وضع خريطة استثمارية متكاملة لمصر يكون للشباب دور فيها .. توفير فرص عمل.. تفعيل دور الرقابة المجتمعية..وصول مصر للدول الرائدة اقتصاديا.. كلها ليست قرارات أو خطوات اتخذتها الحكومة .. ولكنها مبادرة من 25 شابا من خريجي كلية الاقتصاد والعلوم السياسية أرادوا أن يضعوا رؤية للاقتصاد المصري وحلولا لأزماته.. تفاصيل كل ذلك في السطور القادمة. في البداية تقول مرام حافظ - منسق عام المبادرة -: نحن 25 شابا من خريجي كلية الاقتصاد والعلوم السياسية , ونعمل في هيئات اقتصادية , فأنا أعمل في هيئة الرقابة المالية , ووجدنا ضرورة أن نقدم للبلد ما يفيدها من واقع دراستنا , وبما أننا كلنا دارسون للاقتصاد , وجدنا أن هناك مشكلة أساسية في عدم وجود رؤية اقتصادية للبلد تعمل علي أساسها المؤسسات سواء هيئة الاستثمار أو البنك المركزي أو غيرهما من المؤسسات , كما وجدنا خللا كبيرا جدا وعشوائية في الاقتصاد وفي القرارات بشكل عام , فعندنا نسبة فقر 20% في الأوراق الرسمية ولكن الدراسات الأقرب للواقع تقول إن الفقر لا تقل نسبته عن 40%, ولا توجد رؤية للتنمية , ولذلك كان هدفنا هو ايجاد تلك الرؤية لنصل للدول الرائدة اقتصاديا مثل تركيا , لأننا لو سرنا دون أن نعرف ما نريده سنضيع , ولذلك تجمعنا وقدمنا مبادرتنا وتوجهنا للحكومة , ووجدنا ترحيبا من الدكتورة فايزة أبو النجا , ونتعامل مع الحكومة كممثلين عن المجتمع المدني , وبدأنا نحدد أولويات القطاعات المختلفة في الاقتصاد , وبدأنا ننزل للناس في الشارع لنعرف احتياجاتهم وننقلها للحكومة , فنريد أن يكون للمجتمع المدني وجود في خطة الدولة ويتابعها لكي نحقق المشاركة الاجتماعية . رؤية مختلفة للاقتصاد المصري برعاية " أهل مصر " وتقول سارة يسري خريجة دفعة 2009 وتعمل في هيئة الاستثمار : يجب أن يكون للشباب دور في المجتمع وقرارات الحكومة , بجانب أننا لم نسمع طوال السنوات الماضية عن رؤية للاقتصاد المصري , ومن واقع عملنا في الجهات الاستثمارية وجدنا أن المسئولين هم الذين يمسكون بالسياسة وكلنا أدوات في أيديهم , ولكننا كشباب وجدنا أننا أيضا مسئولون بما أننا لدينا تخصص وهو الاقتصاد , كما أن كل الشباب اهتموا بالمبادرات السياسية بعد الثورة , ولذلك كان من المهم أن نقدم تلك المبادرة , بجانب تفرد كلية الاقتصاد والعلوم السياسة بدراسة شئون الاقتصاد الكلي مما يضع خريجيها أمام مسئولية اجتماعية ثقيلة , ووضعنا أيدينا علي أوجه النقص في الاقتصاد والمتمثلة في عدم جدوي وفاعلية السياسات الاقتصادية والاجتماعية المتبعة ووجود خطط غير فعالة طيلة السنوات السابقة , وعدم وجود رؤية عامة للاقتصاد المصري ناجمة عن توافق مجتمعي فعلي . توفير حياة كريمة للشباب علي رأس الأولويات .. هذا ما قاله أنس رأفت - دفعة 2010 ويعمل في مركز للبحوث الاقتصادية - وأضاف : مشكلة البطالة إحدي أهم المشاكل التي تواجه الشباب في الفترة الحالية , فبعد الثورة كلنا نأمل في توفير حياة كريمة , وهذا علي رأس أولوياتنا , فنقوم بتوفير فرص عمل بقدر المستطاع علي الموقع الالكتروني للمبادرة ومواقعنا الشخصية , وجميع فرص العمل متاحة , لأن أهم شيءفي الاقتصاد هو وجود فرص عمل , وخصوصا أن البحث عن فرصة عمل أصبح صعبا جدا بعد الثورة وفي ظل تدهور الاقتصاد , ولذلك وجدنا أن نساعد الدولة في هذا الشق , بجانب أننا قمنا بعدد من الوسائل لتحقيق هدفنا بشكل عام عن طريق عقد مؤتمرات وورش عمل متخصصة في القطاعات الاقتصادية المختلفة ( زراعة وصناعة , وتنمية بشرية متضمنة الصحة والتعليم والطاقة والتجارة والسياسات الاقتصادية الكلية والتمويل والاستثمار ) وذلك بالاشتراك مع الوزارات المعنية المختلفة ومنظمات المجتمع المدني المتخصصة في تلك المجالات والأحزاب المختلفة وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية والكليات المتخصصة في تلك المجالات ومراكز البحوث المتخصصة والمراكز الثقافية المختلفة , وإعداد لجان فنية متخصصة مع الوزارات والجهات المسئولة ذات الصلة لمناقشة القضايا المختلفة من وجهة نظر المجتمع المدني بخلفية علمية متخصصة , والربط والتنسيق بين المؤسسات والجهات والوزارات المختلفة في الدولة , واستخدام وسائل الإعلام المرئية والمسموعة من أجل خلق وعي ومشاركة من المواطنين , والاشتراك مع المبادرات الاقتصادية والجهات الأخري ذات الصلة لتوحيد الجهود المبذولة علي الساحة . رؤية مختلفة للاقتصاد المصري برعاية " أهل مصر " وتقول نهال إسماعيل - دفعة 2008- : كلنا لدينا الحماس لخدمة البلد وكل واحد يجب أن يخدمها من تخصصه , وأهم شيءفي الفترة الأخيرة انهيار الاقتصاد , ولذلك كان اهتمامنا منصبا علي التنمية , وأهدافنا التي نركز عليها حاليا هي تحديد ومناقشة القضايا الاستراتيجية المطروحة علي الساحة الاقتصادية بشكل علمي متخصص , والمشاركة في وضع خريطة استثمارية متكاملة , والمشاركة في وضع رؤية للاقتصاد المصري لا تتغير بتغير الحكومات والأفراد , وعمل مبادرات اقتصادية في قطاعات متخصصة مختلفة , و تفعيل دور الرقابة المجتمعية والمؤسسية من خلال المشاركة في صياغة ومتابعة تنفيذ التوجه الاقتصادي والسياسات الاقتصادية المصاحبة , ونشر المعرفة والتوعية بالمفاهيم الاقتصادية وخلق حالة من الحوار الفكري حول الموضوعات الاقتصادية في المجتمع من خلال وسائل الإعلام وقنوات التوعية المختلفة , والأهم من ذلك خلق جماعة ضغط شعبية لتفعيل السياسات والقرارات الاقتصادية للحكومة , والمشاركة في وضع رؤية للاقتصاد المصري للوصول به لمصاف الدول الرائدة اقتصاديا . أما عن إنجازات المبادرة حتي الآن فيقول محمود فوزي - دفعة 2008-: حاولنا أن نكون حلقة الوصل بين الضغط المجتمعي والحكومة , وقمنا بخطوات تعتبر إنجازاتنا حتي الآن , وهي تشكيل فريق من الشباب أصحاب خلفية علمية قوية ويعملون في جهات اقتصادية مختلفة مما منح المبادرة سمة الجمع بين الجانب العلمي المتخصص والجانب العملي الواقعي , وتشكيل لجنة علمية تضم نخبة من الأساتذة المتخصصين في المجالات الاقتصادية المختلفة لضمان الدقة العلمية لإسهامات المبادرة , وتم التواصل مع العديد من الجهات الرسمية الفاعلة علي الساحة الاقتصادية وزارة التخطيط والصندوق الاجتماعي للتنمية وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية , بجانب أننا توصلنا مع العديد من الأساتذة المتخصصين وعدد من الخبراء الاقتصاديين لعدد من المبادرات الاقتصادية في المجالات المختلفة مثل الزراعة والصناعة والموارد البشرية , وتواصلنا أيضا مع عدد من المبادرات والائتلافات السياسية والاقتصادية الموجودة علي الساحة , وشاركنا في عدد من المؤتمرات ومسابقات الأوراق البحثية التي تناقش قضايا اقتصادية متخصصة , بجانب أن أهم شيءقمنا به هو النزول إلي الأحياء المصرية مثل صفط اللبن وغيرها من الأماكن لدراسة مدي انعكاس احتياجات الناس ورؤيتها لحل المشكلات المختلفة في خطط الدولة وجدول أعمال المسئولين وذلك سعيا لتحقيق مفهوم التخطيط بالمشاركة . وعن خطة العمل في الفترة المقبلة تقول مها رجب - دفعة 2008-: سوف نقيم المبادرة بعد 6 أشهر باستخدام معايير واضحة لقياس مدي تحقيق الأهداف والالتزامات بالرؤية التي حددناها , ومن المهم بالنسبة لنا أن يكون لمنظمات المجتمع المدني مكان وتواجد في الإضافة للناتج القومي وهذا ما يحدث في كل مكان ما عدا مصر , لأن منظمات التنمية لا تقوم بدورها ونفس الشيء بالنسبة للمنظمات المدنية السياسية , بجانب أننا قررنا اتخاذ عدة خطوات أهمها تحقيق فكرة التخطيط بالمشاركة بالنزول للمحافظات والمدن والقري والأحياء المصرية حتي تتمكن الدولة من وضع خطط فعالة تعكس احتياجات المواطنين الحقيقية تبني علي أساس تمكين الأفراد دون فرض نماذج نمو من الخارج عليهم ومن هذا المنطلق يستطيع كل فرد في المجتمع تحديد دوره في تحقيق الرؤية الاقتصادية لبلده وننتهي بمؤسسات ووزارات للدولة تسعي إلي تحقيق رؤية محددة لا تتغير بتغير الأشخاص في مناصبهم , وتشكيل جماعات ضغط علي الحكومة من خلال تكتلات الجمعيات الأهلية والائتلافات والأحزاب المختلفة للوصول إلي رؤية اقتصادية بمشاركة مجتمعية تصل بمصر لمصاف الدول الرائدة اقتصاديا , والشراكة مع الوزارات المختلفة في صورة لجان فنية للتركيز علي احتياجات المواطنين ومتابعة وتقييم مدي فاعلية الخطط والسياسات وكيفية إدارة المال العام وتخصيصه , وتفعيل دور المجتمع المدني في الحياة الاقتصادية لرفع مستوي معيشة المواطن وتحقيق التوزيع العادل للثروات علي الأفراد بمبدأ ومفهوم العدالة الاجتماعية , والمشاركة في رسم خريطة استثمارية لمصر مبنية علي أساس رؤية مصر الاقتصادية ومعتمدة علي مفهوم التنمية الذاتية للأفراد في مختلف أنحاء البلاد , وجذب وانضمام المزيد من الشباب المثقفين والفاعلين في مجال التواصل المجتمعي والتنمية والمهتمين بالمجالات الاقتصادية من كل أنحاء مصر لتوسيع قاعدة الناشطين بالمبادرة والتوعية وتفعيل مبدأ التخطيط بالمشاركة , وهناك أهم شيءوهو تبني ملف وضع استراتيجية موحدة للتعليم الفني الصناعي في مصر في إطار شراكة مع الوزارة , وتحقيق أقصي استفادة من موارد الدولة الموجهة لهذا القطاع المهم الذي يعد محورا للارتقاء بالاقتصاد , وإعداد دراسة عن سياسات الأجور وأبرز تجارب الدول بهذا الصدد وتقديمها لمعهد التخطيط .