أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم "الأربعاء" عن خيبة أملها لعدم تحقيق تقدم في يومين من المحادثات في طهران بشأن البرنامج النووي لإيران. وقالت الوكالة التي يوجد مقرها في فيينا فى بيان لها بعد المحادثات بالعاصمة الإيرانية في 20 و21 من فبراير الجاري أوردته قناة "الجزيرة" الفضائية اليوم "خلال الجولتين الأولى والثانية للمناقشات طلب فريق الوكالة الإذن بدخول الموقع العسكري في بارشين ولم تأذن إيران في هذه الزيارة". وكان فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أنهي زيارة لمدة يومين الى إيران دون الحصول على موافقة طهران على التعاون معه بشأن برنامجها النووي. وعلى جانب آخرقال البيت الابيض ان احد كبار مساعدي الرئيس الامريكي باراك أوباما أبلغ زعماء اسرائيل في مطلع الاسبوع ان الوقت مازال متاحا امام المساعي الدبلوماسية الرامية الى منع ايران من امتلاك سلاح نووي. جاء ذلك وسط مخاوف متزايدة من ان تلجأ اسرائيل إلى توجيه ضربة مسبقة لإيران. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني أمس ان مستشار الامن القومي الأمريكي توم دونيلون أبلغ الزعماء الاسرائيليين ان واشنطن تشاركهم قلقهم من البرنامج النووي الايراني لكنه شدد على ضرورة السماح للعقوبات بأن تؤتي تأثيرها. وقال كارني للصحفيين معلقا على زيارة دونيلون لاسرائيل في بداية الاسبوع ورأي البيت الابيض في طموحات ايران النووية "نحن نتفهم قطعا تزايد المخاوف لدى اسرائيل بالنظر الى موقعها الجغرافي والظروف الاخرى التي تهم اسرائيل في هذا الشأن." وأضاف قوله "فضلا عن ذلك فإننا نعتقد ان النهج الذي اتبعته الحكومة (الأمريكية) أدى إلى مستوى من التوافق داخل المجتمع الدولي فيما يتعلق بسلوك إيران لم يتحقق قط من قبل وأسفر عن مستوى من الإجراءات العقابية لم يتم التوصل إليها من قبل وكان لها أثر ملموس. ونحن نعتقد انه يوجد وقت كاف ومجال لمحاولة علاج هذا الأمر بشكل سلمي." وتقول ايران ان برنامجها النووي سلمي لتوليد الطاقة لا لتطوير أسلحة. لكن قيام ايران بنقل عمليات تخصيب اليورانيوم الى موقع جبلي حصين ورفضها التفاوض بشأن ضمانات لسلمية برنامجها أثارا مخاوف أمنية خاصة في اسرائيل كما تصاعدت مخاوف بشأن امدادات الخليج النفطية. وكان دونيلون احدث مسؤول في سلسلة من المسؤولين الامريكيين الكبار الذين سافروا الى اسرائيل في الاسابيع الاخيرة لنقل مخاوف الولاياتالمتحدة من اي هجوم على ايران. وقال جيمس كلابر مدير المخابرات الوطنية الامريكية الاسبوع الماضي انه سيزور اسرائيل قريبا لمناقشة تبادل معلومات الاستخبارات. وأقر الجنرال مارتن ديمبسي رئيس الهيئة الأركان الامريكية المشتركة الذي سافر الى اسرائيل الشهر الماضي في مقابلة تلفزيونية في مطلع الاسبوع بوجود اختلاف في وجهة نظر البلدين الحليفين في أفضل خطة عمل بشأن ايران. وقال ديمبسي لشبكة (سي.ان.ان) التلفزيونية "انا على يقين ان زعماء اسرائيل يتفهمون مخاوفنا من ان ضربة في هذا الوقت سيكون لها أثر مزعزع للاستقرار ولن تحقق أهدافنا على المدى البعيد." وأضاف "وأتفهم ايضا ان اسرائيل لديها مصالح قومية متفردة. فهم بالطبع يعتبرون ان ايران تمثل خطرا على الوجود بطريقة ما بينما نحن لم نخلص الى ان ايران تمثل خطرا على الوجود." وتنامت التكهنات بأن اسرائيل قد تشن هجوما على منشآت ايران النووية لمنع الجمهورية الاسلامية من تحقيق تقدم على مسار انتاج السلاح. لكن اللفتنانت جنرال رونالد بورجس رئيس وكالة مخابرات الدفاع الامريكية أبلغ الكونجرس الاسبوع الماضي ان وكالات المخابرات الامريكية تعتقد ان اسرائيل لم تتخذ قرارا بشن هجوم. ويعتقد على نطاق واسع ان شن هجوم على ايران سيرفع اسعار النفط ويعرض الاقتصاد الامريكي للخطر بل وفرص اعادة انتخاب أوباما لفترة رئاسية ثانية. وقد يتعرض أوباما لضغوط ليساند اسرائيل في اي تحرك تتخذه. ويتهم مرشحو الرئاسة المحتملون من الحزب الجمهوري الرئيس الديمقراطي بأنه لين في التعامل مع طهران. وقال رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة في المقابلة مع (سي.ان.ان) إن توجيه ضربة عسكرية لايران سيكون قرارا متعجلا لانه لم يثبت ان ايران ستستخدم فعلا قدراتها النووية لتصنيع قنبلة ذرية. وصرح ديمبسي بأنه واثق من ان اسرائيل تعلم ان هذا هو موقف الولاياتالمتحدة لكنه لم يصل الى حد القول بأن الامريكيين أقنعوا الاسرائيليين بأنه من الافضل عدم مهاجمة ايران. وأمس الثلاثاء كرر كارني ان البيت الابيض لم يستبعد من على الطاولة اي خيار بشأن حسم المواجهة لكنه لم يذكر تفاصيل الخيارات المطروحة للنقاش. وأعلن البيت الابيض يوم الاثنين ان الرئيس الامريكي سيجتمع مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الخامس من مارس آذار القادم. وسيقوم نتنياهو بزيارة واشنطن لالقاء كلمة امام المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الامريكية الاسرائيلية (ايباك) الذي سينعقد خلال الفترة من الرابع الى السادس من مارس.