ بالتلحين لها و الحقيقة انها كانت تغار عليه من ان يلحن لأى مطربة غيرها خاصة ان الحان بليغ لم يكن لها مثيل و كانت تستطيع ان تجعل من اى مطرب نجما كبيرا و كان بليغ قبل زواجه يقدم الحانا كثيرة لعبد الحليم و عندما تغير الوضع فظن حليم ان وردة هى السبب و انها تمنع عنه بليغ بسبب غيرتها من نجاحه و لكن هذا كله غير حقيقى لدرجة ان الأمر وصل الى انه كان هناك بعض الصبية الذين حاولوا التشويش على الحفلة التى غنى عبد الحليم فيها اغنية " قارئة الفنجان " فظن ان وردة و بليغ هم من ارسلوا هؤلاء و لكن هذا ايضا لم يكن حقيقياً و تمت جلسة صلح بينهما بعد ذلك و انتهت المشكلة . وما هى حكاية الأغنية التى كانت السبب فى غضب الرئيس مبارك منها ؟ لم تكن الأغنية هى السبب الرئيسى و انما كان هناك سببا اخر و هى انها كانت تغنى فى احد الحفلات وكان ذلك بعد عودتها للغناء بعد فترة انقطاع طويلة عندما قدمت بتونس بيك و حرمت احبك وحققت نجاحاً غير عادى ، المهم انها و هى واقفة على المسرح امام الرئيس السابق و زوجته طلبت منه ان يصفق ثم قالت لبقية الحاضرين " الريس بقولكوا صفقوا " مما اغضب سوزان مبارك ثم غنت بعد ذلك اغنية " جالك يوم " وقالت " ده مش ليك طبعاً يا ريس " ولذلك ظن الرئيس السابق انه المقصود بها مما اغضبه لكن الموضوع مر بسلام نظرا لأنها كان معروفاً عنها تلقائيتها الشديدة . و اظن انها كانت لها مشكلة اخرى مع الرئيس جمال عبد الناصر ؟ ليست مشكلة و لكن كان هناك شائعة شهيرة فى بداية شهرتها بمصر انها كانت على علاقة بعبد الحكيم عامر فأمر عبد الناصر بترحيلها الى الجزائر و الغريب انها ابدا لم تكن تعرف عبد الحكيم عامر و لم تشاهده فى حياتها سوى مرة واحدة فى الجزائر فى مناسبة عامة و لم تتحدث معه . ماذا فقد الفن برحيل الفنانة الكبيرة وردة ؟ فقد الكثير و الكثير فهى فنانة ابدا لن تعوض و ستظل اغانيها باقية فى وجدان الشعب العربى كله بمختلف اجياله و اعماره خاصة انها استطاعت ان تقدم اغنيات سابقة لعصرها و تصلح لكل جيل و زمن .