أن تؤمن بذاتك، فتتحدي وتصر وتزاحم حتي تصل، هو أعظم خدمة يمكن أن تقدمها لنفسك وتلهم بها الآخرين، أن تغير واقعك وتبني نفسك من لا شيء وتفرض وجودك علي محيطك، أن تتجاوز المكان والزمان فتصبح حديث المدينة وكل مدينة، هو أمر لو تعلمون عظيم، هو أمر لا يحققه إلا أشخاص بمواصفات خاصة ولا يتم إلا بإرادة فولاذية وعقل لا يهدأ وتركيز لا يتوقف وعمل لا ينقطع أو هذا هو المفترض أعشق أبطال قصص الصعود وشغفي لمتابعتهم والتركيز علي حكاياتهم الملهمة بلا حدود، إذ كنت أتصور أن هذه النوعية من الناس هم أشخاص من طراز سوبر ماني، كل حركة منهم وكل سكون لهم، محسوب حسبة شديدة الدقة ومدركون تماما أن الحفاظ علي النجاح وتطويره أهم من الوصول إليه، كنت أري هذا حتي جاءت المطربة شيرين عبد الوهاب بلسانها الذي لا يتوقف عن التلطيش دوما فجعلتني أقف أمامها أضرب أخماسا في أسداس في أسباع في ألف علامة تعجب في أربعة آلاف علامة استفهام، كيف هان عليها نجاحها الذي حققته من العدم؟ وكيف هانت عليها موهبتها التي تناطح السحاب؟ وكيف صغر في عينيها هذا الصرح العظيم الذي شيدته لنفسها في مصر والوطن العربي لتلك الدرجة التي تجعلها تهدمه بمنتهي الأريحية مستعينة بزلزال عشرين ريختر ؟!!، كيف تصر في كل مرة تظهر في مناسبة أو حفلة علي استدعاء خلافات وصدامات مع أشخاص لم يقتربوا منها ولم يحاولوا الاحتكاك بها علناً، كيف لا يمكنها التفريق بين الهزار العادي والهزار السخيف والهزار اللي يجيب مشاكل والهزار اللي فيه إساءة للدول، وإذا سلمنا بأن تركيبة عقلها أقل من القدرة علي هذا الفرز، فكيف لم تفهم بعد تكرار مواقفها في العك المبين أن هزارها دمه تقيل علي قلوب الناس ولا تقبلونه وسحب من رصيدها فأصبح نفاده قاب قوسين أو أدني، شيرين عبد الوهاب تفتقد أبجديات الذكاء والوعي والإدراك ولو كانت تملكهم لقررت منذ سنوات مضت ألا تفتح فمها غير للغناء فقط لا غير، من فرط عجبي مما تفعله في نفسها سألت أحد أساتذة علم النفس الكبار في هذا الأمر فلم يستطع تقديم إجابة مفيدة، جل ما ذكره هو أنها شخصية غرر بها الصعود وصور لها إمكانية أن تخرق الأرض وأن تبلغ الجبال طولا بعدما أصبحت سوبر ستار ففقدت السيطرة علي نفسها وأصبحت تقول أي شيء في أي وقت وفي أي مكان استنادا علي كونها النجمة الكبيرة، خسارة وألف خسارة أن تكون موهبة بهذا الحجم في جسد امرأة بهذا العقل، موهبتها تؤهلها لتكون ملكة غناء عالمية، وعقلها يدفعها للجرجرة في المحاكم بتهم عديدة منها الإساءة للدولة والاستقواء بالخارج ويضعها علي بعد خطوات من الشطب من نقابة الموسيقيين، أتمني أن يهديها الله وتنقذ ما يمكن إنقاذه لأن للأسف الشديد خسارتها كفنانة ليست خسارة قليلة لفن الغناء في مصر.