أكد الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية وأمين الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الدار والأمانة تدعمان رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي بالعديد من الفعاليات المهمة ، وأثني علي تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي، معتبرًا أنها أولوية كبري للسياسات الوقائية ودعم الوساطة في نزاعات القارة، إضافة إلي إصلاح مجلس السلم والأمن الإفريقي، وزيادة مستوي الشفافية في عمل المؤسسات. وأشار إلي أن هذا التتويج جاء نتيجة جهود مصر في القارة السمراء علي مستويات عدة، وجهود الدولة المصرية المتعاظمة لخدمة أشقائنا الأفارقة، لافتا إلي أن العلاقات المصرية مع القارة الإفريقية ضاربة في القدم، حيث تمثل إحدي دوائر الأمن القومي المصري، مما يضع علي عاتقنا مسئولية كبيرة لتعزيز العلاقات والتعاون المصري مع دول القارة السمراء، علي كافة الأصعدة والمجالات. وأوضح أن دار الإفتاء المصرية سيكون لها دور في الجهود المرتقبة لدعم إفريقيا ومن المنتظر ان تستقبل في مارس المقبل دفعة جديدة من الطلبة الأفارقة للتدريب علي مهارات الإفتاء ومواجهة التطرف والإرهاب، من أجل تأهيلهم ليعودوا إلي بلادهم حاملين شعلة العلم وناشرين صحيح الدين. وأضاف مستشار مفتي الجمهورية أن دار الإفتاء المصرية، ضمن دورها القومي والإقليمي، عملت علي تقديم كافة أشكال الدعم العلمي والشرعي لدول القارة الإفريقية، خاصة في مجال التدريب علي الفتوي، حيث تولت تدريب عدد كبير من الطلبة من مختلف الدول الإفريقية علي فنون ومهارات الإفتاء، عبر برامج تدريبها المختلفة التي تمتد إلي ثلاث سنوات، أو الدورات المختصرة التي يتم إعداد برامجها وفقًا لحاجة من يريدون التدريب علي الإفتاء مع مراعاة خصائص البلدان الإفريقية، عند إعداد المناهج التدريبية لهم. وأكد أن جهود الدار في إفريقيا لم تكن حديثة العهد ولن تقف عند برامج التدريب فحسب، مشيرا إلي سعي الدار خلال السنوات الماضية، إلي التواصل المباشر مع المسلمين في كثير من الدول الإفريقية، عبر الجولات التي قام بها فضيلة المفتي وعلماء دار الإفتاء في عدد من دول القارة، جاء علي رأسها: نيجيريا، وكوت ديفوار، والسنغال، موضحا أن القافلة الإفتائية لدار الإفتاء إلي دول إفريقيا، التقت بعدد من كبار المسئولين هناك، فضلًا عن اللقاءات العامة والمحاضرات في كبري المساجد والجامعات في تلك الدول، وقد حظيت باستقبال رسمي وشعبي كبير. مرصد الفتاوي التكفيرية وأشار إلي جهود الدار المتمثلة في مرصد الفتاوي التكفيرية والآراء المتشددة، الذي يولي عناية كبيرة بدول القارة الإفريقية عبر إعداد التقارير التي تتعلق بالعديد من دول القارة السمراء التي تواجه الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية للرد عليها وتفنيد أفكارها الهدامة، وتقديم الدعم الشرعي؛ مساهمة منها في مواجهة تلك التنظيمات الإرهابية هناك. وشدد علي ان الدار ستدعم جهود الدولة خارجيًّا كقوة ناعمة فيما يتعلق بمواجهة أفكار الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية بدول القارة الإفريقية، للرد عليها وتفنيد أفكارها الهدامة وتوضيح وسطية الإسلام، فمصر بإمكانياتها وخبراتها قادرة علي تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة في القارة السمراء، ومواجهة تحديات المرحلة وتلبية الاحتياجات الملحَّة للشعوب والدول الأفريقية الشقيقة، والارتقاء بالقارة نحو مستقبل أفضل أمنيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا. ترجمة الفتاوي وأوضح أن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم التابعة لدار الإفتاء، لها دور كبير في التواصل مع دول القارة الإفريقية بحكم تواجد نسبة كبيرة من أعضاء الأمانة في إفريقيا، حيث عمدت الدار إلي ترجمة الفتاوي والأبحاث والمؤلفات الصادرة عنها إلي اللغات الأفريقية »السواحلية، الهوسا، الفولانية، والأمهرية»، وهي اللغات التي يتحدث بها ما يزيد علي مليوني شخص من عدة دول إفريقية؛ وذلك من أجل إيصال رسالة دار الإفتاء المصرية إلي القارة الإفريقية والوصول لأكبر عدد ممكن من المسلمين في قارة إفريقيا. ولفت إلي أن الأمانة تعمل علي خدمة القارة الافريقية من خلال التنسيق بين دُور الفتوي والهيئات الإفتائية العاملة في مجال الإفتاء في أنحاء القارة من ناحية والعالم كله من ناحية أخري بهدف رفع كفاءة الأداء الإفتائي لتلك الجهات، مع التنسيق فيما بينها لإنتاج عمل إفتائي علمي رصين، ومن ثَمَّ زيادة فعاليتها في مجتمعاتها حتي يكون الإفتاء أحد عوامل التنمية والتحضر للإنسانية. كما تهدف إلي ترسيخ منهج الوسطية في الفتوي، وتبادل الخبرات العلمية والعملية والتنظيمية بين دور وهيئات الإفتاء الأعضاء، وتقديم الاستشارات العلمية والعملية لدُور وهيئات الإفتاء لتنمية وتطوير أدائها الإفتائي، وكذلك تقليل فجوة الاختلاف بين جهات الإفتاء من خلال التشاور العلمي بصوره المختلفة، والتصدي لظاهرة الفوضي والتطرف في الفتوي. واستمرارًا لجهود دار الإفتاء ورسالتها تجاه القارة الإفريقية، أشار مستشار مفتي الجمهورية إلي أن مفتي الجمهورية سيقوم خلال العام الحالي بجولة إفريقية، سيزور فيها عددًا من الدول الإفريقية ويلقي مجموعة من المحاضرات هناك، معربًا عن ثقته في تعزيز القيادة السياسية المصرية لمواقف أفريقيا المشتركة بشأن القضايا التي تهم القارة وشعوبها، تحقيقاً للسلام والأمن،وكذلك تسهيل الاندماج السياسي والاجتماعي والاقتصادي للقارة ومشاركة النظراء الأفارقة في إرساء معايير جديدة تحقق سبل التنمية في القارة السمراء علي كافة المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية، وترسيخ العلاقات فيما بين الشعبين العربي والإفريقي.