• الأزهر وهيئة كبار علمائه.. نريد إطلالة وبداية، فماذا تقول؟ - أقول: إن الأزهر كلمة في لفظها استيعاب ووعي ولمعناها إشعاع ووحي فهي زمان ومكان ودين ودنيا وتاريخ، تلتفت الآذان عند سماعها إلي أدهار طويلة من الزمان ظل الأزهر خلالها ولا يزال وسيظل بإذن الله برعاية إمامه الطيب المطيب طودا شامخا أشم وبدرا كاملا أتم، يصد غارات المعتدين علي الدين، ويحفظ تراث الإسلام والمسلمين وتبزغ أنواره ساطعة تخترق دياجير الظلام لتُعَبِّد الطريق للسالكين والراغبين وتلك هي رسالته، رسالة العلم والدين، حتي غدا يلقب بحارس الدين، وقبلة العلم وكعبة العلماء والمتعلمين، وأضحي أنموذجا فريدا لعراقة الماضي، وعنوانا صادقا لمجد الحاضر، وأملا مرتجي يتطلع في ظله المسلمون إلي آفاق رحيبة للمستقبل؛ في ظل مشيخة إمامه الطيب المطيب فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، واحتضان مصر كلها قيادة وحكومة وشعبا له، وابتهاجها وفخارها به، واعتزازها بتميزها دون غيرها من الدول بوجوده علي أرضها، تبعث إليه دول العالم طلابها، وتستعين بعلمائه عندها، يشق طريق ألفيته الثانية بقوة وتمكن واقتدار مضطلعا بمهام جسام ومسئوليات عظام، يوجبها عليه ويفرضها تاريخه العريق الذي تشهد به الأحداث والوقائع والأعوام، وكان بفضل حمله لها مكتوبا له البقاء والعزة والدوام حتي فاق اسمه اسم نيل مصر والأهرام وصارت مصر تلقب بمصر الأزهر. هل هناك جهود ملموسة للهيئة منذ عودتها تسايرالتطورات المجتمعية وتواكب القضايا المستجدة؟ - هيئة كبار العلماء فهي منذ بدايتها تعمل جاهدةعلي الجمع بين الأصالة والمعاصرة وتلبية حاجات الأمة العربية والإسلامية، وترسيخ الوسطية والاعتدال وإشاعتهما في مجتمعاتها ومنها إلي مختلف دول العالم، وكما نعلم أنه قد جدت منذ سنوات؛ متغيرات محلية وإقليمية وعالمية، فكان للهيئة دورها الفاعل ببيان ما يحتاج لرأي الشرع الشريف والإسهام في تحقيق التوازن الفكري والأمن المجتمعي. ويقوم أعضاء الهيئة مصطحبين تاريخهم العلمي المديد بمهام متعددة كالمشاركة في الأروقة الأزهرية بنشر العلم الصحيح، وشرح أمهات كتب التراث وربطها بواقع الناس وما تموج به حياتهم من أقضية ووقائع، والمشاركة في اللقاءات العامة والندوات، والإسهام في تدريب الأئمة والوعاظ القادمين للأزهر من مختلف البقاع، وتصحيح المفاهيم بالأدلة والبراهين، وتحصين الشباب ضد الأفكار الإلحادية، وقد أقيم من وقت قريب بقاعة الإمام محمد عبده ملتقي هيئة كبار العلماء وكان موضوعه (أحكام الشريعة الإسلامية بين الثابت والمتغير) لمعالجةالقضايا التي يحتاج إليها المجتمع، إضافة لما يصدر عن حضراتهم من نتاج علمي كتب وأبحاث ومقالات وخطب ودروس دعوية وغيرها كثير. محاربة التطرف حدثنا عن جهود الأزهر في محاربة التطرف بنوعيه:تشددا وانحلالا؟ - أقام الأزهر الشريف من بضع سنوات في عهد إمامه الطيب وبرعايته (المركز العالمي للرصد والفتوي الإليكترونية)وهو يعمل ليلا ونهارا وله هيكله العلمي والإداري وينطلق من رؤية تضع نصب أعينها ما يدور في العالم من حولنا وبخاصة نزعات التطرف، ونزغات الإلحاد، ومعهم باقي وحدات الأزهر كل في دائرة اختصاصه بحيث يخرج العمل بصورة تكاملية وكاملة؛ لحماية شبابنا عماد الأمة ومستقبلها من التطرف الفكري أو الشذوذ الخلقي، والذي سواء كان هذا التطرف ينحو منحي التشدد في الدين وهو ما يعرف بالغلو، أو تطرف يتجه دون أن يدري لتنحية الدين من الالتزام به، والتحلل من مسئولياته وتبعاته؛ للانسياق دون ضابط وراء الغرائز والشهوات، متدرجا في غياهب الظلمات ليصل إلي إنكار الدين عالم الغيب وإنكار الحقيقة الكبري وهو الوجود الإلهي، وقد كان بحمد الله تعالي للهيئة نصيب وافر وإسهامات مشهودة بريادة رئيسها فضيلة الإمام الأكبر، للوصول بالمجتمع وبخاصة الشباب إلي مرفأ الأمن والاطمئنان واليقين، وسبيل الهدي والرشاد، ومنهاج الوسطية والاعتدال، ومن ذلك علي سبيل المثال سلاسل اللقاءات التلفزيونية المتعددة لشيخ الأزهر طيلة العام، وإخراج كتاب هدية باسم الهيئة مصاحبا لمجلة الأزهر مطلع كل شهر هجري؛ ينير الدرب ويهدي الحياري ويصحح المفاهيم، كما تتعدد أنشطة السادة أعضاء الهيئة وتتنوع في هذا السبيل. كلمة الأقلية لفظ استبدله الأزهر وإمامه الأكبر بالتعبير الصحيح (المواطنة) فكيف تتحقق؟ - نعم فالأقلية لفظ منبوذ أزهريا فالكل مواطنون والمواطنة واقع معيش علي أرض مصر، وجزء من نسيج شعبها، فليست مجرد ندوة تعقد أو مؤتمر يقام، وهو أمر متحقق في الأزهر ومتجسد في حرص قيادات الازهر وفي مقدمتهم إمامنا الاكبر علي الذهاب لأشقاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم، وفي رفضه الذي أعلنه خلال المؤتمر العالمي للإفتاء منذ أعوام قلائل لمصطلح الأقليات، وتأكيده أن كل المصريين مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، وبيت العائلة علي ذلك خير شاهد ومثال. لإمامنا الأكبر خصال لا يعرفها كثير ممن لم يشرفوا بالاقتراب منه؟ - يتميز فضيلة الإمام الأكبر بخصال تؤكد أن هذه المنصب اختيار رباني، فهو عالم محقق مدقق وطني غيور علي وطنه وعروبته وإسلامه وفي الوقت ذاته محب لكل بني الإنسان لا تغيب عنه اللمحات الإنسانية قالا وفعالا وأحوالا، يحمل بين جنباته مراقبة وإخلاصا للحق ورعاية مصالح الخلق، لا يغيب عن ناظريه سؤال الديان سبحانه عما حمله من مسئوليات، زاهد زهدا إيجابيا فاعلابحق، يحب البساطة وقضاء مصالح الناس صغيرهم قبل كبيرهم ؛ ولا عجب فهو مع علمه وورعه ونسبه المنسب، جمع بين الثقافتين الإسلامية والغربية، وخالط ويخالط شتي شرائح المجتمع وفئاته من قمته إلي أبسط البسطاء من الفقراء والمعوزين لتتحق في فضيلته بحق الإنسانية والعالمية والعلم والتقي في آن واحد ويكون بحق شيخ الإسلام والمسلمين.
