»الذهب لا يصدأ» أدق تعبير عن الكنوز البشرية المصرية التي تنجح وتتألق وتبقي خارج دائرة الأضواء في مصر، رغم تكريمها بالخارج د. ريم بسيوني، رئيس قسم اللغويات التطبيقية بالجامعة الأمريكية، والفائزة بأفضل عمل مترجم في أمريكا في 2015 عن رواية بائع الفستق، و اختيرت ضمن أفضل 10 روايات من قبل مجلة » النقد» الأمريكية، ومؤلفة رواية »أولاد الناس» التي لاقت نجاحًا كبيرًا خاصة في الأوساط الشبابية أدت إلي نفاد طبعتها الثانية في 10 أيام فقط.. »الأخبار» تحاور الكاتبة الشابة عن دور الأدب تجاه الشباب وما الاختلافات بين مصر والخارج. هل الأدب الحالي يعبر عن الشباب بشكل كافٍ ؟ جميع الأعمار وليس الشباب فقط يحتاج كتابات تعبر عنه بصدق وإنسانية وتسرد مشاكله الواقعية والشباب بصفة خاصة يميل لقراءة أعمال تعبرعن طموحه ولا يشترط في ذلك أن يكون البطل في نفس المرحلة العمرية. في رأيك ما سر نجاح »أولاد الناس» في جذب القراء ؟ أعتقد أنه كان هناك تعطش لفهم حقيقة التاريخ خلال فترة المماليك والتعرف علي أزمة الهوية بين المماليك والمصريين وشكل الحياة الاجتماعية والسياسية في مصر وقتها، واحتياج الشباب معرفة علاقتهم بالتاريخ، والإجابة عن معني الهوية هل هي المكان الذي نولد فيه أم الذي ننتمي إليه، مع قدرة القراء فيما بعد علي زيارة الآثار التي تحدثت عنها الرواية ثم رؤيتها بنظرة مختلفة، مثل أن في عصر من العصور تحول مسجد السلطان حسن وهو موضوع الرواية لساحة قتال والتعرف علي المهندس الذي اشرف علي بنائه، والتلاحم الذي حدث بين المماليك والمصريين أثناء الغزو العثماني. ما هو دور الأدب تجاه الشباب ؟ ليس من المفترض علي الكاتب أن يجيب علي الأسئلة للشباب فهو أديب مهمته نقل الواقع والتاريخ بصدق وليس معلمًا يعطي درسًا، وأن يتحدث عن تعقيداتهم فيطرح لهم زاوية جديدة يرون بها الواقع أو التاريخ بشكل أفضل، مع العرض بأمانة شديدة وموضوعية. كيف يتم تقييم تجارب الكتاب الشباب في الفترة الأخيرة؟ من الصعب إعطاء تقييم دقيق في الفترة الحالية هناك كتابات رائعة وهناك كتابات لا ترتقي ولكن من الصعب تحديد الآن أي الأعمال ستبقي وأيها سيختفي مع الوقت. خلال مراحل حياتك المختلفة ما الفرق بين الشباب المصري و الأجنبي؟ الشباب المصري واعٍ جدا وذكي ولكنه يفتقد ثقافة القراءة بعض الشيء الموجودة في بريطانيا بكثرة، فالكتاب هناك هو أمر طبيعي تجده في المواصلات العامة والمدارس والجامعات مع الشحاتين علي عكس مصر قد لا تجد القراءة منتشرة خاصة بين الشباب.