خلق الله الإنسان فاكرمه، وفضله علي سائر خلقه، وشرع له كل ما من شأنه أن يحفظ دينه ونفسه، وماله وعرضه، وعقله، وحرم عليه كل ما من شأنه أن يهلكه، والمخدرات هي الآفة الخطيرة القاتلة التي زادت معدلات تعاطي الشباب لها في الفترة الأخيرة وهي كما هو معلوم تقوض أخلاق المجتمع وتمزقه، فالمخدرات ما هي إلا مواد جامعة لكثير من مختلف النتائج الضارة بحياة الفرد والجماعة علي السواء، حيث إنها تشمل بخطرها عقل الإنسان وفكره وقيمه وفضائله وروحه وبدنه، فهي أم الخبائث وقرينة كل شر وباعثة كل فساد ومنكر. وقد ثبت من الأبحاث والدراسات العلمية أنها تشل إرادة الإنسان، وتذهب بعقله، وتحيل به لأفتك الأمراض، وتدفعه في أخف الحالات إلي ارتكاب الموبقات. ويأتي تعاطي المخدرات علي رأس أسباب ضعف الصلة بين العبد وربه. فيصبح بسببها لقمة سائغة للشيطان، يأتمر بأمره ويأخذ بمشورته فيسهل عليه الاقدام علي أية جريمة تطلب منه من قتل ونهب وسرقة واغتصاب وغير ذلك. إن إدمان المخدرات داء خطير يفتك بالشباب الذين يتعاطون لها، فهو يهدد أجسامهم بالمرض وعقولهم بالانحراف وسوء السلوك، وضياع طاقتهم، التي وهبها الله تعالي لهم لصلاح دينهم ودنياهم ولبشاعة الإدمان ومخاطره اهتمت الشريعة الإسلامية بتحريم المخدرات بأنواعها وأصنافها وكل ما من شأنه تغييب العقل وإضعاف الفكر والبدن فالمولي سبحانه وتعالي وجه إلي بني البشر تحذيرا ً شديدا وصريحا وواضحا بهذا الشأن، جاء فيه "يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون). وقد جاء التحذير قويا بما يتناسب مع الآثار الخطيرة والمدمرة التي تخلفها المخدرات والمسكرات بأنواعها علي الدين والفرد والمجتمع، فهل هناك أعظم ضررا علي الفرد من ضياع العقل والأخلاق والمال والصحة.