مهمة دقيقة تتولاها د. نهلة الصعيدي تعبر عن الاهتمام الذي يوليه الأزهر الشريف بطلابه الوافدين، فهي إلي جانب عمادتها لكلية العلوم الإسلامية للوافدين تضطلع بمسئولية الإشراف علي مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين، وهي المهمة التي تهدف لتحقيق منظومة تعليمية إسلامية رائدة. التقينا د. نهلة لنتعرف علي أهداف المركز والخطوات التي تمت للتيسير علي سفراء الأزهر وتتحدث عن الجديد في المناهج والخدمات. • في البداية كان السؤال عن تعدد شكاوي الطلاب الوافدين من الكثير من السلبيات التي تواجههم..فما الجديد للتيسير عليهم؟ - يدرس في الأزهر الشريف ما يتعدي 40 ألف وافد، من أكثر من 100 دولة في العالم ويقدم الأزهر أكثر من 4 آلاف منحة سنوية للطلاب الوافدين ومن الطبيعي ان تكون هناك عقبات ومشاكل ولدينا تعليمات مباشرة بتذليلها ونجد كل الدعم من الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر بتقديم كل التيسيرات للوافدين الذين يعتبرهم أبناءه وليس هناك دليل علي اهتمام الأزهر وإمامه الأكبر بالوافدين أكبر من إنشاء مركز تعليم العربية لغير الناطقين بها، وإنشاء مركز تطوير تعليم الوافدين ويسبق ذلك تخصيص كلية العلوم الإسلامية للوافدين وكذلك إنشاء برلمان الطلاب الوافدين ليتمكنوا من خلاله التعبير عن مشاكلهم وطرح الحلول بالتواصل مع قيادات الأزهر وفي مقدمتهم الإمام الأكبر الذي يعتبر ضيوف مصر والأزهر أبناءه ويضعهم نصب عينيه ولا يقبل أي تقصير تجاههم،وقد انتهينا من إعداد وثيقة المناهج لمعهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وهو المعهد الذي أعدنا اكتشافه فلم يكن أحد يسمع عنه رغم وجوده منذ 27 عاما، ويتم حاليا إعداد الكتب في 6 مستويات لتعليم اللغة العربية، وتمت إعادة هيكلته بشكل كامل وتدريب المعلمين، كما أعدنا تطوير المناهج للوافدين بحيث تكون منظومة كاملة من الروضة وحتي الانتهاء من الدكتوراة حيث سيكون لدينا للمرة الأولي معهد للروضة والابتدائي للوافدين وسوف نعتمده قريبا. مشاكل الوافدين في أكثر من لقاء يؤكد شيخ الأزهر اهتمامه بالطلاب الوافدين وأنهم في مسئوليته حتي عودتهم لبلادهم سفراء للأزهر والإسلام حدثينا عن ذلك؟ احتواء مشاكل الوافدين هو الشغل الشاغل للإمام الأكبر شيخ الأزهر، وهو داعم ومساند لنا أولا بأول ونجح منذ أيام في حل مشكلة كبيرة كانت تواجه الوافدين وهي مشكلة تجديد الإقامة حيث كان يقتصر التجديد علي المكان الأول الذي استخرجت منه وهو أمر كان يعرضهم للغرامات والحبس وقد استجاب وزير الداخلية لطلب الإمام الأكبر بتخصيص مكتب في مدينة البعوث لتجديد كل إقامات الطلاب الوافدين، ونحن طبقا لذلك نعمل ،فالجميع مهتمون بالطلبة الوافدين من حيث المنح والتسهيلات وحتي الجانب الترفيهي حيث انشأنا وحدة للإندماج الثقافي بينهم حيث كانت كل مجموعة من جنسية لا تختلط مع الأخري فاستحدثنا أنشطة لتسهيل اندماجهم. فالوافدون تركيبة كبيرة معقدة :أعمار مختلفة وجنسيات متعددة ولغات شتي ويعمل الأزهر علي دمجهم واحتوائهم وحل مشاكلهم. شكوي الطلاب من عدم تدريس البعض لهم باللغة العربية الفصحي كيف يمكن التغلب عليها؟ - يتم حاليا تشكيل لجنة من أجل إعادة النظر في المواد وتطوير المناهج، وقام المركز بالإعلان عن حاجته لمعلمين يجيدون الشرح باللغة العربية الفصحي، والتعامل مع الطلاب الوافدين، وسوف يعقد العديد من الاختبارات والمقابلات للتأكد من ذلك، ، وبهذا سوف يتم العمل علي حل هذه المشكلة من جذورها ولن تتكرر مرة أخري وذلك وفقا لتعليمات الإمام الأكبر المتتالية حيث يتابع كل صغيرة وكبيرة تخص الطلاب الوافدين، ونعمل علي تطوير المنظومة التعليمية للطلاب الوافدين، من خلال تطوير المناهج الدراسية التي عكف علي إعدادها وإخراجها ما يزيد علي تسعين عضوا من صفوف العلماء الأكاديميين والتربويين بكليات جامعة الأزهر، وبالاشتراك مع مدرسي المعاهد التي يشرف عليها المركز، وذلك وفقا لمعايير وأسس تراعي رسالة الأزهر في تعليم اللغة العربية ومهاراتها لغير الناطقين بها وتعليم العلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم وغرس القيم الإسلامية. منهج خاص هناك مطالبات بتخفيف المواد الدراسية خاصة الثقافية، وأن يكون الشرح والاستفاضة في العلوم العربية والشرعية؟ - نعمل بالفعل علي تطوير المناهج بما يناسب الطالب الوافد ويحافظ علي رسالة الأزهر ، والطالب لا بد أن يتمتع بثقافة واسعة عريضة تمكنه من التواصل مع مقتضيات العصر وتوسع مداركه . ماهي الخدمات الجديدة التي ستتاح لضيوف مصر بالأزهر؟ - نجح المركز في تخصيص مجموعات تقوية يقوم بالشرح فيها كوكبة من الأساتذة الذين يتم اختيارهم بعناية فائقة ويقومون بشرح المناهج باللغة العربية الفصحي، وبالمجان، بعد انتهاء اليوم الدراسي،كما تم ايضا تفعيل مدرسة الإمام الطيب لتحفيظ القرآن للطلاب بالمجان، عقب انتهاء فصول التقوية كل ذلك في اطار اهتمام المركز بالطلاب من اجل الارتقاء بمستواهم وتحصيلهم العلمي وحفظ القرآن للتيسير عليهم وتشجيعا لهم علي مواصلة تحصيل العلم، كما تم حل مشكلات الطلاب عن طريق الشباك الواحد »تلر»، علي طريقة البنوك يتم من خلالها حل مشكلات الجوازات والاقامة والهدف من ذلك توحيد كافة الادارات والخدمات في مكان واحد من أجل التيسير علي الطلاب،كما أن الفترة القليلة المقبلة سوف يتم تدشين البوابة الالكترونية للمركز و سوف يكون بها ركن خاص لتلقي الشكاوي الكترونيا وسيتم تخصيص موظف لتجميع الشكاوي ودراستها وعرضها علي المختصين،ونسعي لتصميم برامج تعليمية إثرائية (نظامية، عن بعد) لدعم التعليم المستمر للوافدين وتطوير استراتيجيات التدريس المتبعة حاليا وتوظيف التكنولوجيا الحديثة لمواكبة التطور الحادث في النظام التعليمي نحو استخدام المحتوي الرقمي. تيسيرات تعدد الاجراءات وتأخر صدور التصريحات من أبرز شكاوي الوافدين.. كيف نتغلب علي ذلك؟ - يقوم بتقديم كل ما من شأنه التسهيل والتيسير وحل مشكلات الطلاب للارتقاء بمستواهم العلمي ، وتوحيد الوجهات التي يتردد عليها الطالب في مكان واحد لانهاء كافة أوراقه وتأهيل المعاهد والطلاب ماديا ومعنويا وعلميا وتثقيفيا، كما يقوم المركز بادخال كل ما هو جديد في العملية التعليمية، حيث سيتم ادخال القسم العلمي في الدراسة ،و سيتم توحيد الزي الدراسي للطلاب والمعلمين ، وصرفه مرتين في العام بالمجان، كما سيتم استحداث مرحلة رياض الأطفال لخدمة الطلاب والطالبات المتزوجين ومن لديهم أطفال،كما أن المركز يقوم بتبسيط المناهج والدراسة وتوفير معلمين علي أعلي مستوي وعمل مجموعات تقوية في المناهج وفي تقوية اللغة العربية لدي الطلاب ، ولأول مرة ستكون هناك كتب ثقافية أزهرية ، وسيتم اعتمادها دوليا ، ويتيح الموقع الالكتروني الخاص بالمركز تقديم كافة الخدمات والتواصل دون مشقة وقبلها كان الطالب الوافد حينما يأتي للتقديم للدراسة بالازهر كان ينتظر مدة من 4 إلي 10 أشهر لاستخراج الموافقات الأمنية أو الادارية من الأزهر خاصة الطالب الذي لم يأت علي منحة، من هنا جاءت فكرة الموقع الالكتروني ، حيث ستكون به مساحة لنشر كافة الفعاليات والأنشطة والأحداث الخاصة بالمركز، وسيتيح خدمة التقديم للطالب الوافد وهو في بلده ويتم تسجيل بياناته، ثم نوافيه بكافة المخاطبات ونظل في تواصل مستمر معه حتي الموافقة علي التحاقه بالدراسة في الأزهر.
