الشيخ محمد حسين يعقوب يبتعد أحياناً مما يثير علامات استفهام من وقت لآخر حول الحياة الأخرى للشيخ خلف منابر الدعوة .. ولا نقصد بالحياة الأخرى الحياة الخاصة وإنما كما هو واضح فإنه بخلاف ظهوره فى برامجه الفضائية أين نجد الشيخ يعقوب ولماذا يصر دائما على الانزواء بعيدا على عكس الشيخ محمد حسان الذى يسرق الكاميرات لاهتماماته العامة .. السطور التالية سعت للاقتراب من الشيخ يعقوب للإجابة على السؤال الذى يحمله عنوان هذا التقرير ... كانت غزوة الصناديق نقطة مفصلية فى علاقة الشيخ بالإعلام والرأى العام فيما يتصل بالقضايا والأحداث الجارية .. فالشيخ حسين يعقوب طيلة مشواره الدعوى كان ينأى دائما عن الصغائر ويركز فقط على القضايا التى تمس صميم العقيدة وقد قرر لسنوات طويلة أن يبتعد تماما عن أى مشادات أو خلافات فى الرأى حيث وهب نفسه للعلم والعبادة فقط .. وبعد ثورة يناير خرج شيوخ السلف عن صمتهم .. خرجوا أيضا من دائرة الإنغلاق داخل العمل الدعوى بعد أن فرض عليهم أمن الدولة طوقا أمنيا خانقا جعلهم يعيشون فى عزلة بإستثناء عملهم الدعوى جعلهم أيضا يهربون من الواقع إلى أصداء وعوالم أخرى تكتظ بها كتب السلف والخلف من ابن تيمية وابن القيم وخلافهم .. وكان الشيخ يعقوب بالمثل مبعدا وممنوعا من الخطابة فى المساجد الكبرى وممنوعا من ارتياد الجامعات والكليات بما فيها جامعة الأزهر نفسها .. لكن بفضل مناخ الحرية الذى أتت به ثورة يناير فقد وجد شيوخ السلفية الطريق معبدا للمشاركة فى العمل العام والخروج من بوتقة العمل الدعوى الضيق ووجد الشيخ محمد حسين يعقوب كما وجد غيره أن يدلى بدلوه فى أى شأن سياسى وكان موعد الاستفتاء على الدستور فى مارس من العام الماضى فتحدث الشيخ فى أحد لقاءاته عن الاستفتاء وعبر عن موقفه الداعم للموافقة على التعديلات وسميت غزوة الصناديق وقامت الدنيا ولم تقعد على هذا الوصف وشعر الشيخ يعقوب بالحرج فتراجع عن موقفه وقال فى لقاء تال أنه كان يمزح وبعفوية وبساطة والدعوة والساحة مفتوحة وتسعنا وتسع غيرنا وأنا عمرى ما تكلمت عن أحد وعمرى ما أسأت إلى أحد لكن أشد ما جرحنى فعلا ما قاله البعض من أننا عملاء لأمن الدولة ونحن الذين منعنا من مساجدنا طيلة السنوات الماضية" كان ذلك هو رد الشيخ يعقوب الذى بدا مندهشا من تعليقات الآخرين وتعقيباتهم على حديثه ربما فى سابقة لم تحدث منذ أن بدأ مشواره الدعوى وجد الشيخ أن القلوب ليست صافية بما يكفى حتى يتحدث بحسن نية .. لكن الشيخ لم ييأس واستغل الفرصة وخرج إلى عالم الحياة فرأيناه فى شهر مايو من العام الماضى يدخل جامعة الأزهر فى سابقة فريدة لم تتكرر حيث دعاه الطلاب ليكون متحدثا فى إحدى الندوات بكلية التجارة بمقر الجامعة بمدينة نصر وبعدها بأيام حاضر الشيخ فى ندوة أخرى بمسجد المدينة الجامعية بجامعة القاهرة.. وانتقل الشيخ ليخطب فى عدد من مساجد وزارة الأوقاف الكبرى مثل الجامع العباسى بمدينة شبين الكوم بالمنوفية وخطب قبل عدة أيام فى مسجد الفاروق بالتجمع الخامس بالقاهرةالجديدة كما خطب الجمعة فى مسجد عثمان بن معن بالوراق وفى السادس من مارس الجارى شارك الشيخ يعقوب بصحبة الشيخ محمد حسان فى المؤتمر الرابع للأمة والخطباء الذى تنظمه وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بدولة الكويت. أحد المقربين من الشيخ رفض الحديث بشكل تفصيلى عن حياة الشيخ يعقوب ولكنه أكد أن الشيخ لم يختف وإنما هذه سنته فى الحياة حيث يكره الشهرة وتعب الرأس ويفضل أن يقضى وقته فى ذكر الله وفى مواصلة العمل الدعوى والشيخ حضر الأسبوع الماضى ما يسمى بمجالس التحديث والتقى بفضيلة الشيخ عبد الوكيل عبد الحق الهاشمي بمسجد الروحان - الحي 13 - مدينة الشيخ زايد ، وتهتم مجالس التحديث بالحديث النبوى الشريف والشيخ أوصى الناس فى هذه المجلس بالإخلاص وقال أنه ما صدق الله عبدا أحب الشهرة. ومن ناحية أخرى فإن مدرسة الشيخ يعقوب لا تتوقف مطلقا عن الذكر هذه المدرسة تعرف باسم " المدرسة الربانية " وتقع هذه المدرسة فى مسجد رب العالمين بميدان فودافون بالسادس من أكتوبر ويقدم فيها الشيخ درسا يوم الأربعاء من كل أسبوع عقب صلاة العشاء . الخلاصة ان الشيخ يعقوب آثر ان يعيش بنفس طريقته القديمة مركزا حياته وجهوده فى العمل الدعوى وربما تشغله أشياء أخرى تتعلق بحياته لكنه بلا شك يختلف فى الواقع عن الشيخ محمد حسان الذى يفرض نفسه بالمشاركة فى الشأن العام..