وجه اللوبي الليهودي في واشنطن »الأيباك» صفعة قوية علي وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل نحو أسبوعين من موعد الانتخابات المبكرة في الدولة العبرية، فيما سيطر قراصنة إيرانيون علي شبكات التواصل الاجتماعي في إسرائيل، واستطاعوا اختراق هاتف »بيني جانتس» أقوي المرشحين أمام نتنياهو الذي تؤكد استطلاعات الرأي فوزه برئاسة الوزراء ليحل بديلا عن نتنياهو. لا يعلق »الأيباك» غالبا علي شؤون مختصة بالأحزاب والمرشحين الإسرائيليين في فترة الانتخابات، ولكن عند إعلان حزب »البيت اليهودي» عن ترشحه للانتخابات، صرح قائلا: »شعرنا أنه علينا أن نقول ما لدينا. إن وجهة نظر البيت اليهودي جديرة بالشجب، فهي لا تعكس القيم الأساسية التي أقيمت عليها دولة إسرائيل، وعلي لجنة الانتخابات أن تقرر أصلا إذا كانت ستسمح للحزب بالترشح للانتخابات». بهذه الكلمات عبر اللوبي الليهودي الذي يعمل علي تعزيز مكانة إسرائيل في الولاياتالمتحدة، عن معارضته لما يقوم به رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، سعيا لإدخال أعضاء حزب اليمين المتطرف »البيت اليهودي» إلي الكنيست. يفترض أن يشارك نتنياهو في لجنة الأيباك 24 مارس الجاري قبل الانتخابات بأسبوعين تقريبا. ونقل الأيباك رسالة أخري عندما دعا بيني جانتس لإلقاء خطاب في اللجنة. قال جانتس المرشح لرئاسة الحكومة من قبل حزب »كحول لفان»: يثبت رد الفعل اللاذع للأيباك أن نتنياهو قد تجاوز الحدود الأخلاقية مجددا، بهدف الحفاظ علي منصبه من خلال الإضرار بصورة إسرائيل والعقيدة اليهودية وبعلاقة الإسرائيليين الهامة مع يهود الولاياتالمتحدة. ومن ناحية أخري كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن تقرير لشركة فوكاتيف الأمريكية المختصة بمراقبة مواقع التواصل يظهر أن الإيرانيين يبذلون أقصي جهودهم للتدخل في الانتخابات الإسرائيلية، عبر تشغيل مئات الحسابات المزيفة علي المواقع العبرية، بهدف التدخل لصنع انقسام في المجتمع والتأثير علي الخطاب العام قبيل الانتخابات المرتقبة في إبريل القادم. قال التقرير: هناك حضور متزايد لحسابات آلية علي مواقع التواصل الاجتماعي الإسرائيلية يتم تشغيلها من طهران، وأوضحت أن الخطاب في إسرائيل يتم بصورة منظمة ومتواصلة. ووفقا للتقرير: أنشئ خلال الشهر الماضي 350 حسابا إيرانيا مزيفا في مواقع التواصل، تركز علي نقاط الخلاف في المجتمع الإسرائيلي علي فيسبوك، وتويتر وانستجرام، ما جعلها تؤثر علي ما يقرب من نصف مليون إسرائيلي. تابع التقرير: الحسابات المزيفة زادت من نشاطها بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية عن الانتخابات المبكرة، فيما أشار باحثون في الشركة الأمريكية إلي أن ما يميز هذه الحسابات أنها تتصرف بصورة متشابهة، تستخدم أسماء تابعة لأشخاص موجودين بالفعل وعناوين تظهر في إسرائيل ويقومون بكتابة تعليقات تثير خلافا حول الانتخابات. الحسابات استهدفت صفحات تابعة لشخصيات يمينية ناشطة علي مواقع التواصل، انضموا إلي جماعات تخوض في نقاشات متعلقة بالانتخابات، إضافة إلي موضوعات أخري مثل التحرشات الجنسية في إسرائيل ومقالات ضد رئيس الحكومة نتنياهو والفروق الاقتصادية في إسرائيل، والقوانين غير الديموقراطية وغيرها. قراصنة إيرانيون اخترقوا الهاتف الشخصي ل»بيني جانتس» وتمكنوا من الحصول علي محتواه بالكامل. ووفقا لما قالته القناة الثانية العبرية فإن مسئولين كبيرين في جهاز الأمن العام (الشاباك) قاما بالاتصال مع رئيس حزب »أزرق أبيض» في الشهر الماضي لإبلاغه بأن هاتفه المحمول تعرض للاختراق بعد فترة قصيرة من إعلانه دخول الساحة السياسية، حيث حصل مبرمجون في إيران علي تفاصيله ورسائله الشخصية. وكلاء الشاباك حذروا جانتس بأنه قد يتم استخدام معلومات حساسة ضده في المستقبل وطلبوا منه المضي قدما كما يراه مناسبا، فيما ذكرت القناة أن الهاتف لم يحتو علي معلومات سرية علي الأرجح. يأتي هذا التقرير وسط مخاوف من تدخل أجنبي في الانتخابات وهجمات إلكترونية للتأثير علي العملية الديمقراطية والحملات الانتخابية، وتحذير رئيس الشاباك مؤخرا من أن دولة أجنبية تخطط للتدخل في عملية التصويت. يعمل خبراء استطلاعات الرأي مع الأحزاب السياسية في البلاد عن كثب للمساعدة علي وقف الجهود المبذولة من قبل البعض للتلاعب بنتائج الانتخابات المقررة في 9 أبريل. ووفق الإذاعة الإسرائيلية فإن مسئولين في المديرية الخاضعة لمكتب رئيس الوزراء، التقوا مع ممثلين عن شركات استطلاع الرأي قبل بضعة أسابيع، ومؤخرا مع أحزاب سياسية رئيسية، في محاولة لمساعدتها علي منع اختراق أنظمة الكمبيوتر الخاصة بها، خشية احتمال أن يحاول القراصنة التلاعب بنتائج استطلاعات الرأي أو تسريب معلومات مسيئة سياسيا للأحزاب قبل الانتخابات، ومن المقرر إجراء جولة ثانية من المشاورات بشأن الدفاع الإلكتروني للأحزاب السياسية. وصرح بعض المسئولين الإسرائيليين أن الخطر الرئيسي يشمل نشر رسائل بريد إلكتروني ووثائق مسربة قبل وقت قصير من يوم الانتخابات بهدف إلحاق الضرر بحزب سياسي معين، وفقا للتقرير، علي غرار تسريبات رسائل بريد إلكترونية في حملة إيمانويل ماكرون الانتخابية بفرنسا قبل يوم واحد من توجه الفرنسيين لصناديق الاقتراع، ما يعيد للأذهان جهود اختراق لحملة هيلاري كلينتون الانتخابية واللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي في 2016 من قبل موقع »ويكيليكس». تقرير مشابه نشرته هيئة البث العام (كان) أشارت فيه إلي استعدادات وحدة السايبر المسئولة عن أمن المعلومات بالشاباك الإسرائيلي لمواجهة هجمات قرصنة متوقعه في يوم الانتخابات أو في فترة الانتخابات. ومن جانبه قلل رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق بيني جانتس، زعيم التحالف »الأزرق والأبيض» وأقوي منافسي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الانتخابات المقبلة من أهمية اختراق هاتفه. ونفي جانتس خلال مؤتمر صحفي إمكانية ابتزازه عقب اختراق هاتفه المحمول من قبل إيران، قائلا: »لا يوجد أي شيء مرتبط بالأمن ولا يوجد أي تهديد بالنسبة إلي، ولا ابتزاز... إنه فقط تطفل غير أخلاقي»، ورفض ما تناقلته وسائل الإعلام من الترجيحات بأن هاتفه قد يتضمن محادثات حميمة أو صورا، قائلا إنها »مجرد قصة سياسية وهمية، فيما ألمح التحالف »الأزرق والأبيض» إلي أن نتنياهو قد يكون وراء نشر التقرير عن اختراق هاتف جانتس في هذا التوقيت. وقال التحالف في بيان إن »تصريحات المصادر القريبة من نتنياهو والانتشار الواسع للأكاذيب يثبت بلا أدني شك من يقف وراء النشر ولماذا، مؤكدا أن هاتف جانتس »لا يحوي تسجيلات فيديو محرجة». بنيامين نتنياهو سيبدأ حملة سياسية من المتوقع أن يزور خلالها الهندوواشنطن ويلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويستضيف نظيره البرازيلي الجديد »جايير ميسياس بولسونارو»، وربما يزور المغرب والبحرين قبل الانتخابات. حسب يديعوت أحرونت أكدت جهات سياسية أن هناك محادثات من أجل زيارة نتنياهو إلي الهند خلال أسبوعين تقريبا، للقاء رئيس الحكومة »نرندرا مودي»، في حين من المتوقع أن يزور إسرائيل رؤساء حكومات مجموعة فيشجراد رؤساء حكومات بولندا وهنغاريا والتشيك وسلوفاكيا، للحديث عن قمة سياسية أولي تشارك فيها المجموعة في إسرائيل، يأمل نتنياهو خلال نشاطه الموسع أن يقنع رؤساء الحكومات بنقل سفارات بلادهم إلي القدس. ترامب استجاب لنداء نتنياهو معبرا عن دعمه لرئيس الحكومة في الانتخابات الإسرائيلية، عبر مشاركة صورة علي حسابه الخاص علي انستجرام للافتة لهما، انتشرت في إسرائيل في إطار دعاية لحزب الليكود، عشية الانتخابات الداخلية للحزب. الحزب الحاكم في إسرائيل يجري انتخابات داخلية لتحديد قائمة المرشحين التي ستخوض الانتخابات العامة في ابريل، فيما ناشد نتنياهو أعضاء الليكود دعم اقتراح خاص به إلي جانب انتخاب الممثلين، وهو السماح له بتعيين مرشحين في القائمة دون انتخابهم. قال نتنياهو إنه يطلب ذلك من أجل ضمان نصر الحزب في وجه ائتلافات اليسار، ما أثار غضب نواب كنيست من الليكود الذين يعارضون فكرة تعيين مرشحين في القائمة غير منتخبين.