هاني أبوريدة اسم كبير يحمل خبرات وتجارب كثيرة جعلته واحدا من 4 أساطير إدارية بالفيفا يتحكمون ويصنعون ويعملون ويرسمون مستقبل الكرة في العالم..يلقبونه بمهندس المناسبات والبطولات الكبري لقدرته علي إحداث الفارق في التنظيم والتحضير واستقدام كل ما هو جديد علي طريقة أساطير الساحرة المستديرة داخل البساط الأخضر، جمع خبراته علي مدار نحو 20 سنة أمضاها في التواجد والمشاركة في تنظيم بطولات العالم للرجال والسيدات والناشئين والشباب والأولمبياد وذلك منذ تقلده لمنصب عضوية المكتب التنفيذي بالفيفا علي حساب الداهية التونسي سليم شيبوب في معركة يعرفها القاصي والداني بأروقة القارة السمراء، ومنذ صعوده وهو يجلس في مكانه بكل شموخ وكبرياء وقوة واهبا نفسه ومناصبه الدولية لبلده مصر باعتباره قادما من عائلة وطنية فهو شقيق الجنرال الشهير اللواء سعد أبوريدة ابن المؤسسة العسكرية ومحافظ البحر الأحمر الأسبق، ووضحت بصمات أبوريدة بشكل لافت للأنظار في رئاسة للجنة المنظمة» كان 2006 » وهي البطولة التي استنسختها انجلترا بعد 6 سنوات في أولمبياد لندن 2012 لروعتها تنظيميا وإداريا وكذلك تألق في تنظيم مونديال الشباب 2009 في مصر. وما أشبه الليلة بالبارحة فهو الآن يرأس اللجنة المنظمة لبطولة الكان 2019 التي تستضيفها مصر يونيو ويوليو القادمين ونجح مع رفاقه في أول اختبار له بالبطولة بعد خروج حفل القرعة في شكل نال إعجاب العالم والدول الأفريقية المشاركة وبانتظار كان أروع مما كان. وفي زمن أبوريدة عادت مصر للمشاركة في نهائيات أفريقيا بعد غياب دام نحو 7 سنوات في 3 دورات قارية متتالية ونجحت في الوصول للنهائي وحصدت مركز الوصيف في الجابون 2017 وكذلك قطعت تذكرة التأهل لمونديال 2018 بعد غياب استمر 28 سنة وبدأ الجمهور يعيش في آمال التتويج بالبطولة القادمة التي تقام علي أرضنا ووسط جماهيرنا. ومن يعرف أبوريدة جيدا يتأكد أنه شخص لا يهتم بالميديا وبريق الكاميرات فهو يرفض أنوارها ونيرانها ويكتفي بالعمل فقط، ولأنه شخصية تحمل الكثير من الكواليس والأسرار فقد حرصت »الأخبار» علي إجراء حوار مطول وخاص معه فتح خلاله عقله وقلبه وتحدث بجرأة وكشف عن الكثير والكثير بما في ذلك ارتفاع أسعار التذاكر الخاصة بالبطولة بشكل مفاجئ. وفي بداية حواره بدا أبوريدة وكأن هناك شيئا يشغله وخرجت منه إيحاءات وإشارات عن نيته واعتزامه اعتزال العمل العام بجدية، وعلي ما يبدو أنه أجّل هذه الخطوة لما بعد »كان 2019»، فقد قال في حواره إنه يتمني التفرغ إلي أعماله وحياته الخاصة وانه يشعر أنه حقق كل ما تطلع له وأكثر ويريد الاستمتاع بحياته الخاصة مع أهله وأحفاده في الوقت نفسه أشار إلي أنه يأمل في تقديم بطولة مبهرة ترقي إلي مستوي الاهتمام غير المسبوق من الدولة المصرية خاصة وأن البطولة تتزامن مع اعتلاء الرئيس عبد الفتاح السيسي لرئاسة الاتحاد الأفريقي وهو حدث عظيم.. وواصل أبوريدة الحديث الممتع والذي دار علي النحو التالي: نبحث عن حلول منطقية لأسعار التذاكر.. وهدفنا إسعاد الجماهير صلاح ابن المنتخبات الوطنية وفخور به وأنتظره مع زملائه أبطالا للقارة السمراء أفكر بجدية في الاعتزال.. وهذا الشخص خليفتي في الجبلاية مصر ودول القارة كلها تترقب بطولة أفريقيا فكيف تري هذا العرس الأفريقي ؟ هو حدث عظيم ويستحق الترقب والانتظار،هي بطولتنا ﻷنها تقام علي أرضنا ووسط جمهورنا، ونجحنا فيما مضي بداية من فوز مصر المشرف والقوي بتنظيم البطولة علي حساب جنوب أفريقيا وما تحمله هذه الدولة المنافسة من اسم كبير في القارة السمراء وكان فارق الأصوات الكبير عاكسا لشعبية مصر وثقة الدول الأعضاء بالقارة الأفريقية فيها، وتم تعزيز ذلك بالنجاح المبهر الذي شهده حفل قرعة البطولة وسط إشادات قارية وعالمية به وهو ما أبهرني أنا شخصيا وكلنا امل وثقة في مواصلة مصر السير بخطواتها المنظمة والهادفة لتقديم بطولة قارية أروع مما كانت عليها كل البطولات السابقة. الجماهير انزعجت من ارتفاع الأسعار الخاصة بتذاكر مباريات البطولة فكيف تري هذه الأزمة ؟ بداية يجب أن يعرف الجميع اننا نضع مصلحة الجمهور فوق كل اعتبار ومن المؤكد اننا نريد إسعادهم ولكن هناك شركاء في البطولة علي رأسهم الاتحاد الأفريقي للعبة، وإذا قارنا الأسعار المعلنة مع البطولات السابقة سنجد ان فارق الدولار الذي قفز بشكل سريع في مواجهة الجنيه المصري هو احد اهم هذه الأسباب، وما لا يعلمه احد اننا فعلنا في البطولة أمورا كثيرة نراعي خلالها الجمهور المصري منها تخصيص مقاعد لذوي القدرات الخاصة وللشباب من طلبة الجامعات، ومع ذلك نبحث عن حلول منطقية وسنراجع الأمر مع الكاف والجهات المسئولة للوصول إلي نقطة ترضي الجميع، وسنبذل قصاري جهدنا من اجل تواجد وسعادة الجمهور المصري في كان 2019 وستكون المدرجات ممتلئة بالجماهير. وأن اللجنة تقوم حاليا بمراجعة أسعار تذاكر مباريات البطولة بما يحقق أحد أهم أهداف تنظيم البطولة بعودة الجماهير بشكل كامل إلي المدرجات.. والمراجعة تستهدف بالأساس أسعار تذاكر الدرجة الثالثة بالنسبة لمباريات المنتخب الوطني بما تمثله من عصب جماهيري مهم للمنتخب والبطولة، بالإضافة إلي أسعار تذاكر مباريات المجموعات الأخري التي نعمل من خلالها علي تشجيع جماهير الكرة المصرية لملء مدرجاتها، لإظهار وجه مصر الحضاري أمام القارة والعالم. وأنه علي تواصل دائم بالجهات المعنية في هذا الشأن لتحقيق مصلحة الجماهير المصرية. وماذا عن التحضير لعملية استقبال الجماهير؟ جاهزون لاستقبال الجماهير وعمليات الدخول والخروج ستتم في إطار منظم وحضاري، والجمهور المصري هو شريك في تنظيم البطولة ونجاحها، ثقتنا كبيرة في وعي الجمهور وستكون أفريقيا 2019 هي البوابة العملية لتواجد وعودة الجمهور إلي أماكنهم بالمدرجات. خلال التجهيز للبطولة علي مدار الأشهر الماضية ألم تواجهكم عقبات أو سلبيات ؟ كل اللجان تعمل بشكل متواصل وعلي الوجه الأكمل في ظل دعم مكثف وقوي من كل اجهزة ومؤسسات الدولة ويبذل د.مصطفي مدبولي رئيس الوزراء جهدا مشكورا في دعم البطولة ود.أشرف صبحي وزير الرياضة يدعم ويساند ويتابع كل شئ بنفسه وجميع اللجان تعمل في أجواء إيجابية. تزامن توقيت حفل القرعة مع طقس متقلب تخللته أجواء ضبابية ورياح ومطر خفيف ألم تخش اللجنة المنظمة علي إقامة الحفل في مكان مكشوف بالأهرامات وهل كانت هناك خطة بديلة ومن كان صاحب فكرة إقامتها في هذا المكان ؟ أنا شخصيا صاحب فكرة إقامتها وكان لديّ إصرار غير عادي علي إقامتها في منطقة الأهرامات الساحرة والحضارية لتخليد هذا الحفل وارتباطه بالمكان الفرعوني والحضاري الشهير، وبسبب عدم استقرار الجو عشت لحظات من الرعب والقلق خوفا علي تأثر الحفل ولكنني وضعت خطة بديلة للطوارئ وجهزت قاعة عملاقة بفندق ميناهاوس لنقلها لو لزم الأمر، لكن التوفيق كان حليفنا وخرجت احتفالية القرعة بشكل رائع ونالت اعجاب الجميع. وما سر غياب إينفانيتو رئيس الفيفا ؟ أصاب الطائرة التي أقلته من امريكا إلي سويسرا عطل مفاجئ، وكان يرغب في القدوم علي طائرة اخري، ولكنني فضلت عدم حضوره لأنه كان سيصل بعد بدء الحفل،وأخبرته تقديرنا لظروفه الخارجة عن إرادته لكنه سيكون علي رأس الحاضرين في الافتتاح. وما هي آخر الترتيبات للبطولة ؟ الأمور تسير في مجراها الطبيعي طبقا لما تم التخطيط له، والأعمال والاستعدادات تجري علي قدم وساق في كل الملاعب سواء الخاصة بالتدريبات أو الملاعب التي تستضيف البطولة وهي ستادات : القاهرة والدفاع الجوي والسلام والإسكندرية والإسماعيلية والسويس وقمنا بجولات ميدانية في كل الملاعب والفنادق التي تستعد لاستقبال الضيوف وتلقينا اشادات مكتوبة من كل وفود الدول المشاركة عقب معاينتها أماكن التدريبات والمباريات والإقامة والإعاشة في أعقاب قيامهم بجولات ميدانية بعد ظهور نتيجة القرعة. وماذا عن حفل الافتتاح ؟ نتمني أن يكون علي قدر الحدث ونجهز له للخروج في أبهي صورة ولدي ثقة كبيرة في أنه سينال الاعجاب والتقدير.. والعمل يسير بشكل جيد في ستاد القاهرة الذي عاد إلي مكانته الكبيرة كتحفة رياضية وكصرح عملاق، والدليل ان ديلي ميرور كبري الصحف الأوروبية رشحته مع 5 ستادات عالمية لاستضافة نهائي دوري ابطال اوروبا إذا تم نقله خارج اوروبا وهذه شهادة دامغة ودولية لهذا الكيان الوطني العملاق. هناك أخبار تتردد بقوة عن رغبتك في رئاسة الكاف ؟ أشرت لك انني اشعر بأنني حققت ما حلمت به في عالم الكرة وأفكر جديا في الاعتزال بعد كان 2019، ولذلك فإنني أؤكد لك أن رئاسة الكاف مش في »دماغي » لا تشغلني وكل ما أفكر فيه هو تقديم بطولة راقية ومبهرة ومختلفة في كان 2019. ولو افترضنا جدلا اعتزالك العمل العام من اذن ترشحه لخلافتك في الجبلاية ؟ مصر مليئة بالكفاءات، وأرشح لخلافتي ذلك الشخص الذي يمتلك خبرات تؤهله لقيادة السفينة التي تحتاج لمعايير وشروط معقدة، لابد أن يكون محبوبا ويتمتع بقبول الغالبية المطلقة من الأندية أعضاء الجمعية العمومية، ويمتلك تاريخا وسيرة ذاتية قوية. في بداية الحوار أعجبني مصطلح » أفريقيا 2019 » بطولتنا..ماذا تعني بهذا المصطلح ؟ طبعا البطولة تقام علي ارضنا ووسط جمهورنا، وهي بذلك بطولة كل المصريين، وعلي كل مواطن ان يتعامل معها من هذا المنظور الوطني لما لذلك من آثار ايجابية في نجاحها والوصول بها إلي درجة الإعجاب وكل المصريين حكومة وشعبا شركاء في هذا العمل الوطني، وأراها فرصة للتأكيد علي عودة مصر الرائدة والقوية. المصريون يتمنون أن تكون البطولة بطولتنا بانتزاع كأسها عن جدارة واستحقاف فماذا عن استعدادات المنتخب ؟ الطبيعي ان تكون مصر بتاريخها القاري وأرقامها وألقابها القياسية في صدارة المرشحين للفوز باللقب، وأنا شخصيا متفاءل بالمنتخب بقيادة المدرب العالمي أجيري وجهازه المعاون وبالحماس الذي دب في نفوس الجميع مع اعلان استضافتنا للبطولة والمتابع للمحترفين المصريين ولاعبي الدوري الممتاز يجد ان هناك تنافسا شرسا بينهم لنيل شرف الدفاع عن ألوان المنتخب الوطني، والاستعدادات تصل إلي أعلي درجاتها وسنقاتل من أجل التتويج القاري مع الوضع في الاعتبار أن البطولة لن تكون سهلة لوجود منتخبات كبري مؤهلة ولدية نفس الطموح والأمل في التتويج. لكن اجيري تعرض لانتقادات ومازال هناك تحفظات عليه ؟ الانتقادات جزء اصيل في عالم كرة القدم، وسبق وأن تعرض كوبر المدير الفني السابق لها ومع ذلك قادنا إلي نهايي أفريقيا 2017 وصعد بالمنتخب للمونديال، أنا شخصيا ارحب بالانتقادات ولكنني متأكد انها ليست المقياس الحقيقي للفشل او النجاح. تسلمت المنتخب وهو مهلهل ومهدد بالخروج من تصفيات افريقبا والمونديال، ماذا فعلت من اجل تكوين هذا الجيل ؟ هو توفيق من الله، وما حدث من نجاحات كان بفضل العمل الجماعي والاستفادة من خبرات تجاوزت الثلاثين عاما في ادارة المنتخبات الوطنية اضف إلي ذلك ان مصر ولادة وحافلة بالمواهب الكروية علي مدار تاريخها. وماذا عن محمد صلاح نجم وأيقونة مصر وليفربول ؟ صلاح لاعب أسطوري وينتظره مستقبل باهر وكلنا فخورون به وبما يقدمه من عروض رائعة ومتميزة وهو ابن المنتخبات الوطنية منذ انضمامه لمنتخب الناشئين ثم الشباب والأوليمبي والأول وأنا اعتبره احد ابنائي وأتمني له التوفيق ولكل نجوم المنتخب في افريقيا 2019 التي نتمناها مصرية. وماذا عن الدوري المصري الذي يتزامن مع أجواء كان 2019 ومتي نعرف البطل ؟ مسيرة الزمالك في الكونفيدرالية ستحدد موعد البطل الجديد للدوري وهناك اتجاهين، في حالة استمراره حتي النهائي سيتم تأجيل الإعلان عن البطل لما بعد الانتهاء من أفريقيا، اما في الحالة الأخري سيتم استكمال المسابقة في مواعيدها المعلنة، ونحن نتعامل مع الزمالك والأهلي وكل الأندية بشكل واحد ونقف علي مسافة واحدة من الجميع ودائما ندعم الفرق المصرية في منافساتها الأفريقية ونلتمس لها الأعذار ومن هنا تأتي عملية التأجيل لبعض المباريات.
