علي مدار 3 أيام احتضنت مدينة أسوان ملتقي الشباب العربي والإفريقي الذي يعد إحدي منصات منتدي شباب العالم ويهدف لمنح الشباب المصري ونظرائه في جميع أنحاء العالم فرصة لتطوير ودعم أفكارهم المختلفة في جميع المجالات، من خلال تنظيم عدة فاعليات علي مدار العام.. وجاء الملتقي تنفيذا لتوصيات منتدي شباب العالم الذي عُقد في نسخته الثانية في نوفمبر الماضي بشرم الشيخ.. افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي الملتقي السبت الماضي وانطلقت أولي فعالياته باحتفالية تسلم مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي.. وتضمنت أجندة الملتقي جلسات وورش عمل مختلفة منها جلسة »منتدي شباب العالم.. آفاق جديدة»، وجلسة نقاشية عن مستقبل البحث العلمي وخدمات الرعاية الصحية، وجلسة نقاشية أخري بعنوان »أثر التكنولوجيا المالية والابتكار علي إفريقيا والمنطقة.. ومائدة مستديرة بعنوان »وادي النيل ممر للتكامل الإفريقي والعربي»، بخلاف 3 ورش عمل.. الأولي بعنوان »كيف تصبح رائد أعمال ناجحا»، والثانية حول ريادة الأعمال من منظور إفريقي، والأخيرة عن تنفيذ أجندة الشباب والأمن والسلم في منطقة الساحل.. وفي نهاية الفعاليات صدر عن الملتقي عدد من التوصيات المهمة والتي تم البدء في إجراءات تنفيذها.. وأكد عدد من الشباب المشاركين في الملتقي أنه كان فرصة مهمة لتعزيز دور الشباب في صناعة القرار والتأهيل للقيادة وأن يكون لهم دور محوري في رسم السياسات وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقتين العربية والإفريقية.. كما تم خلاله تبادل الخبرات والأفكار واكتساب المهارات المختلفة. الأجواء السعيدة المفعمة بالأمل، حفاوة الاستقبال، عبقرية المكان، الإدارة ناجحة، النقاشات المثمرة. تلك هي أجواء نجاح ملتقي الشباب العربي والافريقي الذي عقد في مدينة أسوان في الفترة من 16 - 18 مارس برعاية وحضور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي يعد أحد أطروحات منتدي شباب العالم الذي عقد بمدينة شرم الشيخ في ديسمبر من العام الماضي. لقد استطاع الملتقي من خلال جلساته وورش عمله أن يفتح الآفاق الرحبة للحوار وتبادل الأفكار بين الشباب والقادة، كما مكن الجميع من الاطلاع علي قصص النجاح الملهمة التي بثت في النفوس الثقة في تحقيق الأحلام طالما توافرت لها عوامل النجاح والبيئة السليمة. ولعل التوصيات الختامية للملتقي قد أبرزت حرص القيادة المصرية علي التعاون والتكامل بين الأشقاء والاصدقاء في العالمين العربي والافريقي، كما أبرزت الرغبة الحقيقية في الارتقاء بالشعوب، والاستفادة من الطاقات البشرية الهائلة والمقومات الاقتصادية العملاقة التي تتمتع بها المنطقة العربية والقارة الافريقية والتي إن أحسن استخدامها سنري وجها مغايراً واستفاقة لعملاق ظل مقيداً بالعوائق لعقود عديدة، ولتحولت موازين القوي الع المية، وانتقلت المنطقة الي خانة القيادة والريادة والتأثير. وكي تكتمل قصة النجاح نجاحاً وابهاراً عقدت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين صالونها السياسي الأول علي هامش الملتقي تحت عنوان السياسة المصرية في البعدين العربي والافريقي ليناقش شبابها وساستها دور الدولة المصرية تجاه العالم العربي والقارة الافريقية، من خلال جلستين، ناقشت الأولي منها التحديات التي تواجه القارة الافريقية وكيفية مجابهتها، وكيفية تحقيق التكامل الاقتصادي بالقارة والدور الذي يمكن أن تقوم به مصر تجاه القارة خلال رئاستها للاتحاد الافريقي ودور القوي الناعمة في تعزيز التكامل بين البلدان. كما تناول كيفية الاستفادة من ثروات القارة الطبيعية وكيف أن المستقبل الآن في افريقيا. كما تناولت الجلسة الثانية كيف أن حلم التكامل العربي والافريقي، ليس مستحيلا لكنه يحتاج إلي إرادة سياسية حقيقية تسعي لتنفيذه، وأن العالم العربي في حاجة ماسة لاستعادة هويته، لما تمثله من تكامل اقتصادي وأمن قومي عربي، كما أبرزت دور الشعب المصري الذي أثبت موقفا بطوليا ملهما في إفشال محاولات التفتيت التي تعرضت لها الأمة العربية علي الأراضي المصرية، كما تناولت تداعيات حروب الجيل الرابع، التي كرست أهدافها نحو تفتيت العالم العربي وتقسيمه. واختتمت فعاليات الصالون السياسي للتنسيقية بالعديد من التوصيات الهامة كالتأكيد علي قيمة الحوار والدعوة لعقد المزيد من الجلسات الحوارية بين الشباب وقادة العالمين العربي والافريقي، كما شددت علي ضرورة تفعيل السوق العربية المشتركة وقوة الدفاع العربي المشترك، واستكمال خطي القيادة المصرية في تحقيق التكامل العربي والافريقي للاستفادة من المقومات الطبيعية والاقتصادية والبشرية الهائلة لهما. إن مصر تسير بخطي ثابتة نحو تحقيق حلم التكامل العربي والافريقي، وامتلكت مقومات النجاح نحو إثبات ريادتها وقيادتها للمنطقتين العربية والافريقية من خلال وضوح الرؤية والمصداقية المبنية علي الشفافية والمصارحة في التعامل مع الأشقاء والأصدقاء.